ناشطون ثقافيون: شهرُ رمضانَ من أعظم المواسم للجهاد في سبيل الله
الطل: اللهُ لن يقبلَ منا الصلاة إلا بصيام ولن يقبلَ هذا إلا بجهاد في سبيله
خيران: ما نشاهدُه من جرائمَ بحق الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع يحتم علينا التحَرُّكَ الجهادي في رمضان
المسيرة – أيمن قائد
يُعتبَرُ شهرُ رمضانَ المباركُ من أعظم الشهور للجهاد في سبيل الله، وهو محطة تربوية عظيمة لتهذيب النفس وترويضها على تحمل كافة التحديات والأتعاب.
ويعبر الشعب اليمني عن فرحته وسعادته؛ كون شهر رمضان المبارك دخل عليهم وهم في حالة جهاد في سبيل الله ومواجهة مع أعداء الأُمَّــة والبشرية ثلاثي الشر والإجرام: أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، معتبرين ذلك نعمةً كبيرةً من الله وتوفيقًا إلهيًّا كبيرًا.
ويُعرَفُ الجهاد بأنه: بذل للجهد في كُـلّ المجالات، متمثلة بأعمال جهادية متنوعة ومتعددة تختلف من زمن إلى آخر؛ ففي وضعنا الحالي تتمثل هذه المجالات في النفير والتحشيد وبذل أقصى الجهد في الأنشطة التي تغيظ الأعداءَ كالمسيرات والمظاهرات المؤيدة والداعمة للمجال العسكري المتصاعد ضد قوى الضلال والطغيان وكذا الإنفاق في سبيل الله، بما في ذلك العمل على مقاطعة البضائع التابعة للعدو، والإعداد لمواجهةِ العدو بقدر المستطاع من قوة ومن إمْكَانات ترهب الأعداء؛ وكلها أعمال جهادية يضاعَف فيها الأجر من الله، لا سِـيَّـما في شهر القرآن والجهاد والذي تضاعَفُ فيه الأعمال إلى أضعاف مضاعفة.
وكان السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظُه الله- قد تطرق لذلك في كلمته بمناسبة التهيئة الرمضانية لهذا العام، قائلاً: “إن شهر رمضان من أهم المواسم للجهاد في سبيل الله، وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرًا عظيمًا”، مُضيفاً أنّ “الأعمال الجهادية هي 700 ضعف في غير شهر رمضانَ، وَأن الجهاد في شهر رمضان لم يكن عطلة؛ ولهذا كانت غزوة بدر الكبرى في شهر رمضان التي كانت فاصلةً بين الإسلام والطاغوت”.
وَأَضَـافَ السيد القائد أن “فتح مكة كان في الوقت الذي فرض الله فيه الصيام، وكان إنجازًا تاريخيًّا ومتغيرًا كَبيراً في واقع الأُمَّــة”، مُشيراً إلى أن “الإسلام يربّي على قوة الإرادَة، وأن الأُمَّــة التي تمتلك قوة الإرادَة تكون قوية وفاعلة في مواجهة التحديات الكبرى”.
شهرُ الفتوحات:
وفي هذا السياق يشير مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة، الدكتور قيس الطل، إلى أن “شهر رمضان هو شهر العمل والجهاد والهمة والصبر والعزيمة والإرادَة والانتصارات”، لافتاً إلى أن “معركة بدر وفتح مكة كان في رمضان؛ مما يعني أن شهر رمضان ليس مبرّراً للقعود ولا عائقاً أمام الجهاد”، معتبرًا “دخول شهر رمضان المبارك علينا ونحن في جهاد في سبيل الله نعمة كبيرة جِـدًّا، بل وفي مواجهة محور الشر بكله وفي موقف يعتبر أعظم المواقف وأشرفها وهو نصرة للشعب الفلسطيني المسلم والمظلوم منذ عقود من الزمن”.
