اليمنُ المفاجأة
عـبـداللـه عـلـي هـاشـم الـذارحـي
من خلال استعراض بعض مواقف صنعاء المشرفة، وما اتخذته من خطوات داعمة للمقاومة الفلسطينية وأبناء غزة منذ اندلاع معركة (طُـوفان الأقصى)، نجد أن صنعاء أبدت التزاماً بمواقفها من القضية الفلسطينية، التي تعتبرها قضية مركزية ومحورية لجميع العرب والمسلمين المناهضين للاحتلال الإسرائيلي والرافضين للتطبيع، والمؤيدين لحق الشعب الفلسطيني لتحرير أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فيما يلي بعض المواقف التي تفردت بها صنعاء عن عواصم العالمين العربي والإسلامي..
فصنعاء كانت ولا تزال هي السباقة في التعبير عن الموقف المساند لفصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وأبناء غزة، منذ اليوم الأول؛ لانطلاق عملية (طُـوفان الأقصى)، واستهدفت القواعد والمواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، وانعكس موقف صنعاء من خلال الخروج الكبير في مسيرة جماهيرية حاشدة، لمباركة العملية وإدانة الاحتلال الإسرائيلي، والتعبير عن الدعم لفصائل المقاومة الفلسطينية..
وبعد يومين من عملية (طُـوفان الأقصى)، أعلن السيد القائد في خطاب له الدعم لغزة وإدانة الكيان الصهيوني، مُبدياً الاستعداد التام للمشاركة في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، في حال دخلت أمريكا في هذه الحرب إلى جانب الجيش الإسرائيلي، وَإذَا تجاوزت “إسرائيل” ما وصفه بـ “الخطوط الحمراء”، أما الرئيس المشاط فقد هدّد “إسرائيل” قائلاً: “لا يمكنكم اقتحام غزة وفينا ذرة من إسلام أَو عروبة”، وهذا أخطر تصريح قاله مسؤول عربي وكان يجب أخذه على محمل الجد..
كما أن السيد القائد يطل علينا كُـلّ عصر خميس ليلقي للعالم كلمة هامة عن آخر التطورات والمستجدات في غزة، ولا شك
أن الكيان المحتلّ وأمريكا وبريطانيا وكلّ عملائهم ومن بقلبهم مرض يحسبون لكلام السيد القائد ولكلام سيد المقاومة ألف ألف حساب؛ لأَنَّهم يعلمون صدقهما ودائماً يتبعان الكلام الفعال والواقع يؤكّـد ذلك..
فمنذ أن ألقى السيد القائد أول كلمة له عن معركة (طُـوفان الأقصى) إلى كلمته عصر الخميس الماضي نجد أن سيد القول والفعل صدق وأتبع الأقوال الفعال على أوسع نطاق، فالمَسيرات الجماهيرية كُـلّ يوم جمعة تملأ ساحة السبعين وساحات العديد من عواصم المحافظات الحرة بل وعواصم المديريات.
أما العمليات العسكرية الداعمة لفصائل المقاومة الفلسطينية فقد اتسع نطاقها في البحر الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وبلغت السفن المستهدفة أكثر من40 سفينة منها سفن عسكرية وبوارج حربية، ناهيكم عن العمليات إلى أم الرشراش، فالعمليات العسكرية اليمنية لن تتوقف إلَّا بعد أن يوقف الكيان المحتلّ عدوانه ويرفع حصاره عن غزة الغزة.
كما تتواصل الوقفات الاحتجاجية بعواصم المحافظات والمديريات والوقفات القبلية المسلحة؛ للتنديد بجرائم القتل والتدمير والحصار التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق أبناء غزة.
إن قياداتنا السياسية والعسكرية ومسؤولين حكوميين نجدهم كُـلّ جمعة في مقدمة المتواجدين في ساحات الاحتشاد والتظاهرات وفي كُـلّ المسيرات منذ اليوم الأول لمعركة (طُـوفان الأقصى) مندّدين بكل جرائم العدوّ الإسرائيلي، وهو ما يشير إلى التطابق بين الموقف الرسمي والشعبي من هذه الحرب، معلنين الدعم والتأييد والمساندة للمقاومة الفلسطينية.
ما سبق هو غيض من فيض مواقف صنعاء المشرفة، على عكس المواقف العربية والإسلامية المتخاذلة، والتي ينعكس فيها التباين الكبير بين مواقف الشعوب ومواقف الأنظمة، حَيثُ لم تكتف أنظمة بعض الدول بالصمت عن ما يرتكبه العدوّ الإسرائيلي من جرائم قتل وإبادة جماعية بحق أبناء غزة، بل ذهبت إلى منع أية تظاهرات شعبيّة داعمة ومساندة للشعب الفلسطيني ومندّدة بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، في حين تجاوزت أنظمة أُخرى ذلك إلى إبداء الدعم للكيان الإسرائيلي وسارعوا إلى كسر الحصار عنه عبر طريق بري والبعض أرسلت له الغذاء والدواء و… إلخ.
ليس لمواقف صنعاء المشرفة ختمٌ، وليس لمواقف عواصم الدول العربية والإسلامية المخزية ختام؛ فلا شك أن من أعان ظالماً أُغري به، وليعلم الذين تخاذلوا عن أهلنا في غزة وصمتوا عن الحصار والجرائم الوحشية والإبادة وتدمير الكيان الصهيوني المحتلّ لكل شيء في غزة خَاصَّة وفلسطين كافة أنهم شركاء له في كُـلّ جرائمه فـ”الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كُـلّ داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به” الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وغــداً سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.