غزةُ بين الإجرام الصهيوني والتخاذُل العربي
زهران القاعدي
أكثرُ من 140يوماً من القتل والإجرام الصهيوني الذي يتساقطُ حمماً على أهل غزة، إبادات جماعية ومجازر مروعة يندى لها جبين الإنسانية، أسر بأكملها أبيدت، لم يبق بشر ولا شجر ولا حجر في غزة إلا وطالته يد الإجرام الصهيوني وبإيعاز ودعم أمريكي وبريطاني وأُورُوبي، وتخاذل عربي، إسلامي مخز ومهين، عشرات الآلاف من الشهداء جلهم أطفال ونساء وما يقارب المئة ألف جريح من سكان القطاع.
حربٌ وحصار لم يسبق لها مثيل في التاريخ على شعبٍ قليل العدد، ينشد الحرية والاستقلال ويرفض الهيمنة والاحتلال، اجتمعت عليه كُـلّ قوى الشر والضلال والظلم والاستكبار.
وحصار خانق وموت بطيء يُسقى به أهل غزة العزة؛ فلا ماء ولا دواء ولا طعام، من لم تطله حمم الأسلحة الأمريكية والغربية مات عطشاً وجوعاً؛ ففيها تنعدم سبل العيش، أطفالها يتضورون جوعاً، لم يجدوا قطرة ماء ليرووا عطشهم وكسرة خبز ليسدوا بها جوعهم، الأمراض تنهش صغيرها وَكبيرها وَمستشفياتها تفتقر للدواء والماء والكهرباء، وَالجرحى فيها تعتصر أكبادهم وأجسادهم من شدة الألم والجراح لم يحصلوا على حبة دواء، في غزة لم تسلم مستشفيات ولا مدارس ولا مساجد، كُـلّ مقومات الحياة قد أُحيلت إلى خراب.
إن ما يحدث في غزة من مجازر وحشية وإبادات وجرائم مروعة يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في غزة مأساة كبيرة، هي لعنة الإنسانية الكاذبة في هذا العصر التي كشفت زيف قانون الغاب المسمى القانون الدولي وَحقوق الإنسان، الذي يدعيه الغرب الكافر وعلى رأسه واشنطن، وأبانت حقيقة حضاراتهم الجوفاء التي يتفاخرون بها، كما عرت وفضحت حقيقة الأنظمة العربية المتخاذلة والعميلة للغرب الذّليلة والمرتهنة لأمريكا، والتي وصل حال بعضها إلى مشاركة الكيان الصهيوني في حصاره وجرائمه على أطفال ونساء غزة بشكل مباشر وَغير مباشر، في ظل صمت غير مسبوق دجنوا بهِ شعوبهم من التحَرّك والنهوض والانتصار لغزة حتى بالمظاهرات والمسيرات.
غزة اليوم بدماء أطفالها كشفت الكاذب من الصادق والمنافق من المؤمن وأصحاب الإنسانية الحقيقية والضمائر الحية من غيرهم، وفضحت للعالم أجمع صلف وحقد اليهود على الإسلام والمسلمين، وضربت كُـلّ مزاعم السلام المزيف الذي يروجونه معهم.