حتميةُ زوال الهيمنة والطغيان الأمريكي

 

محمد علي الحريشي

تتساقط الأوراق الأمريكيّة من بعد عملية (طُـوفان الأقصى) أمام بأس المجاهدين الأحرار من القوات المسلحة اليمنية، هَـا هو الطاغوت الأمريكي يتساقط ويتهاوى في البحرين الأحمر والعربي، الذي يحدث للبوارج الحربية الأمريكية والسفن التجارية الأمريكية في الأيّام الماضية وما حدث مساء السبت، من قبل القوات البحرية والجوية اليمنية ضد البوارج والسفن الأمريكية، لم يكن بالأمر السهل الذي كانت أمريكا معتادة عليه، لم يسبق لأية قوة عسكرية في العالم أن تجرأت على مواجهة القوات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، هي من كانت تعربد وترهب العالم وتكون التحالفات العسكرية الدولية ضد الدول التي تحاول الخروج على هيمنتها، ها هي تواجه الجيش اليمني في البحر الأحمر والبحر العربي، وقد انفض عنها أقرب حلفائها، ولم يبق غير بريطانيا التي سقطت أمام بأس اليمانيين من يوم احتراق وسقوط سفينتها «روبيمار» في أعماق البحر الأحمر، تواجه الهيمنة الأمريكية السقوط والخسارة السياسية والعسكرية وتفقد سمعتها الدولية؛ بسَببِ وقوفها الظالم والمخزي مع العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلّة؛ فهي السبب في كُـلّ ما يلحق بالشعب الفلسطيني من قتل ودمار وتجويع وحصار بعد عملية (طُـوفان الأقصى)، وتجني سوء تقديراتها وحساباتها السياسية والعسكرية أمام الروح الجهادية التي يمتلكها الشعب اليمني جيشه الفتي، لم تستفد أمريكا من التحذيرات التي أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- خلال خطابه في الأسبوع قبل الماضي، الذي توعد فيه بمفاجآت لم تخطر على بال العدوّ ولم يحسب لها أي حساب، اتكأت أمريكا على غرورها وغطرستها وأعماها غباؤها أنها القوة التي لا تُقهر، هناك حقائق سوف تكتشفها من خلال وقوفها الأعمى مع العصابات الصهيونية في فلسطين، وسوف ينتج عنها الانهيار الدراماتيكي للهيمنة والطغيان الذي مارسته على العالم خلال العقود الماضية، من عوامل تقهقر النفوذ الأمريكي، فشلها في تكوين تحالفات عسكرية دولية ضد اليمن، وفشلها في فك الحضر التجاري على الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر، وفشلها في إسكات الصواريخ والطائرات المسيَّرة اليمنية، وفشلها في الهيمنة على قرارات مجلس الأمن الدولي وفشلها في تلبية مطالب اللوبي اليهودي الصهيوني داخل أمريكا للحيلولة دون إلحاق مزيد من التدهور بكيان العدوّ الذي يتلقى الضربات الموجعة من المقاومة الفلسطينية ومن مقاومة محور الممانعة والجهاد، هناك عامل آخر يقوض الهيمنة الأمريكية ويقلص من قوتها وهو الوضع الداخلي الأمريكي، الذي يشهد تغيرات تجري عكس الرغبات اليهودية والصهيونية، وهو صحوة قطاعات كبيرة داخل الشعب الأمريكي ضد السياسات الخارجية الأمريكية التي رمت كُـلّ أوراقها أمام أفشل حكومة صهيونية في فلسطين المحتلّة، آثار الحصار اليمني على التجارة الصهيونية انعكس على الشعب الأمريكي بالضرر والتضخم وارتفاع أقساط التامين التجاري، هناك عامل آخر يعجل بنهاية الهيمنة الأمريكية على مستوى العالم، وهو تحفز خصومها ومنافسيها الدوليين مثل الصين وروسيا وقوى محور المقاومة على انتزاع مكانتهم الدولية، سوف يقوضون النفوذ الأمريكي الدولي ويؤثرون عليه، اليمن اليوم يصنع التحولات الدولية، هناك وعي عالمي جديد يتخلق في أوساط شعوب العالم ضد الهيمنة الأمريكية، الوعي المتنامي خلقته المآسي التي تحل بالشعب الفلسطيني والتدمير الشامل في قطاع غزة الذي تقف خلفه أمريكا وتوفر له الغطاء وتقف حائلاً أمام إرادَة المجتمع الدولي في وقف الظلم عن الشعب الفلسطيني، أما الكيان الصهيوني فسوف يزول وينتهي بمُجَـرّد زوال الهيمنة الأمريكية؛ لأَنَّ وجودهم في فلسطين ارتبط بالحماية والدعم الأمريكي لهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com