شعبُ المدد لـن يركعَ إلَّا لله الفـرد الصمد

 

عبدالله علي هاشم الذارحي

شعب يمن الإيمان والحكمة تــفــرد بمواقفه الثابتة على الحق منذ بزوغ فجر الإسلام، كان ولا زال هو شعب المدد، بدليل رفضه الآن الركوع أمام تحالف دول العدوان بقيادة أمريكا الشيطان الأكبر للعام التاسع على التوالي رفض الاستسلام وكبد التحالف خسائر فادحة بالعدد والعتاد، ولم يتحقّق لدول العدوان أي هدف في اليمن..

ومنذ بداية معركة (طُـوفان الأقصى) أبى إلَّا أن يشارك عسكريًّا في المعركة، فاستهدف بصواريخه ومُسيَّراته عمق الكيان الصهيوني المحتلّ بعشرات العمليات، وما إن شدّد كيان العدوّ حصاره على أهلنا في غزة، عمل اليمن من واجبه الديني والإنساني والأخلاقي على إغلاق البحر الأحمر أمام السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني مستهدفاً 35 سفينة، منها سفن كانت متجهة إلى كيان العدوّ، ومنها سفن تقدم المساعدة للسفن المتجهة إلى موانِئ العدوّ، ومنها السفن العسكرية التي أتت لكسر الحصار الخانق الذي فرضه اليمن، ومنع مرور كُـلّ السفن المتجهة إلى موانِئ الكيان الصهيوني..

ونتيجة لذلك عقدت أمريكا العديد من التحالفات العسكرية مع بعض الدول تحت عناوين ومسميات عديدة، الهدف منها هو خدمة الكيان المحتلّ فوصلت بوارجهم وسفنهم الحربية إلى البحر الأحمر والبحر العربي ولم تستطع فك الحصار عن كيان العدوّ المحتلّ ولا استطاعت حتى حماية نفسها من صواريخ ومسيَّرات رجال شعب المدد والنصر والفتح المُبين..

ما إن أيقن التحالف الأمريكي استحالة كسر حصار اليمن البحري الخانق للكيان، لجاء مجدّدًا الطيران الحربي الأمريكي والبريطاني إلى قصف اليمن، وباستمرار قصفهم للحديدة وأماكن أُخرى لم نركع، ولم تتوقف عمليات اليمن البحرية إلَّا بتوقف الكيان الصهيوني وداعميه عن عدوانهم على فلسطين كافة وعن غزة خَاصَّة ورفع حصارهم عن أهلنا في غزة..

الجمعةُ الأخيرة، ككل جُمعة؛ إذ خرج أحرار الشعب اليمني إلى أكثر من 100 ساحة في مَسيرات مليونية بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وساحات المحافظات، وتميز الخروج الأخير بحضور الرئيس مهدي المشاط، الذي ألقى كلمة وسط الطوفان البشري المليوني، كما خرج الشعب في مسيرات حاشدة بعواصم المحافظات والمديريات، استجابة لدعوة السيد القائد؛ فقد قال في كلمته: “واصلوا، واستمروا، لا تكلوا، ولا تملوا، ولا تفتروا، ولا تهنوا”، استجبنا وخرجنا تحت شعار “ساحاتنا جهاد.. ثابتون مع غزة حتى النصر”.

هذا الشعار وهتاف الملايين له ما بعده من فِعال وعمليات عسكرية تجبر كيان العدوّ المحتلّ وأمريكا وبريطانيا وعملائهم على وقف عدوانهم ورفع حصارهم عن أهلنا بغزة، فقد قال الرئيس المشاط من وسط الحشد المليوني بالسبعين: “أنتم يا شعب الإيمان والحكمة تاج الرأس وبكم نفاخر بين الأمم وأنتم بدعوة من السيد القائد تملؤون الساحات”، وقال: “أقول لكم يا شعب الإيمان والحكمة إنكم شعب يليق بقائده وقائدنا رمز الأحرار ولا يليق به إلا أنتم أيها الشعب العظيم”، وخاطب ثلاثي الشر بقوله: “من هذه المكان أقول لثلاثي الشر الذي يعتدي على أهلنا في غزة إلى أن يوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة ولا حَـلّ لهم سوى هذا الخيار”.

ولا شك أن موقف اليمن شعبًا وقيادة صار وسيبقى للأبد محط أنظار وتقدير وإعجاب وشكر وإشادة وقُدوة وقوة وعزة وفخر لكل أحرار وقادات العالَم، وحديث وسائل الإعلام المختلفة وَالتواصل الاجتماعي على مدار الساعة.

فالشعب اليمني لن يهاب تهديدات أمريكا، ولا تصنيفها ولا عدوانها وحصارها، ولا حتى مغرياتها ولا… إلخ.

تعلمون لماذا؟

لأنَّه شعب المدد الذي لن يركع إلَّا لله الفرد الصمد.. والأيّام على مر التاريخ تشهد، ويعلم الله مَا الذي سيستجد قادم الأيّام، والسلام سيكون مسك الختام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com