تخاذُلُ بعض شعوب المسلمين عن نُصرة فلسطينَ وتماهيهم مع الصهيونية أظهر نفاقًا واضحًا وذلًّا فاضحًا

 

القاضي حسين المهدي

من جهل بالإسلام تحامل عليه وأعرض عنه؛ فالتماهي مع المشروع الصهيوني في فلسطين أَسَاسه الجهل بأحكام الشريعة وبالثقافة الإسلامية وخصائصها، نتج عنه الوقوع في مستنقع الرذيلة وطاعة اليهود والنصارى.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ).

إن المتتبع لما يجري في العالم الإسلامي يدرك أن كَثيراً من الزعماء والساسة قد نبذوا أهم تعاليم الإسلام باستثناء -الشعب الفلسطيني المجاهد واليمن وجنوب لبنان والمقاومة في العراق وقائد الثورة الإسلامية في إيران وحزبه- أما من عداهم فَــإنَّهم لا يعتبرون الصراع مع اليهود في فلسطين موجباً لتحَرّكهم لنُصرة إخوتهم في فلسطين؛ باعتباره نصرة للإسلام والمسلمين، وطاعة للعزيز الحكيم الذي أمرهم بقوله سبحانه: (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ)، وقوله سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

وكأنهم لا يمتثلون لأوامر الحق سبحانه وتعالى، ولا يعتبرون صراعَ الإسلام مع الصهيونية اليهودية صراعاً يوجب مناهضته، ولا كيد الصهيونية للإسلام كيداً لهم يجب منابذته، ولا التآمر على الإسلام تآمراً عليهم وعلى الإسلام يجب محاربته.

فكأنهم يظنون أن اليهود والنصارى سترضى عنهم دون اتباع ملتهم إن لم يكونوا هم لها متبعين، أولم يسمعوا النبأ اليقين من رب العالمين (وَلَنْ تَرْضى‏ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصارى‏ حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّـهِ هُوَ الْهُدى‏ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مالَكَ مِنَ اللَّـهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)، وقوله تعالى: (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ استطاعوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئك حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخرة وَأُولئك أصحاب النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).

ألم يجد هؤلاء الزعماء والساسة أن الكافرين من اليهود والنصارى وراء احتلال فلسطين والمسجد الأقصى وسفك الدماء وقتل الأطفال والنساء والإفساد في الأرض؟

ألم يكونوا وراء التقسيم الفظيع للدولة العربية الإسلامية؟

ألم يكونوا وراء التجزئة المُستمرّة للوطن العربي والإسلامي وإشعال الحروب فيه؟

ألم يكونوا وراء الواقع المتعفن وغير المنطقي للكثير من الأقطار والأوضاع في البلدان الإسلامية؟

ألم يحرك ضمائركم كُـلّ هذا؟

وما الذي يجعلكم تطمئنون إلى أعدائكم وتحاربون بعضكم وتحاصرون إخوتكم؟

ألم يقرعْ أسماعَكم وينبِّهْ ضمائرَكم خطابُ العزيز الحكيم في القرآن العظيم: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ).

ألم يحن الوقت لأن يُصِيخَ أولو العلم والحكمة فيكم إلى قول الحق سبحانه وتعالى: (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئك الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئك هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com