مشايخُ مأرب يدعون الطرفَ الآخر للتجاوب مع مبادرة الرئيس المشاط لفتح الطرقات
الشيخ حسين حازب: المبادرةُ تمثل فرصةً استثنائية لإنهاء معاناة المواطنين
الشيخ حمد بن راكان: الجميعُ يدرك جدية صنعاء في هذا المِلف ونأمل الاستجابة للمبادرة
الشيخ محمد الأمير: سبق أن قدمت صنعاءُ مبادراتٍ ولم تلق آذانًا صاغية
المسيرة | خاص:
رحَّبَ مشايخُ ووجهاءُ محافظة مأرب، بتوجيه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط للسلطات المحلية والجهات العسكرية بفتح طريقَينِ رئيسيَّينِ في محافظة مأرب، والذي جاء ضمن التوجّـه الوطني الجاد لتخفيف معاناة المواطنين التي تسبب بها العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته، وهو التوجيه الذي أكّـد المشايخ والوجهاء أنه يلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر الذي رفض طيلة السنوات الماضية التجاوب مع مبادرات صنعاء، وأثبت من خلال ذلك وقوفه وراء استمرار المعاناة.
وكان الرئيس المشاط وجَّه، السبت، الجهاتِ العسكرية والسلطة المحلية بمحافظة مأرب، بالبدء بالترتيبات اللازمة لفتح طريق (صنعاء- صرواح- مأرب) وطريق (البيضاء- مراد – مأرب) من جانب واحد، وذلك خلال لقائه عدداً من مشايخ ووجهاء المحافظة.
وتهدف هذه المبادرة لتخفيف معاناة المواطنين من خلال اختصار وقت التنقلات وتجنيبهم الطرق الوعرة والطويلة التي يتعرضون فيها لانتهاكات واعتداءات من قبل مليشيات وعصابات العدوان.
وقال الشيخ حسين حازب وهو من وجهاء محافظة مأرب في حديث لـ “المسيرة” حول مبادرة الرئيس: إن “تجاوب الطرف الآخر مع مبادرة الرئيس المشاط من شأنه أن ينهي معاناة أبناء المحافظة من الجانبين”.
وأضاف: “نأمل من الطرف الآخر التجاوب مع المبادرة لنتائجها الإيجابية في واقع حياة الناس”.
وأكّـد أن مبادرة الرئيس المشاط تمثل “فرصةً استثنائيةً لإغلاق مِلَفِّ قطع الطرقات بالمحافظة” ودعا “لعدم تفويتها؛ لأَنَّها تمهّد لخطوات بناء الثقة”.
من جهته، أكّـد الشيخ حمد بن راكان، وهو أحد وجهاء المحافظة أَيْـضاً، في حديث لـ “المسيرة” أن “الجميع يدرك عدم ممانعة صنعاء لفتح طرق محافظة مأرب والسعي الحثيث لإنهاء هذا المِلف بكل الوسائل الممكنة”.
وأضاف: “ننتظر جديّة الطرف الآخر لإنهاء معاناة الناس من انقطاع الطرق، وندعوهم للتعامل مع مبادرة الرئيس بإيجابية”.
وذكّر بأن “هذه المبادرة ليست الأولى، وواجهنا تعنّت الطرف الآخر عند فتح ملف الطرقات خلال الفترات السابقة”.
وكان محافظ محافظة مأرب علي محمد طعيمان قد أعلن نهاية فبراير الماضي عن مبادرة من طرف واحد لفتح طريق صنعاء – صرواح – مأرب، كبادرة حسن نية من قيادة السلطة المحلية في المحافظة، وكمرحلة أولى ستليها مراحل لفتح بقية الطرق؛ تنفيذًا لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية الوطنية.
وأكّـد الشيخ محمد الأمير، أحد مشايخ مأرب، لـ “المسيرة” أن الرئيس المشاط أبدى خلال لقاء بوجهاء المحافظة “استعداد صنعاء الكامل لفتح الطرقات وحرصها على إنهاء معاناة المواطنين”.
وأضاف: “نترقب خلال الفترة المقبلة الأثر الفعلي المرجو لمبادرة الرئيس المشاط بفتح الطرقات بمأرب، ونتطلع لتعاطي الطرف الآخر بإيجابية”.
وقال إنه “سبق وطرحت صنعاء مبادرة فتح طريق (صنعاء – صرواح – مأرب) خلال الفترة الماضية ولم تلقَ تلك المبادرة آذانًا صاغية”.
وتأتي هذه المبادرة في إطار توجّـه جاد وحثيث من قبل صنعاء، وبتوجيهات من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والرئيس مهدي المشاط؛ لحلحة مِلف الطرقات المغلقة في مختلف المحافظات؛ مِن أجل تخفيف معاناة المواطنين.
وفي هذا السياق كانت صنعاء قد وجهت قبل أَيَّـام بفتح طريق (صنعاء- الضالع– عدن) وقامت اللجنة الرئاسية بالنزول لإزالة الحواجز بالتنسيق مع الطرف الآخر عبر العديد من الوجهاء، لكن الطرف الآخر، قام بالاعتداء على اللجنة والوسطاء وجموع من المواطنين أثناء نزولهم لفتح الطريق، في جريمة غادرة لم تنكرها مليشيا ما يسمى “الانتقالي” المدعومة من دول العدوان، وكشفت عن حقيقة الطرف المتعنت في هذا الملف.
ومع ذلك فقد جاءت مبادرة الرئيس بشأن محافظة مأرب لتثبت استمرار المساعي الوطنية الحثيثة لطرق كُـلّ الأبواب؛ مِن أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين، برغم كُـلّ ما يمارسه العدوّ ومرتزِقته من تعنت.
وكانت جهود صنعاء في هذا السياق قد تكللت بالنجاح قبل أسابيع، عندما تم فتح طريق (حيفان – طور الباحة) الذي يربط محافظة تعز بالمحافظات الجنوبية، وذلك من خلال تفاهمات وطنية، أنهت معاناة المواطنين الذين كانوا يضطرون لسلوك طريق وعرة وطويلة من قبل.
ولا زالت مبادرة صنعاء قائمة بشأن فتح طريق (الستين – الخمسين) في محافظة تعز، والتي يرفض المرتزِقة التجاوب معها مؤكّـدين بذلك على زيف كُـلّ دعاياتهم بخصوص فتح الطرقات المغلقة في المحافظة.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد قدم عام 2021 مبادرة شاملة بشأن محافظة مأرب تضمنت حرية التنقل وفتح الطرقات، لكن مرتزِقة العدوان رفضوها.