شهرُ رمضان محطةٌ لبناء الأُمَّــة
أحمد عبدالله المؤيد
بعد إعلان مشروعه القرآني الذي أسسه على التقوى والجهاد في سبيل الله، ومواجهة الطغاة، وإقامة القسط، تحَرّك السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) إلى العمل على إعداد أُمَّـة قوية ومجتمع قوّام بالقسط، على أَسَاس هدى الله، واتخذ من شهر رمضان المبارك محطة ربانية، فقدم دروس رمضان كتهيئة للناس، وتزكيتهم، وإعدادهم ليكونوا بالشكل الذي يتحطم أمامه جبروت الطاغوت وخبث اليهود، وكذب المنافقين.
لم يغفل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- عن استغلال هذا الموسم الرباني، والاستمرار في تهيئة الأُمَّــة، وبنائها، وإعدادها من خلال إطلالاته الرمضانية، التي يخاطب عمق النفس البشرية، بأبلغ القول وأرقى البيان؛ فيزكيها بالتقوى وَبالإيمان، فمن النفوس الزاكية تبنى الأسر الواعية، ومن هذه الأسر استطاع بناء وإعداد مجتمع يمني مجاهد، وبهذا المجتمع واجه أعتى دول العالم؛ أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وعلى يد السيد القائد، رأينا انهيار تلك الدول الكبرى أمام هذه الأُمَّــة.
ومن قوله تعالى:- “وَقُل لَّهُم فِي أنفسهِم قَوْلًا بَلِيغًا”، أطل علينا السيد حفظه الله، في أولى محاضراته، ليخاطب النفس والوجدان بقول قرآني بليغ، مذكراً كُـلّ نفس بأن تكون على حالة من التقوى والإيمان، والرجوع إلى الله والاهتمام بالهدى، ففي المواسم السابقة وبعد تعزيز حالة التقوى والتذكير باليوم الآخر، يتجه لبناء الأسرة والمجتمع والحياة والتعاملات، وفي هذا الموسم وبعد الانتهاء -بنجاح- من بناء المجتمع الإيماني، الذي واجه وحطم قوى الطاغوت، سيتجه للحديث عن القصص القرآني، ليخاطب خير أُمَّـة أخرجت للناس، فيرقى بها في الوعي والثقافة، ومنها يزداد الناس بصيرة وهدى، ومن القصص القرآني، التي تحكي وقائع وأحداث ونتائج أمم سابقة، سيضع الأُمَّــة -الشعب اليمني- أمام معادلات ربانية، بنتائجها ومآلاتها الحتمية؛ هذه المعادلات هي السنن الإلهية، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً، ليرسم للناس طريق حياة صحيحة، وفق سنن ثابتة، إن فرط الناس فيها ستكون النتيجة هي العقوبة والخذلان، وإن التزمت الأُمَّــة بها، ستكون النتيجة هي الفوز والعزة والانتصار.