نحن هنا.. أين أنتم؟!.. رسالةٌ إلى الخانعين
عبدالرحمن إسماعيل عامر
لطالما استخدمت أبواقُ العدوّ هذا التساؤلَ كَثيراً طوالَ سنوات العدوان على بلدنا، كنا نأتيهم بالإجَابَة ونمرِّغُ أنوفَهم في التراب وننكِّلُ بهم أشدَّ تنكيل حتى يجروا أذيال الهزيمة بحسرة وندامة على سخريتهم واستصغارهم لقوة الإيمان الذي يحملُه مجاهدونا؛ لأَنَّ المنافقين لا يفهمون قوةَ الإيمان، لكن اليوم في ظل ما يحدث من جرائمَ بشعة يندى لها الجبينُ في قطاع غزة كان من المفترض على هؤلاء الرعاع أن يسألوا أنفسَهم: أين نحن اليوم في الميزان أمام عظمة الموقف الذي سطره أحرار اليمن؟!
على ما يبدو أنهم في غفلة وضياع وشتات وتفرقة أَو بمنأىً عن هذا الكوكب.
لكن هذه المرة السؤال موجَّه لهم جميعاً قادةً وعلماءَ، أبواقًا وعملاءَ، نحن هنا في البحر الأحمر والعربي نقطع شريان حياة العدوّ الصهيوني فأين أنتم؟!
أين أنتم مما يجري في غزة؟
أين أنتم من الطفولة المذبوحة والدماء المستباحة؟
أين أنتم من القهر والأسى والضيم والنداء؟
أين أنتم من القصف والصلف والجرائم البشعة؟
أين أنتم يا أهل الفتنة والتفرقة؟
أين أنتم يا دعاة الشقاق والنفاق؟
أين أنتم من السُّنة المطهرة يا ثعالب الوهَّـابية الصهيونية؟!
أليس الحبيب المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: “من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه”.
أخبِروني: ما الذي جرى لكم؟..
هل تقطعت أيديكم؟!
أم ابتلعتم ألسنتَكم؟!
أم يبدو أن قلوبَكم أصبحت قاسيةً فلا تحَرّكها دموعُ الأرامل والثكالى ولا آهات وآلام الجوعى والمرضى!
أم أنكم تجردتم من كُـلّ القيم والمعاني النبيلة؛ فأصبحتم بلا رجولة ولا نخوة، بلا عزة ولا كرامة، بلا رحمة ولا إنسانية؟!
ليس ذلك فحسب؛ إنما صرتم ترون الجودَ بالدماء في سبيل الحرية والكرامة إسرافاً وتفريطاً، وهذا ما لا تقبله القطط ولا الخنازير!
نقول لكم:
كفى قبل الصراخ والبكاء
يا من ترقصون على أشلاء الضحايا
وترون الحكمة في الخنوع والخضوع
والتطبيع مع أحقر المطايا…
وإن السكوت من ذهب حتى
يذهب كُـلّ شبرٍ تبقى..
أما آن لكم أن تعودوا إلى الله ورسوله والقائمين بالقسط من عباده؟..
ألا تكفي كُـلّ تلك الدروس والعبر؟!
ألا تخشون وعيدَ الله وشدة بطشه وانتقامه؟!..
واللهِ وبالله وتالله إن لم تنهضوا وتتحَرّكوا بمسؤولياتكم فلا عاصمَ لكم من أمر الله، وإنكم لَمغرَقون كما غرق فرعونُ والآخرون، حينها لا ينفعُ الندمُ والعويل ولا البراءة من الظالمين، والعاقبة للمتقين.