الشهيد الرئيس.. “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”

 

عدنان عبدالله الجنيد

الحمد لله القائل: (مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب 23.

رجل المرحلة، المسؤولية، حارس البحر الأحمر “ليست دماؤنا أغلى من دمائكم، وليست جوارحنا أغلى من جوارحكم وجوارح زملائكم في الجبهات..، مسح الغبار عن نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدنيا”، النموذج للمدرسة التي ينتمي إليها، مدرسة الإمام علي عليه السلام.

في ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد “أبو الفضل” -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- نوجز الآتي:

أولاً: في حضرة الشهيد الرئيس:

الصماد اسم يعني استمرار الصمود وتكراره وثباته، عنوان الصدق مع الله والثبات في موقف الحق وبذل النفس والمال والجهد، نموذجاً ومثالاً رائعاً في النزاهة المالية “صالح الصماد لو استشهد غد ما مع جهاله وين يرقدوا إلا يرجعوا مسقط رأسهم وهذه نعمة بفضل الله”، عاش صالحاً نزيهاً نظيف اليد مخلصاً لمبادئه ووطنه ومسيرته.

أطلق على العام الرابع للصمود الوطني في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي بالعام الباليستي، وقال: إن هذا العام سيكون عاماً باليستياً بامتيَاز.

استشهد في محافظة الحديدة وهو في مواجهة مع الأمريكي، رحل الشهيد الصماد جسداً، لكنه ظل روحاً وقيماً ومبادئاً نزداد كُـلّ يوم فينا رسوخاً ويقيناً بصوابية المنهج والمسار، بالانتماء المتجذر للقيم التي جسدها الرئيس الشهيد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- بأرقي مثال، ونموذج يلهم من بعده أن يسيروا على ذات الطريق والمشروع والمنهج.

ثانياً: القضية المركزية والمحورية للشهيد الرئيس:

إن القضية المركزية والمحورية للشهيد الرئيس -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- هي فلسطين، وكان الشهيد الرئيس مهتماً بها اهتمامًا بالغ الأثر، ويرى أن القدس هي المعيار الذي نقيس من خلاله مستوى تقدم العرب والمسلمين أَو تراجعهم، وكان الشهيد الرئيس يترأس الحضور المليوني لشعب الإيمان والحكمة في يوم القدس العالمي “نحن الآن نتصدر قضية الأُمَّــة العربية والإسلامية، نحن الآن ندافع عن كُـلّ حر في هذه الأُمَّــة على مستوى الجغرافيا العربية بأسرها؛ لأَنَّنا نحمل مشروعاً تحرّرياً وهذا الذي يزعجهم”، نعم هذا ما أزعج العدوّ الإسرائيلي ويظهرُ هذا الإزعاج في تصريحات المجرم بنيامين نتنياهو بأن باب المندب في خطر، في وجود هذه القيادة في اليمن، وهذا ما أكّـده قائد الثورة -يحفظه الله- في خطابه الأخير في ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- في 3 شعبان 1445هـ.

ثالثاً: مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد:

رسم الشهيد الصماد بمبادئه وطموحاته خارطة طريق وطنية وعالمية لتحقيق طموحات الشعب اليمني في بناء الدولة بعيدًا عن مشاريع الوصاية والتبعية، وكان أُنموذجاً فريداً في إدارة الدولة رغم كُـلّ المخاطر والمعوقات والتحديات في تلك الفترة وأثناء مواجهة العدوان الصهيوأمريكي ومخاطر فتنة عفاش، وهذه المرحلة كانت من أصعب المراحل التي مرت بها البلد، وهذا ما جعل تحالف العدوان الأمريكي والإسرائيلي السعوديّ الإماراتي يضع الشهيد الرئيس صالح الصماد على قائمة المطلوبين والمستهدفين.

مثل المشروع الوطني للشهيد الرئيس تحت عنوان “يد تحمي ويد تبني” مشروعاً كفيلاً بحماية البلاد من العدوان الخارجي وبناء الدولة الحديثة وتوحيد صف الأُمَّــة، مستنداً إلى منهجية الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- “القيادة والمنهج”، مشروع يهدف إلى ترسيخ دعائم الثبات والبناء والنهوض والتطوير وتعزيز الشراكة في إدارة الدولة، رسم معالم الطريق لمواجهة مشروع قوى دول الاستكبار العالمي المتمثل باللوبي الصهيوني اليهودي، وقد نجح هذا المشروع وعليه أعلن قائد الثورة -يحفظه الله- عن التغيرات الجذرية، فكان أول تغيير جذري تنفذه القوات المسلحة اليمنية هو منع السفن المتعددة الجنسيات ذات العلاقة بالكيان المغتصب بالمرور ذهاباً وإياباً من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب إلى الموانئ الإسرائيلية، وأن العمليات النوعية والعسكرية اليوم في مواجهة ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والعدوّ الصهيوني في مناصرة الشعب الفلسطيني ما هي إلا ثمرة من ثمار مشروع الشهيد الرئيس.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com