الثبات.. عزةٌ وفلاح ونصرٌ ونجاح
القاضي حسين محمد المهدي
إن ثباتَ المؤمنين في إيمانهم يعني ثباتَهم على إسلامهم، وثباتَهم في أعمالهم وثباتَهم في جهادهم واستقامتهم في أقوالهم وأفعالهم (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ، تُؤْتِي أُكُلَها كُـلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).
إن الكلمة الطيبة هي كلمة الإيمان، كلمة التوحيد والإسلام؛ فإذا كان الإنسانُ صادقاً فيها، كان صادقاً في إيمانه وإسلامه، وكان كالشجرة الطيبة التي أصلها ثابت فلا تؤثر عليها العواصف، والمؤمن كذلك لا تزعزعُه الفتن، ولا ما يذيعُه أعداءُ الإسلام من الأقاويل المرجِفة والأكاذيب المجحفة؛ فهو كالشجرة الطيبة تؤتي أُكُلَها في كُـلّ وقت وحين بإذن ربها فيسعد بها الناس في حياتهم وبعد مماتهم، وهكذا المؤمن لا تزعزعه الأهواء ولا تعصف به الفتن.
فإذا قيل له إن الأعداءَ قد جمعوا عليكم عدتَهم وعتادَهم فَــإنَّه لا يضعفُ ولا يستكينُ (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّـهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)؛ لأَنَّ الله مع المتقين ومع المحسنين ومع المؤمنين يثبتهم ويسددهم في الدنيا والآخرة (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخرة وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ).
أما أهل الكفر والعصيان فَــإنَّهم ضعفاء لا يثبتون وإن أرعدوا وأبرقوا وجلبوا الصواريخ والطائرات فَــإنَّ هزيمتهم آتية لا محالة، واجتثاثهم من أرض فلسطين أرض الإسلام آتٍ لاريب فيه، فهم كالشجرة الخبيثة التي ليس لها قرار، فليس لهم قوة إيمانية تثبتهم، ولا أخلاقية تبصرهم، فهم يسفكون الدماء ويسعون في الأرض فسادًا، فقد ضرب القرآن لأهل كلمة الشرك والكفر والطغيان مثلاً بالشجرة الخبيثة؛ فقال -سبحانَه وتعالى-: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأرض ما لَها مِنْ قَرارٍ).
وأكبرُ شاهدٍ على هذه الشجرة الخبيثة ما تفعله الصهيونية في فلسطين، ولكن المجاهدين من المؤمنين أولي البأس الشديد من فلسطين واليمن ولبنان والعراق وأحرار هذه الأُمَّــة سيجتثُّ اللهُ بهم هذه الشجرةَ الخبيثةَ بإذن الله، فما على المؤمنين المجاهدين الصابرين إلا الثباتُ الذي أمر الله به (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَأثبتوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ولا يضير المؤمنين من أنصار الله وحزبه في اليمن ولبنان والعراق إرجافُ أهل البغي والفساد ووصفهم بالإرهابيين أَو التلويح بالعقوبة عليهم؛ لأَنَّ المجاهدين أهل إيمان وصدق وعزيمة وثبات ينصرون الله ويطيعونه، والله يقول: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ).
وبإذن الله ستُهزَمُ جيوشُ الصهيونية اليهودية الأمريكية ويتم إغراقُ أساطيلها وبوارجها وإسقاطُ طائراتها وإتلافُ صواريخها وتحرير أرض الإسلام أرض فلسطين منها، فمن يغالِبِ الله يُغْلَبْ، وأن أنصارَ الله وحزبَ الله هم الغالبون.
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).