رداً على استهداف بعلبك: حزبُ الله يفقأُ عيونَ الكيان “الإسرائيلي” وقاعدةُ “ميرون” خارجَ الخدمة

 

المسيرة | خاص

أعلنت المقاوَمَةُ الإسلاميةُ في لبنان، “حزب الله، الثلاثاء، ‌‎استهدافَ عدةِ مواقعَ حسَّاسةٍ للعدوِّ، أبرزها: قاعدةُ ميرون “الإسرائيلية” للمراقبة الجوية في جبل ‏الجرمق بدفعة صاروخية كبيرة من عدة راجمات؛ رداً على ‏العدوان الصهيوني على محيط مدينة بعلبك في البقاع؛ ما يشير إلى أن جبهة الجنوب اللبناني لم تعد الجبهة المساندة للمقاومة الفلسطينية وأهالي غزة؛ فحسب، بل تحولت إلى جبهة الدفاع والرد على تمادي العدوّ “الإسرائيلي، وبالتالي فَــإنَّ التحول إلى مرحلة الهجوم بات قريباً جِـدًّا، خُصُوصاً بعد تجاوز العدوّ قواعدَ الاشتباك ومحاولته توسيعَ المعركة.

وفي قراءة فاحصة لبيانات المقاومة التصاعدية، فَــإنَّ استهدافها لقاعدة “ميرون” وإخراجها عن الخدمة أَو حتى تعطيلها مؤقتاً، يأتي في سياق تحول جديد على مسرح المعركة عملياتياً وتعبوياً؛ كون هذه القاعدة تمثل مركزاً للإدارة ‏والمراقبة والتحّكم الجوّي الوحيد في شمال فلسطين المحتلة، والمسؤولة عن تنظيم وتنسيق وإدارة العمليات الجوية باتّجاه لبنان وتركيا وسوريا وتركيا والقسم الشمالي من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

واللافت أن العدوّ “الإسرائيلي” يقسمُ سلاحَ الجو ومناطق القيادة والسيطرة إلى منطقتين فقط شمالية وجنوبية، يقع مقر القيادة الجوية الشمالي في قمة جبل ميرون شمالي فلسطين المحتلّة، وبالتالي تكمن أهميتها كونها تعد واحدة من قاعدتَينِ أَسَاسيتين هما ميرون شمالاً، ‏و”متسبيه رامون” جنوباً؛ إذ تضم “ميرون” عدداً كَبيراً من نخبة ضباط وجنود العدوّ، كما تُشكل مركزاً رئيسياً لعمليات التشويش الإلكتروني على الاتّجاهات المذكورة، وتحتوي على “بالونات الرادوم” والرادارات لرصد الطائرات على مسافة تزيد عن 200 ميل بحري؛ أي حوالي 360 كلم.

وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فَــإنَّ المهمةَ الأَسَاسيةَ لقاعدة “ميرون” تتمثَّلُ في حماية الغلاف الجوي لكيان العدوّ، من خلال نظام التحكم لتفعيل منظومات الأسلحة المختلفة، كما أنها تقوم بتوجيه الطائرات الاعتراضية التابعة للسلاح والجيش وبطاريات الدفاع الجوي تجاه الأهداف المحدّدة وفق إدارة العمليات الجوية الهجومية، وإحباط التهديدات المختلفة، وتقوم أَيْـضاً بالتشويش الإلكتروني الإقليمي.

في هذا الإطار، يرى مراقبون فَــإنَّ الغرض من استهداف هذه القاعدة من قبل المقاومة يهدف إلى تعطيل منظومة الضبط والسيطرة في سلاح الجو “الإسرائيلي”، والتي تعد ركيزة أَسَاسية تمكّن هذا السلاح من إدارة النشاطات اليومية العادية وإدارة المعارك والمواجهات على الأرض؛ الأمر الذي سيتيح لأطقم المقاومة البشرية والآلية التوغُّلَ والتسللَ وتثبيتَ نقاط انغماسية ومفارز أمامية داخل جبهة العدوّ، الذي يعتمد بدرجة رئيسية على المعلومات التي تقدمها التكنولوجيا في رصد مثل هذه التهديدات، فيما يمكن للعناصر المتوغلة، إذا ما تفننت باستراتيجية الإخفاء والتمويه أن تحقّق أهدافها.

في هذا السياق، يؤكّـد الكثير من المحللين أن ما حملته معطياتُ الثلاثاء، وفي أحدث عمليات المقاومة في المنطقة المحيطة، ومنها استهداف التجهيزات التجسسية في موقع “‏الرمثا” بالأسلحة المناسبة، سبق ذلك استهدافها موقع “رويسات العلم”، بالإضافة إلى أن مجاهديها استهدفوا تجمعاً لجنود الاحتلال “الإسرائيلي” على “تلة الطيحات” بالأسلحة المناسبة، محقّقين إصابات مباشرة في جميعها، يعطي مؤشرات بأن حزب الله لا يختبر فقط مفاعيلَ الضربات والتي أطلق ما يزيد على 100 صاروخ في أقل من 24 ساعة؛ فحسب بل ويصنع كابوساً جديدًا على طول الجبهة.

في المقابل، تدارست وسائل الإعلام “الإسرائيلية” خبر تشغيل “الجيش” منظومةً جديدةً تعملُ على كشفِ الأهداف الجوية التي تطيرُ على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ ومنخفضةٍ جِـدًّا، ومزوَّدةً بتقنيات عالية منها كاميرات حرارية، وهذه المنظومة عبارة عن رادار تّم وضعه في منطاد جوي (EL/M-2083)، ولفتت إلى أن لهذه المنظومةِ موقعاً معروفاً يشغلُها ويسهر على إدامة عملها وموجود في منطقةٍ غيرِ بعيدة عن مفاعل ديمونا النووي، وتساءل المختصون الصهاينة عن الأسباب والدوافع والتوقيت، حَــدَّ وصفهم.

وفي تصرُّفٍ غاب 144 يوماً على بد (طُـوفان الأقصى)، سارعت قواتُ الأمم المتحدة العاملة في جنوبي لبنان “اليونيفيل”، الثلاثاء، بدعوةِ جميعِ الأطراف إلى وقف إطلاق النار لمنعِ مزيدٍ من التصعيد على الحدود اللبنانية الجنوبية، وحثّت “اليونيفيل” كُـلّ الأطراف على “ترك المجال لحل سياسي ودبلوماسي يمكن أن يُعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في المنطقة”، وهو ما عده مراقبون خطوة مدفوعة سلفاً من العدوّ لكسب الوقت.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عبرية، الثلاثاء، بإطلاق 40 صاروخا من جنوبي لبنان باتّجاه مواقعَ إسرائيلية في الجليل الأعلى فقط، وأكّـدت دوي صفارات الإنذار في بلدات عدة بالجليل الأعلى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com