الشهيدُ الصماد.. عنوانُ المجد وعنفوانُ التضحية
زهراء اليمن
ماذا نقول عن رجل أحبه الله وأحبه الناس.. من أين نبدأ الحديث، وقد عجزت الألسن وتوقفت الكلمات واحتارت الأقلام عن وصف هذه الشخصية المرموقة التي سطر التأريخ من خلالها عنواناً للمجد وعنفواناً للتضحية.
إنه الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، الذي أسس قواعد وطن ترسخت من خلاله أركان العدالة وصنع العديد من المنجزات والتحولات السياسية والاقتصادية والفكرية.
إنه تلك الشجرة التي تأصلت جذورها في قلب كُـلّ يمني وطني حر غيور على أرضه ووطنه.
ذلك القائد الشجاع الذي اتسم برحابة الصدر وسعة العطاء ومرونة الموقف ولم يتوقف يوماً عن أداء واجبه الوطني دون كلل أَو ملل وكان أمله أن يبنيَ وطَنًا.
دعونا نتوقفْ قليلًا عند هذه المحطة التنموية التي تغذت من رحاب الفكر التنويري المزدوج بعقلية القائد الإنسان الذي تحلى بروح الثقافة القرآنية ليتبنى من خلالها مشروعاً اقتصاديًّا بنَّاء تحت شعار “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”.
نعم.. لقد كرّس الرئيسُ الشهيدُ حياتَه وخلال عَقدَينِ من الزمن في سبيل الدفاع عن هذا الوطن بكل ما أوتي من قوة في مجال عمله كرئيسٍ للشعب، محافظاً على مسؤوليته الوطنية العظمى التي أوكلت إليه مؤدياً واجبه على أكمل وجه، وذلك في ميادين مختلفة وفي مقدمتها ميدان الجهاد؛ فقد سارع هذا القائد الشجاع الذي اتصف بالحلم والعلم والحكمة والإيمان إلى ميادين العزة والكرامة وجبهات التضحية والفداء، باذلاً النفس والمال متمسكاً بوطنيته وأخلاقه ومبادئه ونهجه القرآني استجابة لقوله تعالى: “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”، حيث كان يظهر دائماً في الصفوف الأولى ويتوسط المجاهدين في العديد من الجبهات والمحاور.
نعم.. لقد سطر الشهيد الصماد أسمى معاني الوفاء والعطاء والتضحية والفداء؛ فكان أنموذجاً يجب أن يُحتذى به من قبل الجميع وذلك في كافة المجالات السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية والتنموية.. والسير على نهجه وإكمال مشروعه الوطني ورؤيته التنموية وفكرته التنويرية والشموخ باليمن.
ختامًا دعونا نقرأ الفاتحة على روح هذا القائد الشجاع والرئيس المتواضع الشهيد صالح الصماد، ولنخلد ذكراه بأحرف من نور.