السعوديّةُ تنجرُّ نحو الهاوية وتسيءُ للمُقدَّسات الإسلامية
أم الحسن الوشلي
تستقبلُ الأرض شهرَ رمضان المبارك ويعيش المسلمون الصادقون هذا الشهر عليهم بكل روحانية وروحية تقية متوجة بالعبادة وطلب الهداية والمغفرة من الله سبحانه وتعالى؛ ويعدُ المُناصرون لدين الله أن يجعلوا استغفارهم وتسبيحهم في هذا العام مُصاحباً لاستهداف عدو الله وفك حصار عباده المُستنصرين لدينه والصامدين رغم كُـلّ ذاك الجور، إلا أن حلول هذا الشهر الكريم عليهم وهم يقدمون أنفسهم أعز القرابين فداءً لدين الله ورفعاً لرايته.
بينما من يسمون أنفسهم خُدام الحرمين الشريفين والراعين لهما يقدمون لاستقبال شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن بتحضير المراقص والملاهي الفاسقة المفسدة للفطرة الإنسانية ودعوة المتصهينين لحضور موسم الفجور؛ بل ويطلقون تعميماً لجميع أقسام الشرطة في ما تسمى بالمملكة العربية أنهم ونظراً لأوامر صاحب الانحطاط ولي العهد وولي الصهاينة نائب مجلس الوزراء- وزير الدفاع عن الفاسقين هنا.
يطلق قرار عدم الاعتراض لأي شخص مفطر سواء أكان يُعلن أن إفطارَه في نهار رمضان بقصد الإساءة لأوامر الله سبحانه وتعالى والتعدي على ركن أَسَاسي من أركان الإسلام أَو كان مخفياً ولا مبالياً لتلك المقدسات؛ وكان هذا القرار احتراماً لحقوق الإنسان المزعومة والمأمور بها من دول الغرب التي يأمرهم اللوبي الصهيوني بصونها؛ ونظراً لمقومات الإبادة لكرامة الإنسان والفتك بالأجيال القادمة والتقدم نحو الهاوية الأعمق يبذلون كُـلّ جهودهم في تعميم الفساد حول بيت الله والإساءة إلى شعائره بعد أن صدعوا رؤوس الناس بالفتاوى، وكلّ يوم تصدر فتوى في تعقيد سلوكيات منهج الله سبحانه وتعالى تحت مسميات الدين، واليوم خلف ستارة العنوان البراق “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” يأمرون بالمنكرات والقيام بالفواحش وينهون عن المعروف ويستنكرون الأحرار أن سعوا في رفع الجور وحقن الدماء المسفوكة بأبشع إبادة جماعية بحق إخواننا في غزة.
فهل هذا هو الدين؟
في أي قانون ومن أي فتوى كان الهجوم على أركان الإسلام والإساءة للمقدسات مُباحاً؟
منذ متى كانت حقوق الإنسان تسمح بإبادته وانتهاك أرضه وعِرضه وسلبه حياته؟
كان الساكت عن الحق شيطانًا أخرس؛ فماذا حدث؟
كان الذنبُ لا يُغتفر للمرأة التي حبست هرةً وأصبحت من أصحاب جهنم وبئس المصير؛ فماذا عن حصار شعب وإبادتهم بأفتك الأسلحة وتركهم يموتون جوعاً؟!
أين الحقوق في هذا الموضوع!
أين الإنسانية عن هذه القضية!
أين الدين والإسلام وصيانة الركائز الإسلامية في مملكة الملوك العاهرين المفسدين الآمرين بالمنكر والمتولين لليهود والمتخلين عن القيم والمبادئ؟!
أين العلماء والفتاوى وأين الأحكام الشرعية عن الإساءة لتوجيهات وأوامر الله عز وجل؟
أين الحفاظ على حشمة المرأة المسلمة إن كانت المملكة ومن يُدعون علماء يديرون الكفر كله إلى الشعب كله!
معذرة من الشهر الفضيل والركن المقدس أن نذكر كهذه العبارات وبئس حكام المسلمين في نفس المقال المُتعلق بعظمة الدين الذي أمرنا أن لا نسكت على هذه الجرائم؛ فقد حلّلوا ما حرّم الله وحرّموا ما حلّل الله.
وكانت هذه النتائج لما تلقوه من ثقافات مغلوطة؛ فبعد كُـلّ ذلك التزمُت الذي كانوا فيه بما يتعلق بالدين المغلوط انقلب حالهم للتيه والسقوط والانحطاط والتهاوي نحو مُستنقع الرذائل.
حقاً أن لا شيء يذهب هدرًا؛ فكان توجيه الثقافة المغلوطة في الدين سياسة صهيونية خبيثة بامتياز ونجحت في أوساط بعضٍ من المجتمع السعوديّ أَو بالأصح أنها استطاعت أن تصل للمُبتغى وهو زرع الكراهية والحقد في قلوب الأجيال على الدين وحرف بوصلة الانتماء للهُــوِيَّة الإسلامية.
وكان ذاك بالنسبة للوبي الصهيوني أسهل من شرب الماء فقد كان التعاون من الحكام والملوك هناك.
إضافة إلى علماء السوء المصدرين للفتاوي على حسب هبوب الرياح.
لكن الرياح لن تبقى على هذا الاتّجاه ما دام في الأرض أنصار لله ودينه وهذا شيءٌ ملموس عند المُحللين والمسؤولين ومن لهم علاقة من الصهاينة والتابعين لهم.
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، والأمل كبير بالأحرار من أبناء الشعب السعوديّ إن لا يصمتوا ولا يخنعوا أَو يذلوا لهذه الحرب الشعواء على الإسلام والمسلمين.
لن يتيه الدين ولن يستطيعوا حرف الأُمَّــة عن هُــوِيَّتها الإيمانية ولله أنصار على أرضه.