ويضيف الدكتور الطل في تصريح لصحيفة “المسيرة” أنه “إذَا كان الجهاد هو سنام الإسلام وباب من أبواب الجنة وتجارة رابحة مع الله، وأجره لا يحد ولا يوصف، فما بالُكم كيف سيكونُ الأجرُ للمجاهدين في هذا الشهر الكريم الذي يضاعف الله فيه الأجر إلى سبعين ضعفاً، وعلى سبيل المثال فالإنفاق في سبيل الله في الأيّام العادية يضاعف إلى سبعمِئة ضعف، فكم سيكون الأجر عندما تتضاعف هذه السبعمِئة ضعف سبعين ضعفاً سيكون أجراً عظيماً، وأجر المجاهدين سيكون أرقاماً فلكيةً تعبر عن كرم الله ورحمته وجوده وفضله والله ذو الفضل العظيم؟.
ويقول: “إن العجب كُـلّ العجب ممن يتخاذل في مرحلة كهذه، وقد أصبح الجهاد يسيراً جِـدًّا، والكل يستطيع أن يجاهد في سبيل الله، إما بالإنفاق في سبيل الله لدعم القوة الصاروخية والبحرية والجوية أَو بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، أَو بالخروج في المسيرات المليونية، أَو بالتحَرّك في كُـلّ المسارات العسكرية وَالشعبيّة وَالتثقيفية وَالتعبوية وَ… إلخ، وكلها تعتبر جهاداً مهماً وعظيماً، ولا عذر لأحد أمام الله، ونحن نرى الشعب الفلسطيني المسلم يباد ويحاصر حتى في شهر رمضان المبارك”.
ويتساءل: “كيف لنا أن نعتقد أن صيامنا وقيامنا مقبول أصلا عند الله تعالى ونحن نتفرج على شعب مسلم يقتل ليلاً ونهاراً ويستغيث بنا في كُـلّ ساعة، ونحن نصم آذاننا وَكأننا لا نسمع شيئاً، وَكأن الأمر لا يعنينا، وَالشعب الفلسطيني لا ينتمي إلينا، بل لو كان هذا الشعب الذي يباد، ويُقتل ظلماً وعدواناً هو أحد الشعوب الكافرة لما جاز لنا أن نسكت، وَأن نتفرج؛ لأَنَّ الله أراد منا أن نقيمَ القسط والعدل وَأن نعمل على إنقاذ البشرية من الظلم وَالطغيان فما بالكم إذَا كان من يتعرض لهذا الظلم هو شعب مسلم وَأطفال مسلمون وَنساء مسلمات”، مؤكّـداً بقوله: إنه “يجب علينا أن نفهم أن الله لا يقبل منا الدين إلا كاملاً ولن يقبل منا الصلاة إلا بصيام ولن يقبلَ هذا إلا بجهاد”.
ويشدّد مديرُ مكتب الإرشاد بالحفاظ على المعنويات العالية في التحَرّك للمسيرات الأسبوعية وفي الالتحاق بدورات (طُـوفان الأقصى)، وفي دعم الصناعات العسكرية وفي مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وفي التحَرّك في كُـلّ المسارات، متبعاً أنه “بقدر تحَرّككم ونشاطكم ستكون رعاية الله لكم وهدايته ورحمته وتدبيره لشؤونكم، وأما التخاذل فمعناه أن الله سيدبر كُـلّ شؤونكم ومستقبل حياتكم من منطلق غضبه عليكم، وَلكم أن تتخيلوا كيف ستكون حياة الإنسان والله غاضب عليه ونعوذ بالله من غضبه وسخطه”، مؤكّـداً أن “كُـلًّا منا بين خيارَينِ: العزة وَالكرامة والرضوان والجنة، أَو الذل والهوان والسخط وَالنيران.
مضاعَفةُ الأعمال:
من جهته يشير الناشط الثقافي حسن خيران إلى قول الله تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخر وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، لافتاً إلى “أن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- كانت له تحَرّكات كثيرة في شهر رمضان، وكان من أهمها غزوة سميت بغزوه الفرقان، وهي غزوه بدر الكبرى وهي من أهم الغزوات في شهر رمضان”.
