قناةُ “القاهرة”: واشنطن ولندن في مواجهة مكلفة مع الشعب اليمني المعتاد على الحرب
المسيرة: تقرير:
أوضحت قناةٌ فضائية مصرية، الاثنين، أن “الولاياتِ المتحدة الأمريكية وبريطانيا تواجهان مأزقاً حقيقيًّا في البحر الأحمر، بعد أن فشلتا في وقفِ هجمات قوات صنعاء على السفن المرتبطة بإسرائيل، وتورطتا في مواجهة مكلفة مع الشعب اليمني المعتاد على الحرب”.
وقالت قناةُ “القاهرة الإخبارية”، في تقرير للإعلامية المصرية جمانة هاشم: “إن هناك حلقات مفقودة في قراءة حقائق أزمة البحر الأحمر، وهي الحلقات التي تتجنبها البيانات، وتؤكّـد أن الولايات المتحدة وبريطانيا في مأزق حقيقي”.
وَأَضَـافَ التقرير، أن “بريطانيا تصدرت الحملة العسكرية لإتاحة ممرات الملاحة للسفن الذاهبة إلى إسرائيل، فتصدرت الهزائم بعد أن تحولت حملتها إلى عائق شامل للملاحة وهُزمت معها طبعاً أساطيل الولايات المتحدة، رغم أعمال القصف التي شنتها ضد مواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات في اليمن، وبدلاً عن كبح التهديد زاد التهديد بأن أضيف سلاح الغواصات إلى تلك الصواريخ والمسيَّرات”.
وتساءلت القناة المصرية: “لماذا تورطت بريطانيا في حرب تعرف فيها أنها خاسرة؟ وهل تنفع القوة العسكرية ضد بلد لا يخشى حرباً ولا يهاب قوى عظمى كما تفيد التقارير الغربية؟” مضيفة: “على ما يبدو لم تجد بريطانيا العظمى ما تفعله في أوقات فراغها الاستراتيجي الطويل سوى الذهاب إلى اليمن، ظناً أن الأمر مُجَـرّد نزهة في حديقة خلفية قديمة قبل أن تكتشف أنها مرغت سمعتها وسمعة الولايات المتحدة في الوحل”.
وذكر التقرير أن “عثرة الولايات المتحدة في اليمن صارت أكبر؛ فلا هي قادرة على منع الهجمات ضد السفن المتجهة لإسرائيل ولا هي قادرة على غزو اليمن حتى، ليسأل العاقل من الذي قرّر حرباً أصلاً ضد بلد صارت الحرب جزءاً من حياته؟”.
وأشَارَ إلى أن “بريطانيا أرادت أن تتصدر النصر فأشَارَت للولايات المتحدة على أن الطريق للعب دور الشرطي العالمي في البحر الأحمر مفتوح، وأن قصفًا عنيفًا على أماكن إطلاق الصواريخ والمسيَّرات سوف يتكلل بالنصر، وأقنعتها بأن السفن ستعود لتبخر عبر البحر الأحمر، وفوقها مارينز يضعون على قيدوم كُـلّ سفينة أكاليل النصر”.
ونوّهت القناة المصرية، إلى أن “ما حصل هو العكس، حَيثُ صارت السفن تحترق أَو تغرق، وبدلاً عن أن يؤدي الشرطي العالمي دوره في حماية ممرات الملاحة صار الشرطي هو العائق الأول للملاحة”، مبينة أن “الولايات المتحدة تعاني الآن ضعفاً استخباراتياً كَبيراً في اليمن؛ وهذا ما يمنعها من تحقيق النصر، وكذلك بريطانيا التي تراجع أسطولها من 232 قطعة خلال الحرب العالمية الثانية إلى 68 قطعة بعضها من حديد أصابه الصدأ، فتحولت النزهة العسكرية إلى كابوس في البحر الأحمر”.
وأما عن اليمن، يقول التقرير: “إن هناك شعباً يصحو على قصف وينام على قصف، ويضع الحرب على مائدة طعامه إن لم يجد طعاماً كما تقول الكتب عنه، ويقاتل حتى ولو بات على الطوى، ولكن نرجسية القوى العظمى لن تقبل الاعتراف بالهزيمة وهي تعلم أنها تلعب بالوقت الاستراتيجي الضائع في حفرة لا مخرج منها إلا بالامتثال لوقفِ الحرب ضد غزة وبالتوقف عن دعم إسرائيل”.
ونقل التقرير التلفزيوني عن الدكتور فواز جرجس، أُستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، قوله: “ينبغي علينا أن نسأل ما هو الهدف التكتيكي والاستراتيجي للاستراتيجية الأمريكية البريطانية في البحر الأحمر؟، حَيثُ إن الهدف الاستراتيجي هو منع القوات اليمنية من استهداف السفن والملاحة في البحر الأحمر، وهذا الهدف التكتيكي والاستراتيجي فشل حتى الآن”، مبينًا أن قوات صنعاء تكثّـف من هجماتها؛ وهذا يدل على فشل الاستراتيجية الأمريكية البريطانية في ردعها عن مواصلة الهجمات في البحر الأحمر”.
وبيّن الدكتور جرجس أن “الحقيقة ليس فقط هو عدم وجود معلومات مخابراتية للولايات المتحدة وبريطانيا؛ بلْ لأَنَّ اليمنيين مصممون على مواصلة العمليات البحرية ضد سفن الكيان الصهيوني بغض النظر عن الخسائر”.