الصمادُ عنوانُ صدق وثبات مع الله

 

سُكينة يحيى المتوكل

مهما تحدثنا وكتبنا عن رجل المسؤولية فلن نفيه حقه من العبارات والكلمات والجمل والمديح، وعن أية مسؤولية سنتحدث؟!

عن مسؤولية رئيس دولة حملها على عاتقه بكل جد، خائفاً من الله لا من خلقه..

حتى تجاوز الصهاينة طغيانهم، يستهدفون في حربهم الأبرياء، ويغتالون العظماء وكلّ ذلك من خلف جدر محصنة.

وها نحن الآن في ذكرى مؤلمة ألا وهي ذكرى استشهاد رجل المسؤولية الرئيس/صالح الصماد، ورحيل روحه الطاهرة، مغادراً الأرض، صاعداً للسماء، من اصطفاه الله شهيداً حياً يُرزق، من اخترناه ليكون علينا رئيساً، ها قد اختاره الله لأن يكون شهيداً في مقام رفيع بجانب الأنبياء والصديقين، ذلك الرجل العظيم رجل الدولة، من كان يحمل روح الجهاد والعزيمة والصبر وروح التضحية، وفيها كان مبادراً وفي الصفوف الأولى لخدمتنا نحن الشعب، من كانت أفعاله تتجسد قبل أقواله.

قُدوة في الاقتدَاء، أسوة للتأسي به، من تولى الله ورسوله والذين آمنوا، سلك طريقاً عظيمة، قام ونهض بالشعب اليمني رغم العدوان ولم يرجف له جفن بأنه سوف يتعرض للخطر، من نهض بالشعب وصنع التاريخ ولم يهتم بالجبابرة.

فلا يهاب إلا من الله الواحد الجبار، حقاً رجلٌ عظيم من أرسى مشروع بناء الدولة، وأرسى مبدأ العمل المؤسّسي المتوازي مع معركه التصدي للعدوان “يد تبني ويد تحمي”.

كان حريصاً على تنمية البلد في مختلف المجالات ولكي ينهض أَيْـضاً بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، يد تبني هذا البلد ويد تحمل السلاح لتحميه، فلا يصلح بناء الوطن دون حمايته؛ فهو مشروع يسند الجبهات ويستند على الجبهات.

هو من قال: “إن مسؤوليتنا هنا هي نفسها المسؤولية الملقاة على عواتق الأبطال في الجبهات”، وكانت غايته وهدفه من هذا المشروع وكما قال “بناء جيش وطني الانتماء، يمني الهُــوِيَّة، ذاتي البناء، يحافظ على أمن واستقرار وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية دون استثناء”.

رجل يستحق أن يخلد في التاريخ بأفعاله وصفاته وأخلاقه وتعامله وتواضعه، لم يكن رئيساً بالاسم فقط، وإنما جسد خير رئاسة وخير قيادة.

من كان من بداية حياته قوي الإيمان بالله، كان يخطب الناس ويعلمهم وكان خير ثقافي، كان منارة العلم والهدى، وأصبح خير رئيس.

نعم هذا الرجل العظيم الذي قام بالمشروع العظيم الذي له أثر كبير، صاحب القوة التي لا تلين والشمس التي لا تنطفئ، والنور الساطع الذي لا يخفت، كانت أفعاله جميعها على أَسَاس القرآن الكريم، جسدت أفعاله أقوال القرآن وتوجهاته في جميع نواحي الحياة، انطلق من مشروع قرآني إيماني عملي صادق بروح طوافة وبعزيمة لا تنكسر، قام ضد العدوان وانطلاقته كانت باستعانة بالله في كُـلّ خطوة، ومتوكل عليه وواثق به وبتأييده ونصره، لم تمتد قدمه شبراً في الأرض إلا وكان متوكلاً عليه، وواثقاً منه بتوفيقه ومدده إليه الذي لا ينقطع.

ونحن في ذكرى استشهاده نستلهم الدروس والعبر منه، حقاً إن الشهيد الصماد غادر ولكنه ترك لنا الحياة وصنع المجد والتاريخ، وسوف يُخلد على مر التاريخ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com