ويقول الناشط خيران: “عندما نأتي إلى مضاعفة الأجر الكبير في الأعمال الجهادية أنه في رمضان يتضاعف أجر الجهاد بشكل كبير جِـدًّا فوق ما يتخيله الإنسان”، مُشيراً إلى قول رسولنا الأكرم: “لنومة في سبيل الله خير من عبادة 60 عاماً تقوم ليلك وتصوم نهارك لا تفطر”، متبعاً أنه “في هذا الشهر المبارك والعظيم تتضاعف فيه أعمال الجهاد إلى 70 ضعفاً، والله يضاعف لمن يشاء، وهذه من بركات هذه الأيّام الجهادية، والجهاد في سبيل الله من لوازم وصميم التقوى”.
ويشير خيران كذلك إلى قول الله تعالى {وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً}، مؤكّـداً “أننا في هذه المرحلة وما نشاهده من جرائم بحق الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع واضطهاد يحتم علينا التحَرّك الجهادي في شهر رمضان وفي كُـلّ الأشهر؛ لأَنَّ الخير الكثير في نصرة المستضعفين في الأرض نصرة المظلومين في الأرض”.
بدوره يقول الباحث الدكتور يوسف الحاضري: “إن رمضان هو شهر الجهاد منذ أن خلق الله عز وجل السماوات والأرض، مستشهداً بقول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).
ويضيف أن “الله سبحانه لم يضع شهر رمضان من الأشهر الحرم، بل تركه وفقًا لعلمه وحكمته المطلق شهراً للجهاد، وهذا ما تجسّد في أولى غزوات النبي، حَيثُ كانت في رمضان في نفس العام الذي فرض الله فيه الصيام، وعلينا أن نقف كَثيراً عند هاتين النقطتين كَثيراً لنتدبر الموضوعين تدبراً عميقاً وواقعياً وبنظرة شاملة وواسعة”.
ويشير إلى أن “تجسيد حركة النبي الجهادية ونتائجها المتمثلة في فتح مكة والقضاء على الشرك وتطهير بيت الله أَيْـضاً كان في شهر رمضان”.
صيامٌ وجهاد:
أما الناشط أحمد الملصي، فيقول: “إن رمضان شهر يروِّضُ فيه الإنسانُ نفسَه على الصبر والتحمل والجهاد العملي في سبيل الله”، مُشيراً إلى أن “الكثير لا يعي أن رمضان شهر الجهاد والقتال والثورات والانتصارات”.
ويلفت الملصي إلى أنه “في شهر رمضان حصلت أحداث عظيمة غيّرت مجرى التاريخ، أبرز تلك الأحداث غزوة بدر ونزول القرآن، وأحداث حصلت من بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى اليوم”، مؤكّـداً أن “رمضان لم يكن إلا شهراً لمقارعة الطغيان وخوض غمرات الحق؛ ليزهق الباطل”.
ويقول: “إن الله لم يجعل شهر رمضان لنأكل ونشرب ونستمتع بمشاهدة ما تنتج قنوات الانحلال والانحطاط الإعلامي والثقافي من مسلسلات تستهدف هُــوِيَّتنا وتذهب زكاء نفوسنا”، مؤكّـداً أن “الصيام يترتب عليه تقوى واهتمام واجتهاد في أداء الطاعات وإحسان وإنفاق ونصرة المستضعفين؛ وهو الجهاد في سبيل الله”.
ويتساءل: “هل سيقبل الله صيامنا وصلاتنا ونحن نخذل إخوتنا في غزة ونسكت وكأن الأمر لا يعنينا؟ لا والله”، مردفاً أن “قبول أعمالنا مرهون بنصرة إخواننا المسلمين الصابرين في غزة بكل المواقف المتاحة من منطلق الاعتصام بحبل الله ووحدة الساحات”، معتبرًا أن “الدين الإسلامي نصفُه عبادات لتتزكى النفس وتستقيم، فيما النصف الآخر يتمثل بالجهاد في سبيل الله؛ باعتباره مفتاحَ الجنة”.