ترتيباتُ الأعداء توجبُ المواجهةَ دون أخطاء
غازي منير
في خضم المعركة مجلس الأمن الدولي يفشل من جديد في تبني قرار يوقف عدوان “إسرائيل” على غزة، وهذا يعني أنها ما زالت تعطي الكيان الصهيوني الضوء الأخضر من جديد ليستمر في عدوانه وحصاره على الشعب الفلسطيني.
لم تكتفِ أمريكا بقتل وإصابة قرابة مئة ألف فلسطيني، جُلُّهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تهجير وحصار مليون إنسان.
أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وفرنسا ودول أُورُوبا، كُـلّ هذه الدول تحضر وترتب للاستمرار في اعتداءاتها ضد فلسطين ودول محور المقاومة، تقوم بالمزيد من التغطية السياسية والإعلامية للتبرير لكيان العدوّ الصهيوني أن ما يقوم به من جرائم نكراء على أنه دفاع عن النفس كذباً وزوراً، وتقلل بل وحتى تنكر وجود ضحايا مدنيين في غزة.
وتقوم بتقديم المزيد من الأسلحة للكيان الصهيوني وتجلب المزيد من القطع الحربية إلى البحرين الأحمر والعربي اللذين هما بحران عربيان ﻻ شرعية لأمريكا ودول أُورُوبا بالتواجد فيهما وعسكرتهما وتهديد الملاحة فيهما؛ بهَدفِ إيقاف هجمات القوات المسلحة اليمنية الإنسانية التي تحظر مرور السفن الإسرائيلية أَو المرتبطة بالكيان الصهيوني، وقامت بالاعتداء على اليمن بدون أية شرعية أَو مسوغ قانوني، وهذا ما جعل الملاحة محظورة أَيْـضاً على أمريكا وبريطانيا اللَّتين تعتديان على اليمن.
وسبق لأمريكا أن قامت بشن غارات عدوانية على سوريا والعراق وضد كُـلّ من يحاول التدخل لإيقاف عدوان الكيان الصهيوني على غزة؛ لأَنَّها تريده أن يستفرد بالقضاء على الشعب الفلسطيني دون أية عائق.
وبما أنهم يجرون المنطقة نحو التصعيد والحرب الإقليمية فليس جدير بنا كأمة عربية إسلامية إلا الإعداد لها والعزم على خوضها بعزم وبسالة دون أن نخشاها ودون أن نلتفت إلى المتخاذلين عن نصرة فلسطين، وما يجب الالتفات إليه هي العواقب الوخيمة التي ستحل علينا إن جمدنا واستسلمنا لدول الطغيان؛ فمرجعنا كتاب الله القرآن الكريم الذي فيه ما يؤهلنا لأن نكون أُمَّـة قوية تواجه وترهب أعداء الله، وفيه ما يكشف لنا بأن لا غلبة لهم علينا إن عملنا به.
ولقد لوحظ أن اليمنَ بقيادته الثورية الحكيمة القرآنية المتمثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي يربي جيش اليمن وشعبه بالثقافة القرآنية يمضي بخطط مدروسة وحكيمة؛ فبعد أن ذهب الأعداء نحو التصعيد فسرعان ما صعدت القوات المسلحة اليمنية عملياتها ضدهم في الآونة الأخيرة، وفي تصعيد ومواجهة اليمن دروس وعبر، وكيف أظهرت تحالف عدوان أمريكا وبريطانيا ضعيفاً ومهزوماً على الرغم من كُـلّ ما يمتلكه من بارجات وسفن حربية وطائرات جميعها حديثة ومتطورة، إلا أن سفنهم غرقت وطائراتهم أسقطت بفعل القوات المسلحة اليمنية التي ما زالت تعاني من عدوان وحصار تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ضدها منذ تسعة أعوام على التوالي، وبإمْكَانياتها البسيطة استطاعت مواجهة أعتى الدول بفضل الله؛ ولأنها وقفت مع الشعب الفلسطيني من موقف قرآني، إنساني، صادق.
وحقّقت الأخيرة معادلة التصعيد بالتصعيد، وفي ما تقوم به آيات لقوم يتفكرون.