أكاديميون وإعلاميون: اليمنُ لا يخافُ أمريكا وسيواجهُ التصعيدَ بالتصعيد
الحسام: غزة عرَّت الإجرامَ الأمريكي واليمنُ كشفت ما تبقى منه
سبيع: اليمن أقوى من أمريكا ومن تهديداتها وإرهاب الغرب الكافر
المسيرة- محمد الكامل
زلزَلَ موقفُ اليمن الأرضَ من تحتِ العدوّ الأمريكي والإسرائيلي في البحرَينِ الأحمر والعربي وباب المندب؛ ما جعله يعيش في حالة تخبط؛ فتارة يلوح بورقة الاتّهام بالإرهاب، وأُخرى بالعدوانِ المباشرِ على اليمن، وهو ما حصل فعلاً في كلتا الحالتين.
ولم يكتفِ الأمريكيُّ بشن العدوان على اليمن بشكل مباشر؛ حمايةً لكيان العدوّ الصهيوني؛ ليعودَ من جديدٍ بالتلويح بورقة عرقلة التفاهمات السياسية والضغط بشكل قوي على أية تسوية من شأنها أن تنهيَ العدوانَ السعوديّ الأمريكي الإماراتي على اليمن منذ تسعِ سنوات.
وفي هذا السياق يقول الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور مهيوب الحسام: “إن أمريكا اليوم غير أمريكا الأمس، وكذلك اليمن اليوم غير يمن الأمس”، مؤكّـداً أن “أمريكا تغرق اليوم في مياه البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وبعدَ أن كانت تدَّعي أنها حامية له، كما أنها اليوم تبحث عن حماية لها في البحر”.
ويضيف أن “أمريكا تجترُّ من ماضيها الإمبراطوري المتهاوي والمتهالك والذي عرَّته غزةُ وكشفت ما تبقى منه اليمنُ وقيادتُه الثوريةُ العظيمة والسياسية وشعبُها العظيم”، لافتاً إلى أن “أمريكا لديها ماضٍ إجرامي أسود، وأن مستعمراتها الأُورُوبية اعتادت على الانبطاح والرضوخ لأمريكا”.
ويرى أن “الشعبَ اليمنيَّ العظيمَ لا يخافُ أمريكا ولا يخشاها وقد واجهها في عدوانها ومعها تحالف كوني عليه لمدة تسع سنوات وهزمها وتحالفها وهو اليوم يواجه في عدوانه الجديد المباشر عليه ويحقّق الجزء الأول من شعاره بعد الله أكبر “الموت لأمريكا” وهي تموتُ اليوم وتغرقُ على يدَيه في البحرَين الأحمر والعربي”.
ويوضح أن “أمريكا فقدت اليومَ هيبتَها وتفقِدُ هيمنتَها وقوتَها كإمبراطوريةٍ على يدِ الشعب اليمني العظيم وتسقُطُ في البحر وستكمل سقوطها في البر إن فكرت في الدخول براً”.
ويرى الحسامُ أن “أمريكا في هذه المرحلة ليست في وضعٍ يسمحُ لها بتهديدِ الآخرين وابتزازِهم، وخُصُوصاً بعد ما انكشفت وتعرَّت تماماً أمام شعوب العالم كله، وظهرت على حقيقتها، وبان زيفُ ما كانت تدَّعيه، وبأنها ومنذ النشأة كانت ولا تزال كياناً ودولةً إرهابية إجرامية عُنصرية استعمارية بلا قيم ولا أخلاق ولا إنسانية”.
الرد اليماني:
ومنذ أن بدأ التحَرُّكُ اليمنيُّ لمناصَرَةِ إخواننا في فلسطين المحتلّة أرسلت أمريكا الكثيرَ من رسائل الترغيب والترهيب عبر العديد من الوسطاء، وقد تحدث عن ذلك السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، في خطاباته المتزامنة مع بداية معركة (طُـوفان الأقصى)، بأن أمريكا أرسلت لكل دول المنطقة بعدم التدخل ضد “إسرائيل” في عدوانها الغاشم على قطاع غزة، لكن الرد اليمني جاء سريعاً وقوياً وحازماً وذلك على لسان السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- مفاده: “لسنا ممن يتلقون أوامرَ من أمريكا”، وعلى أمريكا أن تدركَ أن اليمنَ يتحَرَّكُ من منطلقِ واجبِه الديني ومسؤوليته الإنسانية والأخلاقية، وبالتالي لن نتفرَّجَ أَو نسكُتَ تجاه الجرائم ومجازر الإبادة التي يرتكبُها كيانُ العدوّ الصهيوني في غزةَ مهما كانت التهديدات وحجم التضحيات.
