توجيهُ الضربات هو الحل
منصور البكالي
يدخلُ العدوانُ الصهيوني الأمريكي على غزةَ، المنتصفَ الأخيرَ من الشهر الخامسِ، محمَّلاً بحقيبةٍ من الأوراق المبعثَرةِ أمامَ صمود المقاومة الفلسطينية، ليصُبَّ كُـلَّ جهوده، في استعادة قواه المنهكة، وترتيب بعض أوراقه العسكرية والدعائية المضللة في رفح بقطاع غزة، وترتيب وتحريك بعضها الآخر في الجبهة البحرية لاستهداف الشعب اليمني، عبر مساعديه الأمريكان وأعوانهم وأدواتهم المحلية والإقليمية، في محاولة لتصعيد الحرب وتوسعتها، وعدم المبالاة بمآلاتها ونتائجها الإنسانية والأخلاقية بحق الشعب الفلسطيني، وعدم الاكتراث لمواقف الشعوب العربية والإسلامية وكلّ أحرار العالم.
هذه الترتيباتُ العسكرية للعدو، تنبئُ بدخول المنطقة في دوامة حرب واسعة وطويلة الأمد، لن تتوقف تداعياتها وجحيمُ لهيبها في فلسطين واليمن ولبنان والعراق وسوريا، بل ستمتدُّ ألسنتُها لتلتهمَ دولَ الجوار لفلسطين المحتلّة، وتكشفُ الأهدافُ الاستعماريةُ التوسعية للأعداء في المنطقة، ومعها مستوى عمالة وخيانة الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية للقضية الفلسطينية وشعوبها المتطلعة لمواقفَ مغايرة تحفظُ لهم ماءَ الوجه ورابطةَ الدم والأُخوَّة والدين.
محورُ المقاومة على يقينٍ كبيرٍ بعدمِ فاعلية المجتمع الدولي، وفشل القانون الدولي في مجلس الأمن والأمم المتحدة، في كسر الرغبة الأمريكية الجامحة في قتل وإبادة الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته العادلة، وأن الحلَ الأمثلَّ لنُصرة القضية الفلسطينية ووقف العدوان على غزة يتمثل في توجيه أقوى الضربات للعدو قبل أن يستكمل ترتيب أوراقه للتصعيد والهجوم في قادم الأيّام، وهذا ما تؤكّـده القوات المسلحة اليمنية المُستمرّة في عملياتها التصاعدية ضد الأهداف الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرَينِ الأحمر والعربي وباب المندب.