فتحُ الطرقات كلمة حق يراد بها باطل
محمود المغربي
بلا شك أن فتح الطرقات بين محافظات الجمهورية هو مطلب إنساني، ومن حق المواطن أن تفتح أمامه الطرقات، وليس في مصلحة أحد أن تبقى الطرقات مقطوعة، وأن يتكبد الناس مشقة السفر وقطع مسافات طويلة وشاقة ودوران حول المدن وهناك طرق قصيرة ومعبدة مقطوعة، وأن يسافر المواطن من تعز الحوبان إلى داخل مدينة تعز الواقعة على مرمى حجر منه في ست أَو سبع ساعات وعبر طرق وعرة وجبلية، فيما الرحلة لم تكن تستغرق ست أَو سبع دقائق عبر الطرق المقطوعة وهذا أمر لا يرضي الله ولا رسوله.
وقد كان لنا ولغيرنا مطالب وجهود مبذولة طوال السنوات الماضية لفتح الطرقات، وتقدم الأنصار بعدة مبادرات فردية لفتح طريق أَو أكثر إلى داخل تعز ومأرب وتم فتح طريق إلى تعز وطريق إلى مأرب من صنعاء ومن طرف واحد، ومن الطبيعي أن يتم اختيار طرق لا يشكل فتحها مخاطر أمنية على حياة الناس في مناطقنا خُصُوصاً أن الجميع قد عانا من تجارب قاسية وصعبة نتيجة تسلل العناصر الإرهابية والمرتزِقة إلى مناطقهم ودخول المعارك إلى الأحياء السكنية مما تسبب بقتل المئات من الأبرياء ونزوح الملايين وتدمير المنازل والمحلات التجارية.
ولا أعتقد أن أحداً يرغب في تكرار ما حدث في الجحملية وصالة وغيرها في الحوبان لذلك تم اختيار (طريق الستين الخمسين مدينة النور) البعيدة عن الأحياء السكنية ويمكن للجيش والأمن التصدي لأي تسلل من تلك الطريق وحتى الطرف الآخر يستطيع إحباط أي تسلل نحوهم وتم افتتاح تلك الطريق بحضور رسمي وشعبي.
إلا أن الطرف الآخر داخل مدينة تعز وفي مأرب رفض كُـلّ تلك المبادرات وكان جوابهم سوف نحرّر كُـلّ اليمن منكم يا روافض يا مجوس وتلك الأسطوانة المشروخة التي نسمعها دائماً، ومع ذلك لم نتوقف عن محاولة فتح طريق ونتألم من معاناة الناس، وجاءت مبادرة الرئيس المشاط، وكان هناك توجّـه من قبل صنعاء لفتح طرق ومنافذ إلى مأرب وتعز بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك إلا أن العدوّ استشعر ذلك وخاف من إحراق ما لديه من أوراق للمتاجرة بحصار تعز، وبخلق معاناة تثير غضب الناس، وذهب إلى الإعلان عن فتح طريق من مأرب إلى صنعاء دون تنسيق مع صنعاء ودون مراعاة للمخاوف الأمنية للحكومة في صنعاء، خُصُوصاً أن هناك دعواتٍ مشبوهةً لفتح طرق في تعز بالتزامن مع العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا؛ مما يثير تساؤلات لدى الحكومة في صنعاء من هذه الدعوات وتوقيتها، ومع ذلك خرجت صنعاء للترحيب بأي عمل من شأنه التخفيف من معاناة الناس وطالبت بتشكيل لجنة من الطرفين لمناقشة فتح كافة الطرق المغلقة بما فيها الطريق التي أعلن عنها العرادة أَو تلك الطرق المفتوحة من طرف واحد بواسطة الحكومة في صنعاء، لكن إعلام المرتزِقة ذهب لافتعال ضجة إعلامية والعزف على وتر الطريق لإرباك المشهد وتحويل أنظار الناس عن غزة وما يتكبد العدوّ من خسائر وإذلال في البحر الأحمر.