ما بين “صافر العائمة” و “روبيمار الغارقة” سوابقُها الشاهدة لمحاولات الأمريكان الفاشلة
عبدالجبار الغراب
مَثَّلَ الموقفُ اليمنيُّ الثابتُ القوي والفعلي المتصاعد عسكريًّا وشعبيًّا في دعمه ومساندته للقضية الفلسطينية ضد عنجهية وطغيان وجرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان العدوّ الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة عناوينها البارزة الكبيرة التأثير الباعثة لمد العزيمة والإصرار اليمني على مناصرته للمظلومين وبمختلف الوسائل والأساليب؛ فظهر تفاعلهم الاستثنائي المنقطع النظير والذي أذهل العالم بانفراده بموقفه الإنساني والأخلاقي رغم المعاناة والحصار الذين يتعرضون له جراء حرب عبثية لما يقارب العقد من الزمان شنها الأمريكان ومعهم أدواتهم المنفذين من الأعراب بقيادة السعوديّة والإمارات والمُستمرّة حتى الآن، فكان للإيمان والشجاعة والتصدي والصمود اليمني تشكيله لمختلف الانتصارات العظيمة وتأكيده على أن القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى والمركزية، وبرغم كُـلّ محاولات الأمريكان والغرب السابقة الفاشلة والمُستمرّة الحالية في تصويرهم للموقف اليمني بأنه لا علاقة له بما يحدث في غزة وإنما هو لكسب الشعبيّة وغيرها، مُرورًا بتشكيلهم لتحالف بحري عسكري للوقوف في وجه اليمنيين لأجل حماية سفن الملاحة الإسرائيلية، والتي رفضت الكثير من الدول الانضمام له، لتتورط أمريكا مجدّدًا ومعها بريطانيا بالعدوان على اليمن فغاصوا في مستنقع اليمن العميق وفشلت كُـلّ محاولاتهم العسكرية في استهدافها لمختلف المناطق اليمنية لإيقاف أَو ردع اليمنيين عن استمرارهم باستهداف السفن الإسرائيلية، بل تصاعدت العمليات البحرية اليمنية في ردها على الاعتداءات الأمريكية البريطانية واستهدافها لسفنهم التجارية والعسكرية ومدمّـراتهم وبوراجهم الحربية.
أحدثت العمليات العسكرية للبحرية اليمنية تأثيراتها القوية على الجانب الإسرائيلي وحقّقت نجاحات مذهلة لم يتوقعها الأمريكان، في قدراتها العالية في استهدافها لمختلف القطع البحرية الأمريكية والبريطانية وكفاءتها في إلحاقها بالخسائر المتتالية وُصُـولاً إلى إغراقها لسفينة “روبيمار” والتي بحسب ادِّعاءاتهم أنها كانت تحمل أسمدة كيماوية وغازات عديدة سيكون لها تأثيراتها البيئية على دول المنطقة وُصُـولاً لأكاذيبهم الساذجة وأقوالهم الحمقاء بتضرر الكابلات البحرية؛ بسَببِ غرق السفينة روبيمار، وهنا تتكرّر سوابق الأحداث الأمريكية في إعادتها للاستغلال وبصورة جديدة، فمن ناقلة صافر العائمة ولأعوام عديدة وتصويرهم بحدوث كارثة بيئية جراء تسرب النفط فيها وهم من منعوا صيانتها رغم تقديم كُـلّ جوانب التسهيلات من قبل حكومة صنعاء، وذلك لأخذها كورقة استغلال لعلهم في ذلك يحقّقون من خلالها إنجازًا لانتصار استحال عليهم تحقيقه بقوة السلاح، إلى سفينة روبيمار البريطانية الغارقة ومحاولات أمريكا الترويجية لها للاستثمار ولاستعطاف دول العالم بالانضمام إليها لضرب اليمن، وكلها مبررات هي لأهداف مكشوفة وواضحة ولا مجال لإعادة سوابق الفشل الأمريكي البريطاني لأخذه بدواعي المحافظة على البيئة البحرية كورقة وذريعة لتحقيق مكاسب أَو انتصار، فما راح انتهى وما هو حالي قد اتضح وانكشف وظهر، ولا مجال للتباكي وإظهار الحماية للبيئة البحرية، فالكوارث الإنسانية في قطاع غزة والإبادة الجماعية بحق أهلها هي الأجدر بالنظر إليها، فالسفينة الغارقة “روبيمار” تهاوت إلى قاع البحر الأحمر بعدما رفضت النداءات اليمنية بتراجعها عن الإبحار المحرم عليها في البحر الأحمر نتيجة الاعتداءات الأمريكية البريطانية على اليمنيين دعماً منهم للكيان الصهيوني في إيقافهم للعمليات البحرية اليمنية المساندة للفلسطينيين، فالأمريكان هم من يتحملون تداعيات كُـلّ ذلك؛ بسَببِ عسكرتهم للبحرَينِ الأحمر والعربي ومضيق باب المندب.
نداءات أمريكية ومغالطات واضحة ودعوات باطلة وإطلاقهم للهتافات المتواصلة للدفع بالعديد من اللجان الأممية لدراسة وتقيم الوضع في البحر الأحمر بعد غرق السفينة البريطانية روبيمار وكلها لإيجاد العديد من الأوراق قد تكون لها فائدة تجعلهم يحقّقون هدفاً يردع اليمنيين عن موقفهم المساند لفلسطين، فلا كانت للتكنولوجيا والتقنيات المتطورة لديهم في رصدها لمواقع انطلاق الطائرات والصواريخ اليمنية نجاحها في إيقافها للقدرات اليمنية أَو حتى تقليص مفعولها، وإنما تصاعدت وتيرة العمليات للبحرية اليمنية ولم تتأثر بكل طلعات الأمريكان والإنجليز العبثية العدوانية، بل إنه كانت للمفاجآت اليمنية القوية قلبها لكل المعادلات العسكرية واستخدامها لأسلحة حديثة وجديدة ولأول مرة أرعبت أمريكا من هول هذه القدرات اليمنية الفائقة وقدرتها على إصابة أهدافها بدقة ونجاح عالية، ولقادم المفاجآت العسكرية فعلها الحتمي والأكيد ونترك الحديث لبعد إنجاز الفعل بالميدان، وأن السلاح الصاروخي والطائرات المسيّرة التي استخدمها الجيش اليمني في خمسة شهور لإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم أكبر بكثير من القوة التي استخدمها في مواجهة تحالف العدوان السعوديّ الإماراتي على مدار ثمانية أعوام، وهذا ما يؤكّـد عظمة القضية الفلسطينية في قلوب ووجدان اليمنيين هكذا قالها السيد القائد الحكيم في خطابة الأخير، وأن القادم أعظم والمعنويات عالية.