القائدُ القرآني والشعبُ الأنصاري

نسرين الجدري

من نور الهدى ووحي القرآن جاء شعبَه الأنصار، إلى نور الله وجّههم، وهدي الله أرشدهم، عَلَم الهدى، وعترة المصطفى، وحفيد المرتضى،

بنور الله يتكلم.

سيدٌ كلامه بمثابة صاروخ في نحور الأعداء، وجّه شعبه للمواجهة، لم يَهَب الأعداء ولم يرهبه كيد ظالم، ولا طاغية من طواغيت هذا الزمان، عظيم هو بعظمة هذا الشعب الذي يُقدم، ويبذل، ويُقصف، لكن رغم هذا لم يتخلَّ عن قضيته.

يمانيون نهجوا نهج أجدادهم من الأوس والخزرج، كانوا للرسول سندا واليوم هم لفلسطين سند وعون، يخرجون الساحات وتمتلئ بالحشود المليونية الهائلة التي تردّد العبارات الشامخة، والمساندة “الوفاء ما تغير عهد الأحرار باقي” نعم كانوا وما زالوا يخرجون ويردّدون ولم يثنيهم قصف طائرات العدوّ الأمريكي البريطاني على بلادهم، يُقَاتِلون كـ أسدٍ جامحٍ يخاف الكل منه، يمتلئ قلب عدوه بـ الر عب الهستيري، عندما يُشاهدون بارجاتهم وسُفُنهم تحترق وتغرق بـفعل أسود اليمن الباسلة، يرون البحر الأحمر يأكل سُفُنهم كـ نارِ الله المؤصدة التي تقول هل من مزيد، واليمن تقول المزيد قادم فـلتهمي، فيقول البحر لهم: هل من نذير لكم، قالوا بلى.. لكن هكذا عاقبة كُـلّ من أعجبه تكبره وتغطرسه في الأرض، وأسفك دِماء من فيها بغير دين ولا إنسانية، فـما كان من سيد الأُمَّــة وناصرها وقائدها إلا أن يتحَرّك وأن يُحرك شعبه لنُصرة كُـلّ مظلوم في هذه الأرض هذا كلام السيد القائد أرواحنا له الفداء، فـسلام الله عليه سيدنا، قائدنا، ومُلهمنا، ومرشدنا إلى طريق الحق.

فلسطين الحرة، يا مسجد الله القائم على الأرض، لا تحزني من خذلان أعرابٍ اتخذوا يهود الأرض أولياء لهم دون المؤمنين، جعلوا من “إسرائيل” سيدهم المعبود، لا يتحَرّكون وهم يرون جرائم الإبادة الجماعية لم تحَرّك فيهم ساكناً لم تحَرّكهم أصوات الأطفال التي تنادي، ولا دُموع الثكالى تحجرت قلوبهم بل اقسى من الحجارة، لكن هناك من لم يتخلى عنكِ، ويعاني معك، جعلوه في قائمة الإرهاب؛ لأَنَّه أبى المذلة، والخضوع لهم، أبى السكوت، وانتشل نفسه من مستنقع السقوط، والخسران.

غزة يـا بلاد العزة والإباء، والصمود الأُسطوري، نحن معك، وسنكون اليد الضاربة لكل أعدائك وكل من يحاول أن يضفر بك، ما زالت هنا يمن الإيمان والحكمة، يمن الصمود، يمن القوة، يمن الأنصار الذين سيبقون على عهدهم، وسيظلون بِجانبك إلى أن ينتهي هذ العدوان، وتعود فـلـسـطـيـن أرض الإسلام والسلام، والسلام على تلك الدِماء الزكية التي سُفكت على أرضكِ ثمنا لهذا النصر المؤزر الموعود {وَأُخرى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْـمُؤْمِنِينَ} من سورة الصف- آية (13).