رمضان.. شهرُ الجهاد المقدَّس
إكرام المحاقري
ليسوا ممن يكتفون بالاعتكاف في زاويا المساجد، أَو ممن يتسابقون فيمن يختم المصحف أولا، وليسوا ممن طغت الثقافات المغلوطة والباطلة على عقولهم ودجنت أفكارهم، ولا ممن أصبحوا مسلمين بلا إسلام يمارسون العبادات في شكلها دون أن يلمسوا جوهرها ويتأثرون به.
هم قوم ذوو حكمة وأولو بأس شديد، يعون جيِّدًا حقيقة الصيام والغاية القرآنية المتوخاة منه؛ فجعلوا منه محطة تعبدية تعبوية تربوية للتزود بالتقوى والجهاد في سبيل الله، ونصرة للشعب الفلسطيني الذي تربطهم به علاقة إنسانية وأخوة في الدين، وتحَرّك لتحرير الإنسان والمقدسات من هيمنة حزب الشر المكسورة هيبتهم، والمحترقة بوارجهم وسفنهم في البحرين الأحمر والعربي وُصُـولاً إلى أطراف المنطقة حتى يكفوا شرهم.
إنه الشعب اليمني ذي الهُــوِيَّة الإيمانية، من صنعوا المعجزات وحقّقوا المستحيلات وحطموا أُسطورة الهيمنة للدول المستكبرة، فتجاوزوا بفعالهم دولاً كبرى كالصين وروسيا بالجرأة العسكرية وقوة الموقف لردع الغطرسة الأمريكية، فتوسعت عملياتهم العسكرية إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح بقرار من الشعب اليمني الثائر، متحديا قوى الاستكبار التي لا تجيد سوى قتل النساء والأطفال وسياسة التجويع القذرة التي أضرت بالشعب الفلسطيني المظلوم، ليذوق شتى أنواع العذاب والظلم على مرأى ومسمع العالم الخانع.
لذلك عندما بين السيد القائد عظمة الجهاد في هذا الشهر، أرتعد العدوّ وفشلت كُـلّ مخطّطاته، فشهر القرآن – مثل باقي العبادات – هو من يوجه المسلمين لاتِّخاذ مواقف إيجابية في واقع الحياة، فتصلح الحياة كما أرادها الله سبحانه للإنسان لكي ينعم بالخير والسلام.
فشهر رمضان يمثل محطة للجهاد واعتياد الصبر لمواجهة الشر، وثمرته النصر والتمكين لعباد الله الذين آمنوا بالله حق الإيمان، كما أنه محطة لفضح مواقف الخزي لأبواق العدوّ الدينية والإعلامية التي تستغل هذا الشهر لتدجين الأُمَّــة وتعبيدها لعدو الله وعدوها الصهيوني، وشن الحرب الناعمة على الشعوب المسلمة عبر المسلسلات الماجنة والمنحلة، حتى يتسنى للعدو تمرير مشروعه الخبيث على أرض هذه الأُمَّــة، وسعي هذه الفئة لأشغال الناس عن الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق النساء والأطفال والمدنيين بشكل متواصل في فلسطين.
أخيراً.. هي رسالة إلى العدوّ المتخبط والذي لم يعد يمتلك سوى خيار إيقاف الحرب ورفع الحصار عن غزة، الشعب اليمني مرتبط بربه ومتوكل عليه، ومن المستحيل أن يتراجع عن توجّـهه لنصرة المستضعفين، وحتى يأتيَ يوم القدس وقد تحرّر القدس رغماً عن أنف المجرمين؛ فتلك الدماء المراقة ظلماً لن تذهب هدرا، وإنها لنعمة عظيمة على شعبنا أن يحل علينا هذا الشهر ونحن نعيش واقع الجهاد مع العدوّ “الصهيو أمريكي بريطاني” وعملائهم الأقزام في المنطقة؛ فالجهاد المقدس سيواصل المسير حتى النصر، ولن ينال الطغاة والمجرمين إلا الهوان، والعاقبة للمتقين.