استراتيجيةُ الصمود للقوات اليمنية في مواجهة العدوان الأمريكي
عبدالحكيم عامر
في مواجهة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن، رسمت القواتُ المسلحة اليمنية استراتيجيةً للرد على هذا العدوان، فلم تَحصُرْ تكتيكاتها بقواعدَ ثابتة، بل أطلقت استراتيجيةً متنوعة تتميز بالمرونة في اختيار الأهداف والسلاح والمواقع الجغرافية، وهذه الاستراتيجية المرنة للقوات اليمنية انهكت العدوّ الأمريكي والبريطاني، واستنزفت قدراته، وحقّقت قوة رادعة له.
إن الاشتباك لفترة طويلة يُظهِرُ جاهزيةَ وقدرة القوات اليمنية والمرونة والدقة والقدرة على التكيف؛ ما أَدَّى إلى إصابة الصواريخ البالستية للسفن الأمريكية البريطانية، وفشلها في مواصلة تقدمها ومناورتها؛ ما أَدَّى إلى تراجعها؛ أي إن اليمن يتحكَّمُ بساحة العمليات عسكريًّا وأمنيًّا، وأنه يمتلك مرونةً في اختيار الهدف والسلاح المناسب.
اليمنُ -بفضل الله وقيادته الحكيمة وجيشه الشجاع- غيّر المعادلة على طول خطوط الاشتباك في جبهات البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وقد أصبحت أمريكا وبريطانيا عاجزة أمام التكتيك العسكري اليمني المبتكر في استخدام السلاح اليمني بطريقة مرنة يستند إلى إرادَة قوية وإدارة حكيمة جعلت من هيبة أمريكا تنكسر وتغرق في بحار اليمن.
وإن القدرات العسكرية ليست هي التي تحسم المعركة بمفردها؛ فالسرُّ في قوة وصمود القوات المسلحة اليمنية هو عنصر أهم من القدرات وهو الإيمَـان بالله والإيمان بالقضية والتسليم المطلق للقيادة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وقد أثبتت القوات اليمنية المسلحة أن لديها من القدرات والإمْكَانات والتطورات والصناعات العسكرية الدفاعية، ولديه القدرة على إدارة المعركة بطرق ذكية ومبتكرة، قائمة على إرادَة صلبة وتصميم قوي، وكفاءة عسكرية عالية، جهوزية تنطلق من واقع إدراك لطبيعة المعركة الجارية على أنها تحمي اليمن وسيادته، والاستمرار في معادلة نُصرة فلسطين، وكمعركة مصيرية وتاريخية يبنى عليها تحولات على مستوى المنطقة.
فرجال الجيش اليمني تحَرّكوا في المعركة بقلوب مليئة بالإيمان والعزم والصمود والثبات، تحَرّكوا رافضين للظلم والاضطهاد الذي يتعرض له إخوانهم في قطاع غزة وفلسطين، تحَرّكوا بالحق والعزم، تجسد وعد الوفاء بالوقوف بجانب الذين يعانون وينزفون ويحاصرون في قطاع غزة.
وفي الأخير، بات اليمن قوةً إقليميةً، لها ثقل في هذه المعركة مع الغرب الداعم والمهيِّئ للعدو الإسرائيلي بارتكاب أبشع الجرائم، وقد أدركت أمريكا أن اليمن له دورٌ استراتيجي في هذه المعركة، بل تخطت في دورها الاستراتيجي حدود الدعم والإسناد لغزة، وأصبحت جبهةً تعكس قدرة القوات المسلحة اليمنية على تحقيق نجاحات في مواجهة العدوان وتكبيد الأمريكي خسائر، وتعزز بذلك مكانتها في المنطقة كدولة قوية لها قدرتها على المواجهة بحرياً وبرياً وجوياً حتى تتآكل قدرة الردع الأمريكية وكسر هيبتها، بإذن الله.