وعلى صعيد متصلٍ، يؤكِّـدُ الصحفي والمحلِّل السياسي رضوان سبيع، أن “أمريكا تجاه هذا الموقفِ اليمني المناصِرِ استخدمت الكثيرَ من وسائل الترهيب والترغيب والابتزاز، وَبأنها ستُعيدُ الحربَ والعدوانَ على اليمن، وستحَرّك مرتزِقتها وأدواتها في الداخل بشكل أكبر من ذي قبل، بالإضافة إلى أنها ستقفُ أمام أية محاولةٍ لإيقاف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، معرقلةً أية جهود أَو مفاوضات للوصول إلى تسوية تُنْهِي العدوانَ الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن في عامه التاسع”.
ويضيف سبيع في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: “علماً أن اتّفاقَ السلام كان على وشك التوقيع مع دول العدوان السعوديّ الإماراتي، حيثُ إن الأمورَ كانت قد وصلت إلى تفاهمات شبه نهائية، ولولا شن العدوان على قطاع غزةَ لربما كان قد تم التوقيع عليها”.
ويؤكّـد أن “أمريكا هدّدت بإفشال التسوية، وعدم إنهاء العدوان ورفع الحصار على اليمن إن هي صمَّمت على موقفها ضد “إسرائيل” المناصر للشعب الفلسطيني وإصرارها على استمرار عملياتها العسكرية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب”، مُضيفاً أن “السيدَ القائد رد على هذه التهديدات بأننا لا نخضعُ ولا نخاف من أمريكا، ولا يمكن أن تثنيَنا تهديداتُ أمريكا عن موقفنا الديني والأخلاقي والإنساني؛ فتحَرّكنا لنصرة إخواننا بغزة بعد وصول هذه الحرب إلى مستوىً لا يمكن لأي إنسان حر أن يقف متفرجاً عليها ويسكت جراء ما يحصل في فلسطين المحتلّة”.
ويجدد التأكيد بأن “الحربَ التي يتعرض لها أبناء فلسطين المحتلّة هي حربٌ عدوانية تستحقُّ بجدارة المواجهة والتحَرّك إلى جانب إخواننا في فلسطين ونصرتهم ضد أعداء الله وأعداء الإنسانية الصهاينة والأمريكان وخوض الحرب والمعركة ضد هؤلاء المجرمين مهما كان حجمُ التضحيات”، موضحًا أن “هذه المعركةَ معركة مقدَّسة وهي حربٌ للدفاع عن قضية عادلة ومظلومين يتعرضون للإبادة من قبل الأمريكي والكيان الصهيوني وحلفائهما”.
ويستشهدُ سبيع بكلام السيد القائد حينما قال: “لا يمكنُ أن تثنيَنا التهديداتُ الأمريكية بعودة الحرب في اليمن؛ فلتَعُدْ الحرب، سنقفُ إلى جانب إخواننا الفلسطينيين في خطوات وردود عسكرية تصاعدية”، موضحًا أن “هذه العمليات العسكرية التصاعدية اليمنية أذلت أمريكا وأصابتها بالجنون”.
ويوضح أن “اليمنَ أقوى من أمريكا ومن تهديداتها وإرهاب الغرب الكافر، مواجهاً التصعيد بالتصعيد؛ ما جعل أمريكا تعيش في حالة تخبط وفشل ذريع بنتائجه الكارثية في البحرَينِ الأحمر والعربي وباب المندب”، لافتاً إلى أن “العالم بأكمله يشمت بأمريكا ومسرور بما يتعرض له العدوّ الأمريكي في البحر الأحمر، أمريكا التي كانت تتصرف في هذا العالم من باب السمع والطاعة المفروضة على الجميع”، مؤكّـداً أن “ثلة من المؤمنين كسروا هيمنة هذه الدولة وهيبتها وضربوا سفنها ودمّـروا بوارجها وأساطيلها البحرية، كاشفين زيفَ أُسطورتها وقوتها التي تخيفُ المطبِّعين والخانعين والعملاء، لكنها لا تخيفُ قلوبَ الأحرار المؤمنين”.