اليمنُ يُعيدُ كتابةَ التاريخ
محمود المغربي
بعد أن شاهَدَ العالَمَ أقوالَ السيد القائد وقد أصبحت أفعالاً وقَدَراً لا مفرَّ منه يصيبُ رؤوسَ الظالمين والمستكبرين في الأرض، أصبح الجميعُ بمن فيهم أمريكا يدركون أن اليمنَ اليومَ مختلفٌ ولديه قيادةٌ شجاعة وصادقة ومؤمنة لا تتراجَعُ عن موقفِ الحق والعدل، ولا تقبل المساومة، ولا تخشى إلا الله.
لقد كان السيد القائد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه- واضحاً وصريحاً وصادقاً في أقواله، صارماً في أفعاله، وكان على أمريكا أن تحفظَ ماءَ وجهها، وأن تأخذ تحذيرات وتهديدات السيد القائد لها على محمل الجد وأن لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها حين قال: “إن أية حماقة أو عدوان أمريكي على الأراضي اليمنية مهما كان صغيراً سوف يقابَلُ بالرد الصارم والموجِع، ولن نتوقف بعدها أبداً إلا حين نقرّر نحن متى نتوقف، ولن نقبلَ بعدها هدن أَو وساطات، وسَنقابل التصعيد بتصعيد أشدَّ وأكثرَ ألماً” إلا أن أمريكا تجاهلت تلك التحذيرات، وربما كانت تعتقد أن الأنظمة العربية متشابهة وبأن اليمن سترتعد خوفاً وهلعاً منها، وليس بوسع أحد في هذا العالم أن يتجرأ على مواجهتها أَو استهداف سفنها في أية بقعة على هذا الكوكب، وقد كان الرهان الأمريكي خاسراً وخاطئاً هذه المرة.
ولعلها أول وآخر مرة تخطئ فيها أمريكا في حساباتها مع اليمن الذي دخل عصراً جديداً، وكما يقول المَثَلُ: “غلطة الشاطر بألف”، وعلى أمريكا دفع ثمن باهظ؛ نتيجة العبث مع خصم كافر بها مؤمن بمن هو أقوى منها، ويمتلك ما لم تمتلك أمريكا، الثقة والتوكل على الله، وهذا أمر لا يدركه أَو يمتلكه في هذا العالم من يؤمن بأمريكا من أُولئك العبيد الذين يعتقدون أن أمريكا قادرة على كُـلّ شيء وقد سلط الله عليهم أمريكا؛ لأَنَّهم جعلوا منها إلهاً يُعبد، حالُهم كحال كفار قريش الذين صنعوا بأيديهم أصناماً وأصبحوا على عبادتها عاكفين، أما نحن والحمد لله فقد كفرنا بأمريكا بعد أن مَنَّ الله علينا بهذه القيادة المؤمنة بالله، وبهذه المسيرة القرآنية والربانية التي انبعثت من جبال مران الشامخة بشموخ وعزة اليمن وأبنائه، بغض النظر عن أُولئك الذين لا يزالون على عبادة أمريكا عاكفين، من حرموا أنفسهم وأهلَهم شرفَ اللحظِة التاريخية ومتعةَ ما يعيش اليمن من قوة وعزة وكرامة.
إن العالم اليوم يقف مذهولاً ومصدوماً، ولا يكاد يستوعب حقيقة ما يجري، وله الحق في هذا الذهول؛ فهو أمام حدث يتعارض مع عِلم المنطق والرياضيات والفيزياء والكيمياء، حدثٍ لا يمكن تفسيرُه أَو فهمه من قبل عباقرة الرياضيات ومراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية؛ كوننا نقف أمام تأييد ودعم وتمكين إلهي يتعدى حدودَ الفهم البشري، ويشبه المعجزات التي سمعنا بها في قصص التاريخ، وكنا نعتقد أن “زمن المعجزات والبطولات انقرض” كما يقول البخاري بعد أن انقطع الوحي السماوي، لكن البخاري وغيرَه لم يكونوا يعلمون أن اليمن بلد وشعب استثنائي لا تنطبق عليه قوانين الفيزياء، ولا يؤمن بالموروث الديني والتاريخ المحرَّف، وأن أبناءَ الشعب اليمني لهم موروثٌ ديني وأخلاقي وإنساني خاصٌّ بهم، لا يقبَلُ التحريف وسَيعيدون كتابة التاريخ بأنفسهم، تاريخٌ لا يتحملون فيه الخزيَ والعارَ العربي والإسلامي والبشري، خزيَ الصمت والخِذلان لأطفال ونساء غزة وعارَ المجازر والمذابح الأمريكية الصهيونية بحق أبناء غزة العُزَّل.