الاحتشادات المليونية اليمنية لنصرة القضية الفلسطينية.. انعكاساتٌ إيمانية ومضامينُ تأثيرية

 

عبدالجبار الغراب

كما هي عاداتهم في المواقفِ الكبرى العظيمة والإيمانية الصادقة والمشرِّفة لدينهم ولعروبتهم وأخلاقياتهم وإنسانيتهم والمتوقعة منهم، وليست بالمستغربة عنهم في تلبيتهم لداعي الله وكتابه المبين واستجابتهم القوية والفاعلة لنداء السيد القائد الحكيم، فقد اكتظت مختلف الساحات والميادين بمحافظات اليمن الكبير بالملايين لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يواجه حربًا همجية ووحشية قذرة من قبل كيان العدوّ الإسرائيلي والتي أوشك شهرُها السادس على الدخول.

الصور الضخمة الهائلة أعطت انعكاساتها الإيمانية النابعة من شعب مسلم عظيم له جذوره الأولى المناصرة للإسلام والمسلمين منذ بزوغ فجر الرسالة المحمدية؛ فالدفاع عن المقدسات الإسلامية والأقصى الشريف واجب ديني ومقدس أوضحته عظمة الحشود المطالبة بفتح الحدود للتوجّـه لفلسطين، والتي كانت للتعبئة العسكرية إدخَالها وجهوزيتها وتدريبها لنصف مليون مجاهد، والمؤكّـدة على مواصلتها للمسار الإيماني في شكلها المعتاد والمتكرّر، والتي لم تتوقف مختلف الفعاليات الهادفة لإسناد ودعم الشعب الفلسطيني، وهي على نفس المنوال المتصاعد وبدون كلل ولا ملل، وبمشاهد مُستمرّة نقلتها ووثقتها عدسات مختلف وسائل الإعلام لهيبة المنظر وروعة المشاهد المعبرة عن إيمانها الكبير في مواجهتها لكيان العدوّ الإسرائيلي وأعوانه الأمريكيين والبريطانيين، الذين؛ بسَببِ الموقف اليمني الإنساني والأخلاقي لدعم الشعب الفلسطيني شنوا عليه العدوان، آملين ردعَ اليمنيين عن إسنادهم للمقاومة الفلسطينية وهذا ما فشل بالتأكيد.

فما نقلته هذه المشاهد المليونية أوضحت ثباتها على موقفها وتصاعد عمليات الجيش اليمني للقوات البحرية ضد السفن الإسرائيلية وعلى السفن الأمريكية والبريطانية؛ رداً على عدوانهم وحتى إيقاف الحرب على قطاع غزة ورفع الحصار يتوقف الفعل العسكري اليمني المساند للشعب الفلسطيني.

ومن هذا المنطلق الإيماني الهام والعظيم التي أوضحته المشاهد الكبرى لملايين اليمنيين، والتي أعطت انعكاساتها الإيمانية لمدى قداسة ومكانة المسجد الأقصى لدى الشعب اليمني، والتي ينبغي على الجميع وخُصُوصاً الأعداء تحليلها ودراسة مضامينها التأثيرية وقراءة أبعادها الأَسَاسية من حَيثُ الواقع الفعلي المشهود والجحم الهائل الكبير لأجل دعم وإسناد الفلسطينيين.

ومعها هل سيدرك الأمريكان والإنجليز ومعهم الصهاينة ما وراء هذه الاحتشادات الجماهيرية لليمنيين وبالملايين؟ والتي كان لمطالبها استجابتها العظيمة من قائد الثورة والحكومة والجيش بإسنادهم الفعلي العملي للشعب الفلسطيني واستمرارهم على الثبات في موقفهم الأكيد رغم العدوان الأمريكي والبريطاني عليهم، أملاً منهم لحماية سفن كيان العدوّ الإسرائيلي، وليأخذوا من مضامين الحشود جوانب للتفكر ولتعديل مساراتهم الخاسرة ووضع غزارة هذه الحشود المليونية ضمن مضامينها التأثيرية الباعثة أنه لا جدوى من كُـلّ عملياتكم الحربية لإسكات اليمنيين عن مساندتهم للمستضعفين، وأن يجعلوا منها جوانب للقراءة السياسية، وُصُـولاً لتصويب قرارتهم الحمقاء والمتراكمة وعلى مدى عقود ماضية تهاوت بها مكانتهم العالمية وتقزمت صورتهم العظمى وسلاحهم القوي الفتاك وسمعتهم الأخلاقية أمام تصدِّي وصمود وعزة وشموخ ورفعة اليمن وشعبها، وبمواقفهم السلبية الواضحة لمشاركتهم الجرائم مع الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني.

لينظروا في هذه الحشود العظمى المُستمرّة بكافة أبعادها التأثيرية الفاعلة بثبات المواقف اليمنية مهما كانت التضحيات، وأنه لا مجال للتراجع، وما على الأمريكان إلَّا تحكيم عقولهم وأن يعلنوها مع الصهاينة وبأسرع وقت إيقافَهم للعدوان على قطاع غزة، وكف الأذى الأمريكي البريطاني عن اليمن وأهلها؛ لأَنَّ ما اقترفه كيان العدوّ الإسرائيلي من جرائمَ وحشية وارتكابهم للإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة يندى لها جبين الإنسانية كلها.

ليبعث المقام الرفيع الذي عبرت عنه الحشودُ العظيمة اليمنية رسائلَها الرفيعة، والتي ستجعل القارئ أو الناظر السياسي وحتى العسكري يضع منها كاملَ الدلالات والاستبصار للمفاهيم في الدراسة والتحليل للنظر إليها، والتي هي محاصرة ولتسعة أعوام في كافة جوانبها الحياتية، لكنها ترسم أيقونات الانتصارات العظيمة وتبعث مختلف رسائلها ومدلولاتها الثابتة لمناصرة المستضعفين والتصدي للطغاة والمستكبرين، فهل سيكونُ للأمريكان والبريطانيين اقتناعُهم واعترافهم بفشلهم الذريع وبمأزقهم الكارثي الذي أقدموا عليه بدون حسابات ولا قراءة لتاريخ اليمن العظيم في مختلف المسالك والدروب الإيمانية المناصرة للإسلام ولمقدساته؟ أو حتى بتذكُّرهم بما ألحقه بهم اليمنيون من هزائمَ وعلى مدار تسعة أعوام مضت من عدوانهم الإجرامي، وحَـاليًّا بإسنادهم الفعلي للشعب الفلسطيني وبضربهم بأكثر من 385 صاروخاً وطائرة مسيَّرة واستهدافهم لـ54 سفينة للعدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني فارضين عليهم الحصار، لتحقّق بذلك القوات المسلحة اليمنية إنجازاتها الكبيرة ومفاجآتها المتتالية في إدخَالها لأسلحة جديدة وفق استراتيجياتها المحدّدة والمناسبة وما تتطلبه ساحاتُ المعركة؛ فالمفاجآتُ سترعب العدوّ، وهو ما قاله السيدُ القائدُ في خطابة الأخير: إن ما في جعبة الجيش اليمني من مفاجآت لا يتوقعه لا العدوّ ولا الصديق، وللحديث والشرح بالتفصيل لهذا النوع أَو ذاك سيكون الميدان هو من سيذكر ذلك بالتحديد بدخوله الخدمةَ وإضافتها لمعادلات عالمية عسكرية مختلفة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com