جبهةُ السيد القائد
محمد يحيى السياني
حولَ أحداثِ ومآلات الصراع، تتضارَبُ التوقُّعاتُ وتختلفُ الرؤى والتحليلات، ويغفلُ البعضُ في وسط هذا الكم الهائل من الأحداث وتسارع المتغيرات التي أحدثتها معركةُ (طُـوفان الأقصى)، عن أن هذه المعركة طفت على سطح تأثيراتها وتداعياتها، الكثير من الحقائق التي برزت بقوة؛ لتضع حداً فاصلاً بين تجلياتِها وبين التجاذبات الهابطة التي تديرُها الإمبراطوريةُ الإعلاميةُ والسياسيةُ والقوة العسكرية والاقتصادية للعدو الأمريكي والعدوّ الصهيوني.
هذه الحقائقُ استطاعت من خلال التحَرّك الفعَّال لمحور المقاومة وجبهة اليمن المؤثّرة والملفتة، أن تصيبَ العدوَّ وتدخله في حالة إرباك وتخبط على غير عادته، وَيظهر أن لا تقاطع مشترك بين مساره الإعلامي، وبين الخطوط الهندسية للسياسة التي يرسمها قادته في هذه المعركة.
وبعد ما حدث ويحدث اليوم تكشفت الكثير من الحقائق، وبدت كالشمس في رابعة النهار، كما وصفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي «يحفظه الله»، مراراً وتكراراً، في سياق خطاباته التاريخية التي يلقيها أسبوعياً ويتابعها باهتمام بالغ، الشعب اليمني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية والعالم، وثمة ثقةٌ مطلقةٌ بدت واضحة بين شعوبنا عامة وبين ما يقوله هذا القائد، ويجعلُ من كُـلّ جُملةٍ في خطاباته لها أهميتها ودلالتها؛ فمع سردِه للأحداث، أَو إحصائياتِ المعركة مع العدوّ وتشخيصاته الدقيقة والثاقبة للواقع وما يطرحُه من حقائقَ دامغة، يفنّد بها أكاذيب وتضليلات الأعداء ويكشف من خلالها تحَرّكاتهم العدوانية ومؤامراتهم وخططهم الخبيثة، التي يرسمونها ويحيكونها، لاستهداف أمتنا وبلداننا.
مع كُـلّ ذلك لا تخلو دوماً مع كُـلّ كلمة وخطاب يلقيه، من خطوط وخطوات استراتيجية حكيمة ومحكمة، وفق القرآن الكريم ومنهجيته العظيمة، التي تحدّد مسارَ الصراع مع اليهود الصهاينة وحليفهم الأمريكي، ومآلات هذا الصراع والنتيجة الحتمية لزوالهم، وفق الوعد الإلهي لعباده المؤمنين المجاهدين، وقد بات واضحًا ذلك الاهتمامُ الكبير الذي يُبديه الشعبُ اليمني وأحرارُ شعوب أمتنا والعالم بإطلالة السيد القائد وخطاباته، والتي أصبحت حقاً دروساً ملهمةً لتنامي الوعي الشعبي، والتي أَيْـضاً ستمهد -بعون الله- للتأسيس لمرحلة استنهاض حقيقي لكل أحرار أمتنا يستطيعون بها مواجهة الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية الغربية، التي عاثت في الأرض فساداً وارتكبت أبشعَ وأشنعَ الجرائم بحق البشرية.
ولا نبالِغُ كيمنيين مع الكثير من أحرار أمتنا وأحرار العالم، إن قلنا بأن خطابات السيد القائد، التي يواكب بها اليوم، المعركة التي نخوضُها مع الأعداء، قد شكَّلت «جبهةً» مؤثرةً ولها اتّجاهان، الأول: الجرعات المعنوية التي يضعها السيد القائد والتي تعزز فينا اليقين والثقة المطلقة بالله سبحانه وبتأييده ونصره.
الثاني: تأثيرها على العدوّ والذي بدا عاجزاً ومشلولاً، في مجاراة هكذا حالة لهَكذا قيادة بدت مختلفةً تماماً عن أغلب من سبقها من قيادات في العالم العربي والإسلامي، وهي اليوم مع قادة أحرار محور المقاومة تشكل جبهة توازي في تأثيرها وأهميتها القوة العسكرية وتملك من الإيمَـان والروح الجهادية؛ ما يمكّنها من الوصول إلى النصر الإلهي الموعود وفي وقت لا يمكن تخيله بفعل كُـلّ تلك المتغيرات الكبيرة التي تحدث اليوم.