الغربُ الكافر وازدواجيةُ المعايير
أسامة الدريني
بعيدًا عن الإنسانية وكلّ ما يدعيه الغرب من حمايته للحقوق والحريات، تقف أمريكا والغرب الكافر ضد أي قرار أَو مشروع لوقف الحرب على قطاع غزة خدمة للكيان الصهيوني، وتعزيزاً لمشروع الإجرام أعطت أمريكا الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين الذين تجاوز عددهم (مِئة ألف) ما بين شهيد وجريح في فترة لا تتجاوز (١٥٠) يوماً فقط، قُتلت فيها الإنسانية، بإشراف أمريكي ودعم غربي، بيّنت من خلالها الوجه القبيح للأنظمة الغربية المنتفخة بالحضارة الزائفة، وفضحت تواطؤ الحكومات الغربية وَالعربية في تصفية القضية الفلسطينية.
وفي انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية التي يروج لها الغرب طيلة العقود الماضية، تحولت الأمم المتحدة من راعية للسلام في العالم إلى راعية للإرهاب، وعلى مدى سنوات أوجد الغرب الكثير من الحجج الواهية لـ “إسرائيل” حتى مكنها من التوسع والتمدد استيطانياً، ليأتي اليوم ويمنحها الحق في الدفاع عن النفس، انحرفت البوصلة وتحولت القوانين الدولية في تحريم ومنع الاحتلال التي ادّعتها الأمم المتحدة وتبناها الإعلام الغربي في الحرب الروسية الأوكرانية، إلى انحياز لا يوصف لـ “إسرائيل” في الحرب على غزة، ونفاق فاضح صور “إسرائيل” على أنها ضحية مظلومة من قبل المقاومة الفلسطينية!
موقف مخزٍ آخر صرحت به الحكومة الأمريكية مدعية أنه لا دليلَ واحدًا على أن “إسرائيل” تُقتُل المدنيين في غزة، اليوم كُشفت الهُــوِيَّةُ الزائفة للإنسانية الغربية وَإنسانية الأمم المتحدة التي تمنع الدواء والغذاء وحتى الماء عن أكثر من مليوني إنسان يعيشون داخل القطاع.
دُمّـرت غزة وهدمت فوق رؤوس ساكنيها لم يبق أي شيء إلا ونالته الغاراتُ والقذائف الإسرائيلية وَبكل برودة يقتل المئات يوميًّا، فيما يقف العالم بلا حراك أمام تلك الإبادات الجماعية.
تجاوزت أمريكا كُـلّ حدود الإرهاب وعطلت أكثر من مشروع وَقرار لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن باستخدام حق النقض (الفيتو)، مؤكّـدة إصرارها على مواصلة المذابح اليومية بحق الفلسطينيين.
حرب الإبادة النازية الإسرائيلية على غزة تجاوزت كُـلّ القوانين الدولية والأعراف الإنسانية وَكشفت ازدواجية المعايير التي يتعامل بها الغرب والتماهي مع الاحتلال الصهيوني من خلال المواقف الدولية المتقاعسة والمؤيدة بشكلٍ مباشر لـ “إسرائيل”، وفي كُـلّ يوم من الحرب تظهر النوايا الغربية في قتل الأبرياء المدنيين، حَيثُ نرى الدعم العسكري والمادي المطلق من قبل أمريكا لحكومة الاحتلال للاستمرار في التدمير والخراب على مدار الساعة والقتل الوحشي لسكان غزةَ؛ سعياً منها لمحوِ وطمس معالم القطاع بالكامل.