عنهُ أتحدِّث
منتصر الجلي
عن كثب يلامس بكلماته الخالدة مشاعر الأحياء من البشر، «لمن ألقى السمع وهو شهيد» على طريقة الأولياء ومسؤولية النبيين، يخاطب القلب ويقنع العقل، يُذِكر، ويحُث، يرشد، يدعو، ويأمل وينادي، عظيم هو خلقه ومنزلته، صادق هو في كلماته، سديد هو في قوله وتوجيهاته، إذَا دُعي أجاب وَإذَا نُودى استجاب، من شمس الحقيقة تجلت أنواره، ومن طي تلك الآيات انفلقت حكمته، سيداً مفدًّى وعزيزاً من المحسنين، عميق الفكرة، ثاقب النظرة، فصيح اللسان، إذَا قال صدق، وإن وعد أوفى.
خير من لبى واستجاب ونازل وغلب، خير من ساند ورمى، وسدد وأصاب، خير من أشعل البحرين على أمريكا وأغلق الأبواب في وجه “إسرائيل”.
شهم الرجولة، سهم المستضعفين إلى نحور الظالمين، ولسان الذاكرين تقرباً إلى ربهم، سهل العطية، كريم الصلة، جواد سخي، ليث علوي، قرآني يمني هاشمي المسؤولية والبلاغ، بدري النزال، والبدر له أبًا، والحسين أخاً، عن مُنقذ المستضعفين ومجير المضطهدين كهف المؤمنين وحامي الشعب والدين، شعبه خير الشعوب وِسامُهُم الإيمان وإيمانهم الحكمة، رجاله خير الرجال أهل اليمن، انتهى إليه الخطاب، وبين كفيه نبتت شجرة النبوة، فلبى المسؤولية وانطلق مصححاً ومجدّدًا، أذل اليهود وأعاد عليهم سواد خيبر ومقتلة مُرحب، ذاقوا الويل وولولوا في الأمم بين شاكٍ وباك، فنالهم منه ما لم ينالوه على مدى مئات السنين، أسقط الأمم وكشف الأقنعة، وعرَّى الأنظمة وأحرق الزيف فبانت سوءة العالم المنافق، أخرس الألسنة والأقلام، وفضح مسميات من تسموا بدين الله، قدم الحجج وخلط الأوراق، أمام عملاء العالم ومجرميه.
عن سيد الأنصار أتحدث علم الزمان وفخر اليمن وقائدها، فذ زمانه وحكمة العصر ووحيد الدهر وسابق أقرانه، سماحة السيد المولى القائد: عبد الملك بدر الدين حوثي، حفظه الله ورعاه.. نعم هو ذاك الكتاب الناطق والحقيقة الساطعة.