التجار والعدوان
رغم الدعوات المتكررة لتحييد الاقتصاد الوطني إلّا أن العدو يراهن على احداث أيّ تقدم في الجبهة الاقتصادية، ولذلك يراهن على الوقت وعلى استنزاف العملة الأجنبية والاحتياطات النقدية للبنوك الإسْلَامية والتجارية والبنك المركزي اليمني، كما يراهن العدو على تجاوب بعض رؤوس الأَمْوَال المحلية لتنفيذ خططه الرعناء في هذا الجانب، بعد أن عمد على استهداف مصالح معظم رجال المال والاعمال، فالعدو الذي استهدف أَكْثَر من 200 مصنع وتسبب بتوقف 40 الف منشأة انتاجية واستهدف شركات عاملة في قطاعات مختلفة وكبّد القطاع الخاص أَكْثَر من 49 مليار دولار، بالإضَافَة إلَـى تسبب العدوان والحصار بتراجع النشاط التجاري إلَـى أَدْنَى المستويات وأوقف حركة النقل، كما استغل العدو قرار مجلس الأمن 2216 وخُصُوْصاً المادة التي حثت الأُمَــم المتحدة بتفتيش السفن التجارية المتجهة إلَـى اليمن أَوْ القادمة منها، وعلى الرغم من عدم تخويل حكومة فنادق الرياض منح تراخيص الدخول للسفن التجارية المتجهة إلَـى الموانئ اليمنية، إلّا أن العدوان حاول منح أية صلاحيات لحكومة الرياض ومنحها حق إصدار تصاريح للسفن التجارية إلَـى الموانئ اليمنية، وهو ما غرّض المستوردين المحليين إلَـى الابتزاز الكبير مقابل الحصول على تراخيص دخول، كما شدّد ضغوطَهُ على كبار رجال الأعمال وأجبر البعض منهم على إغلاق مصانعهم وتسريح عامليهم وإيقاف عجلة الانتاج حتى لا يضم إلَـى قائمة الاستهداف ورغم التزام بعض المنتجين في الحديدة بتلك الضغوط، إلّا أن مصانعهم لم تسلم من الاستهداف الجوي من قبل طائرات العدوان، ومع تعاظم كُلّ تلك الجرائم المباشرة التي تعرضت لها رؤوس الأَمْوَال التي لم تستثنِ حتى مبنى الغرف الصناعية والتجارية من التدمير تسبب العدوان والحصار بإفلاس المئات من التجار، وهو ما يشكل دافعاً للتجار إلَـى الوقوف إلَـى جانب شعبهم ووطنهم، فالعدو حاول التقرب من بعض مرتزقة المال والأعمال ووعدهم بالحصول على امتيازات كبرى مقابل تنفيذ اجندة في الداخل والتلاعب بالأَسْــعَـار وإثَارَة حالة الهلع في أَوْسَاط المواطنين من خلال رفع الأَسْــعَـار أَوْ والمضاربة بأَسْــعَـار صرف العملة الوطنية، ولكن على أُولئك أن يدركوا رؤوس أَمْوَالهم طلعت على أكتاف الشعب اليمني وأن تأكل القيمة الشرائية للريال اليمني لن تكون في صالحهم ولا في مصلحة البلد وأن تأثيرها لن يطال المواطن البسيط الذي سيضطر إلَـى التشفق وتوفير أَسَـاسيات الحياة، وإنما ستتأثر الحركة التجارية برمتها على المدى القريب والمتوسط والبعيد لا سمح الله.
لذلك ينتظر من الاتحاد العام للغرف الصناعية والتجارية والغرف الصناعية موقفٌ مسؤولٌ في هذا الجانب وللتذكير فالعدو واحد.