لماذا تصوم..؟

عبدالخالق القاسمي

يبدأ الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك في البلدان الإسلامية وتبدأ معه ككل عام مظاهر الإسراف واللهو، ففي جولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية سيتضح لك أن كُـلّ الاهتمام يقتصر على تقديم أساليب وطرق مختلفة لصنع وجبات الطعام بعد تخزين المطابخ بكميات كبيرة من المواد الغذائية المتنوعة وتزيين البيوت بالفوانيس وعرض برامج الفتاوى والقرآن والمسلسلات المتعددة في كُـلّ الدول العربية على وجه الخصوص.. وكل هذه الطقوس ليست للدخول في حرب طويلة مع الأعداء وإنما لاستقبال شهر رمضان وتمضية أيامه، والغريب أن إجَابَة بعض المسلمين عن سؤال لماذا تصومون هي الشعور بالفقراء والمساكين والتقرب إلى الله بتلاوة القرآن.

الغرابة في ما يحدث أَيَّـام شهر رمضان من تلاوة مستعجلة للقرآن ورسول الله يقول رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وفي برامج الفتاوى والقرآن الخليجية التي أفتت بالجهاد في سوريا واليمن والعراق وتتجاهل ما يحدث في فلسطين وتركز على التجويد في قراءة ومن يتولهم منكم فَــإنَّه منهم على سبيل المثال ولجنة التحكيم في البرنامج القرآني تابعة للبلاط الملكي المطبع والمتآمر مع اليهود، والغريب أَيْـضاً مشاهدة المسلسلات والمقالب والضحك طوال الليل وتجاهل مقاطع الفيديو المؤلمة التي تُصوَّر في غزة وتجاهل دموع الأيتام والثكالى والمكلومين.

ولا نقصد التقليل من شأن برامج الفتاوى والقرآن إنما من أصحابها، فهناك من مواقفهم قوية تجاه قضايا أمتهم ويقدمون هذا النوع من البرامج وهي مطلوبة، ولا نقصد مهاجمة من يشاهدون المسلسلات في أوقات معينة في رمضان ولا تأخذ كُـلّ أوقاتهم وإنما نربأ بالمسلم مشاهدة مسلسلات الحب والغرام في رمضان وبرامج الضحك في ظل أوضاع الفلسطينيين الصعبة، وإلا فأين الغاية من الصيام كما يقولون “الشعور بالآخرين”..؟ وهل يتحقّق هذا الشعور بل وحتى التقوى هل تتحقّق بمشاهدة السخافات..؟ بالطبع لا، ولكن لا مانع من مشاهدة المسلسلات الهادفة التي تقدم الرسائل التربوية ولا تنس القضية المركزية.

وبعد هذا العرض السريع لما يحدث في رمضان من أكل وشرب وترفيه وفي ظل معاناة إخواننا في غزة ستجد الكثير من الشعوب المسلمة تجيب على سؤال لماذا تصومون وتلقائيا بدون علم ودراية لنشعر بالفقراء.. وعلى افتراض ذلك نسألُ: ولماذا لا تشعرون بإخوانكم في فلسطين؟!