الصبرُ ظفرٌ ونجاحٌ ونصرٌ وفلاح
القاضي حسين محمد المهدي
إن استعانةَ المجاهدين بالله وتجلُّدَهم وصبرَهم وجِدَّهم في ميادين الكفاح تبشِّرُ بالنصر والفتح المبين؛ فبالصبر تحُلُّ السكينة، ويرتفع البلاء، ويأتي الفرج، وقد امتدح اللهُ الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئك الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئك هُمُ الْمُتَّقُونَ).
الشعب الفلسطيني واليمني، أنصار الله وحزب الله ومن سار على نهجهم من لبنان والعراق وطهران وكافة أصقاع الأرض هم أولو البأس الشديد والشجاعة والنجدة والقوة والجرأة والإقدام، وهم الصابرون أولوْ العزم الذين سيحرّرون المسجد الأقصى وفلسطين.
ويجتثون بإذن الله الصهيونية اليهودية.
ويحظَون بالنصر بإذن الله؛ فهم أصحاب العزيمة الذين لم يضعفوا ولم يستكينوا، وقد حكى القرآن من هكذا حاله فخصه بمحبته (فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).
فإذا كان ثمرة التواضع والصبر هي المحبة فَــإنَّ الظفر والنصر من ثمار الصبر..
إن أولي البأس الشديد من أنصار الله وحزبه مؤهَّلون لتحرير الأقصى.
فحينما قَصَّ القرآنُ الحكيم خبرَ إفساد بني “إسرائيل” مرتين أنبأنا أنه إذَا جاء وعد الآخرة من الفساد الإسرائيلي الصهيوني بعث الله عباداً أولي بأس شديد ليدخلوا المسجد الأقصى ويطهروه وأرض فلسطين من دنس المفسدين كما دخلوه أول مرة، أخبر الله بذلك في القرآن الحكيم (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً).
فها هم أولو البأس الشديد قد أقبلوا يتحلون بالصبر ويذكرون الله ويستمدون منه العون وينتظرون النصر والفلاح (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
فمحاولة أمريكا والصهيونية اليهودية فرض عقوبات وحصار مالي على أنصار الله وأحبابه وحزبه سيبوء بالفشل، فمَـا هو إلا مُجَـرّد ابتلاء يُذهبه الصبر والاستعانة بالله، فالصبر جماع الأمر ونظام الحزم ودعامة العقل وأَسَاس الطاعات، المبشر بالنصر، وفي الذكر الحكيم (لَتُبْلَوُنَّ فِي أموالكُمْ وَأنفسكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
فإن تصبر النفس تلقى السرور، وتزول الشدة، ويرتفع البلاء، وتحل السكينة، ويأتي الفرج.
فالصابرون مؤيدون بمعونة الله ونصره، يختصهم الله بالأجر الجزيل والثواب الكبير (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّـهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ).
ففي الغد القريب بإذن الله يحتفلون بنصر الله ويفرحون به وما ذلك على الله بعزيز.