من يثقْ بالله لا يقبَلِ الهزيمة

 

د. شعفل علي عمير

الهزيمةُ عادةً ما تكونُ نتيجةَ انهزام النفس أولاً، وتأتي نتيجةَ تشرُّبِ الإنسان وقناعته بهزيمة نفسِه من الداخل؛ الأمر الذي يُصَعِّبُ على الإنسان تحقيقَ أي انتصار، سواء على النفس أَو على الأعداء؛ نتيجة عدم الثقة بالنفس في مواجهتها وعدم الثقة بالله -سبحانه وتعالى- في مواجهة الأعداء.

هنا تتجلى أهميّة تعزيز الجانب الإيماني؛ فهو الكفيل بالتغلب على النفس والانتصار على الأعداء، وما تعيشه أمتنا العربية من حالة الانهزامية التي تجلت في مواقفهم المخزية تجاه المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق إخواننا في غزة يعد تشخيصاً لتردي الحالة الإيمانية التي عكست مدى بُعدهم عن الصلة بالله؛ فكانت النتيجة أن كَبُرَ العدوّ في مخيلتهم بالرغم من امتلاكهم أسباب النصر، وإمْكَانيات القوة التي يمكن من خلالها الضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائمه في غزة.

إن واقعَنا العربي والإسلامي يفسِّرُ بشكل كبير مدى ارتباط الإيمان الحقيقي بالجانب النفسي، والشاهد على هذا ما تقوم به القواتُ المسلحة اليمنية من عمليات في البحر؛ إسناداً لأهلنا في فلسطين؛ فلم ترهبهم قواتُ الأعداء ولم يوقفهم وعيدُهم، بل ازدادوا إصراراً وتوسعاً في عملياتهم في البحر؛ ليمتدَّ إلى المحيط الهندي، أليست هذه دلالة على أهميّة الارتباط بالله والتوكل عليه والثقة به سبحانه وتعالى؟

إن الثقة بالله تجعلُ من المستحيل ممكناً أمام المؤمنين وتجعلُ من القوي ضعيفاً.

لا نجد في مثل حالة اليمن مثيلاً في هذا العصر غير مجاهدي فلسطين ولبنان والعراق، ولو أردنا أن نفسِّرَ هذه الظاهرة لوجدنا بأن هذه الانتصاراتِ والجرأةَ التي يمتلكُها مجاهدو المحور ليست نتيجةَ ترجيح الجانب المادي لصالحهم وإنما ترجيح الجانب الإيماني الذي عزّز ثقتَهم بالله وإيمَـانَهم بحتمية عونِه -سبحانَه وتعالى-؛ لأَنَّ هذه تعد من أهم أسباب النصر والتمكين.

نجد في المقابل من يمتلكون جيوشاً كبيرةً وأسلحةً كثيرةً لا يجرؤون على مواجهة العدوّ الصهيوني تحت ذريعةِ أن هذا العدوّ يمتلك القوة المادية، وهذا نتيجةُ الروح الانهزامية التي تشبَّعت بها الأنظمةُ العربية والإسلامية وجيوشُها؛ جراء بُعدِهم عن الله وتعاليمِ ديننا الحنيف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com