اليمن من 26 مارس إلى “رأس الرجاء الصالح”
منصور البكالي
بين 26 مارس و”رأس الرجاء الصالح” خاض اليمنُ أقوى وأشرس مواجهة عسكرية وسياسية واقتصادية، في التأريخ المعاصر، ضد قوى الاستكبار العالمي، بقيادة أمريكية بريطانية صهيونية، وبأدوات عربية وإقليمية ومحلية، متغلباً على الكثير التحديات والصعوبات، ومحقّقاً تحولاتٍ استراتيجية في مسار تنامي قدراته العسكرية وتطوريها وتحديثها، مكّنته من تغيير معادلات جيوسياسية وعسكرية هامة في المنطقة.
لم يكن أولها الانتصار العسكري على العدوان الأمريكي السعوديّ وإفشال مخطّطاته ومؤامراته المستهدفة لليمن، ولا آخرها تحييد أدواته وأذرعه المحلية والعربية، والدخول في حرب مباشرة ضد أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، بل استطاع اليمن – ببرنامجه الصاروخي وسلاح الجو المسيّر، وثبات وصمود شعبه، وموقفه الإنساني والأخلاقي والديني المتقدم في مساندة الشعب الفلسطيني- فرضَ واقع جديد في المنطقة يؤكّـد قربَ زوال الكيان الغاصب، وغرق الهيمنة الأمريكية والبريطانية، وفضح كُـلّ ادِّعاءات حقوق الإنسان، وأكذوبة المجتمع الدولي وقوانينه ومواثيقه ومعاهداته الزائفة أمام جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة، بمساندة غربية واسعة، وتواطؤ وتخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.
اليمنُ بموقفِه منذ 7 أُكتوبر 2023م، وبمفاجآته وتوسُّع عملياته العسكرية في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهادي وُصُـولاً إلى رأس الرجاء الصالح، ضد الملاحة الإسرائيلية والدول المساندة لكيان العدوّ، أَلَقٌ جديدٌ، يختطفُ الأنظار والأفئدة، ويحيي آمالَ وتطلعات الشعوب وأحرار العالم، مبشِّراً بولادة عهدٍ جديد، وقوة عسكرية إقليمية تقفُ بقوة واقتدار وإرادَة في مواجهة الوحشية والغطرسة الإمبريالية، وقوى البغي الشيطانية في هذا العالم.