بعد الفشل الفاضح للعدوان العسكري.. واشنطن تهرب إلى حملات التشويه
“سي إن إن” عن مسؤولين أمريكيين:
– إدارة بايدن بدأت العمل على حملة لتأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد صنعاء
– الحملة تأتي بعد ثبوت أن خيارَ القوة العسكرية غيرُ فعَّال
المسيرة| خاص:
توازيًا مع إقرارها بالفشل في تحقيق أهداف العدوان العسكري على اليمن، تلجأُ الولاياتُ المتحدة إلى مسارٍ جديدٍ لمواجهة الموقف اليمني المؤثر في مساندة الشعب الفلسطيني، حَيثُ قال مسؤولون أمريكيون لشبكة “سي إن إن” قبل يومَين: إن إدارة بايدن بدأت في حملة لتأليب الرأي العام العالمي والمحلي ضد صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، من خلال بث شائعات لتشويه الموقف اليمني، سواء على مستوى العمليات البحرية من خلال الحديث عن “مخاطر بيئية” واتّهام صنعاء باستهداف سفن تحمل مساعدات غذائية، أَو على مستوى الوضع الداخلي، حَيثُ تم الدفع بالمرتزِقة للعودة إلى المزايدة على مِلف فتح الطرقات الذي يعرقلونه منذ سنوات، وهي محاولات تكشف عن وصول الأمريكيين والبريطانيين إلى نهاية مسدودة مبكرة في مواجهة اليمن، وعن بلوغهم مستوى فاضح من الإفلاس في مساعي التأثير على موقف الشعب اليمني وقيادته وجيشه.
وبحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” يوم الجمعة، فقد أكّـد مسؤولون أمريكيون أن وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون بدأتا بالعمل على “تأليب اليمنيين العاديين والمجتمع الدولي” ضد صنعاء بشكل أكبر، والسعي لـ”تحدي الرواية” اليمنية بخصوص العمليات العسكرية المساندة لغزة.
وَأَضَـافَ المسؤولون الأمريكيون أن هذا المسار يأتي ضمن “التحول إلى حملة ضغط دولية” ضد اليمن، وذلك من خلال عدة أمور، من بينها الادِّعاء بأن “الهجمات البحرية تعيق شحنات المساعدات الإنسانية إلى السكان، بما في ذلك الشعب اليمني”.
وقد أشار التقرير إلى أنه وفي إطار هذا السياق، جاءت تصريحات الخارجية الأمريكية والبنتاغون قبل أَيَّـام التي زعمت استهداف القوات المسلحة اليمنية لسفينة تحمل مساعدات إنسانية للشعب اليمني، وزعمت أَيْـضاً أن عملية استهداف وإغراق السفينة البريطانية “روبيمار” تهدّد بوقوع “كارثة بيئية”.
وقد نفت صنعاء مزاعم استهداف سفينة تحمل مساعدات إنسانية، وأكّـدت وكالة “سبأ” الرسمية أن السفينة “سي تشامبيون” الأمريكية التي تم استهدافُها الأسبوع الماضي كانت تحمل أعلافَ دواجن وليس مساعدات إنسانية.
أما حديثُ الولايات المتحدة عن خطر وقوع كارثة بيئية نتيجةَ إغراق السفينة البريطانية، فهو بلا أي أَسَاس؛ لأَنَّ العملية قد حدثت قبل قرابة أسبوع وعبرت المئاتُ من السفن من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن بعد العملية بسلام، ولو كان هناك خطرٌ من هذا النوع لما انتظرت واشنطن إلى الأسبوع التالي للحديثِ عن “كارثة”.
وقد انكشفت ملامحُ خطة الولايات المتحدة “لتأليب” الرأي العام العالمي والمحلي ضد صنعاء خلال الأيّام الماضية من خلال نشر شائعة استلام أموال مقابل السماح للسفن الأُورُوبية بالمرور من البحر الأحمر؛ وهو الادِّعاء الذي سخر منه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير واعتبره “من أسخف الدعايات الأمريكية”، مؤكّـداً أنه لا يوجد أي ابتزاز لأية جهة، وأن حركة الملاحة لكل السفن ما عدا المرتبطة بالعدوّ.
وفيما أكّـد المسؤولون الأمريكيون أن خطةَ “التأليب” موجهة أَيْـضاً إلى الرأي العام المحلي، فقد انعكس ذلك بوضوح على عودة مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي، خلال الأيّام الماضية، إلى محاولات المزايدة على ملف فتح الطرقات المغلقة في محافظة مأرب، من خلال إعلان مزيَّف عن فتح طريق يقع ضمن خطوط التماس القتالية ويتطلب فتحه اتّفاقاً عسكريًّا؛ لضمان عدم استغلاله، في الوقت الذي يستمرون فيه برفض فتح الطرق الآمنة التي أعلنت صنعاء عن استعدادها لفتحها من جانب واحد؛ وهو الأمر الذي يكشف بوضوح أن هدفهم هو إثارة الرأي العام ضد صنعاء، وعرقلة أية تفاهمات على فتح الطرق الآمنة.
وقد ذكر تقرير “سي إن إن” أن لجوء الولايات المتحدة إلى خطة تأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد صنعاء يأتي؛ بسَببِ فشل مسار العدوان العسكري في تحقيق الأهداف المعلنة المتمثلة بالحد من القدرات العسكرية اليمنية ووقف الهجمات على السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، حَيثُ أكّـد التقرير أن “المسؤولين الأمريكيين يواجهونَ صعوبة في كيفية زيادة الضغط” على اليمن، مُشيراً إلى أن “البعض داخل الإدارة الأمريكية يرون أن استخدام القوة وحده غير فعال، ويشير بعض المسؤولين إلى أنه من المكلف للغاية وغير العملي الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية الأرخص كُلفةً”.
ولا يقتصر الأمر على الفشل في التأثير على القدرات اليمنية؛ إذ قال مسؤول دفاعي كبير لـ”سي إن إن”: “إن القوات المسلحة اليمنية تواصل مفاجأة الأمريكيين باستمرار، وإن القوات الأمريكية لا تعلم ما الذي يمتلكه اليمن من قدرات، ولا تستطيع حتى تقييم ضرباتها العسكرية بشكل واضح لعدم توفر المعلومات”.
ووفقًا لذلك، فَــإنَّ اللجوء إلى خطة تأليب الرأي العام المحلي والدولي ضد صنعاء يعبر بشكل فاضح عن عجز وإفلاس كبيرَين في مواجهة الموقف اليمني المؤثر والفعال والمتقدم في مساندة الشعب الفلسطيني، كما يكشف هذا المسار أن الولايات المتحدة وبريطانيا قد وصلتا بالفعلِ وبسرعة قياسية إلى نهاية مسدودة؛ وهو ما كانت مؤشراتُه قد برزت بوضوح من خلال الاعترافات الرسمية المبكرة بالعجز عن “ردع” اليمنيين، بالإضافة إلى اللجوء إلى الصين للتوسط وإقناع صنعاء بوقف العمليات البحرية.