من منطلقِ المسؤولية
خديجة النعمي
أمام تلك الأحداث التي يَشيب لهولها الولدان، والتي تحدثُ في غزة، وعندما يراها الإنسان بالكاد يُصدق أن ذلك يحدث في القرن الـ21!
إبادة جماعية، الآلاف يرتقون للسماء يوميًّا بغارات عدوانية تَهُد البنايات السكنيةِ على رؤوسهم صباحاً ومساء، يقتلون الصغير، والكبير، المرأة، والرجل، وبدون مراعاة لأي اعتبار، ومن سَلِم من القصف مات جوعاً بالحصار.
وممن؟!
من أُولئك الذين يدّعون الإنسانية! والحضارة! والتقدم! والتطور! وهلم جر من العناوين الرنانة التي تتردّد على مسامعنا كُـلّ يوم!!
لكن الوجه الحقيقي بات يتكشف لكل مخدوع بهؤلاء، وغزة كشفت عن كُـلّ شيء، وجعلت الجميع يرون الوجه الأسود للغرب الكافر، وفضحت كُـلّ الشعارات التي يردّدونها.
اليمن اليوم يقف بكل حزم وقوة واقتدار في وجه الكيان المحتلّ، وبكل الإمْكَانات المتاحة، إسناداً لأهلنا في غزة، من منطلق المسؤولية الدينية أمام ما يجري هناك، ابتداءً من منع مرور سفن الكيان المحتلّ وكذا السفن المتصلة به من المرور بالبحر الأحمر ومن ثم العربي وُصُـولاً إلى خليج عدن مُرورًا بالرجاء الصالح والمحيط الهندي والقرن الإفريقي، رويداً رويداً اتسعت الدائرة، وتطورت المعركة، ويبدو أنها تتجه لخنق الكيان المحتلّ، وسترغمه على وقف العدوان والحصار على غزة، شاء ذلك أم أبى!
هو الآن في وضع لا يُحسد عليه، فالمسؤولية اتجهت باليمن ليخنقه من البحر وصواريخه وطائراته المسيّرة تواصل زياراتها بين الفينة والأُخرى لأم الرشراش وبعض المناطق في الأراضي المحتلّة، وكذا حزب الله يواصل عملياته المرعبة للكيان المحتلّ من جهة الجنوب اللبناني الذي أفقد هذا الكيان أمانه، ويفر سكان تلك المناطق هاربين، أما الدور الأبرز فللمقاومة في غزة والتي على الرغم من كُـلّ ما تمر به إلا أنها بصمودها وصبرها وجهادها أدخلت هذا الكيان في دوامة لا يعرف الخروج منها إلا مهزوماً خاسراً.
المسؤولية أَيْـضاً دفعت المقاومة في العراق وسوريا وإيران للقيام بواجبهم وكل بما يمكنه ومن موقعه، أَيْـضاً أن استهداف القواعد والمراكز الأمريكية أَو بالدعم المالي والمعنوي وغير ذلك، لكن العجيب هو غياب المواقف العربية، والإسلامية، المساندة لغزة في محنتها، بل اتجه البعض للتطبيع والابتعاد عن غزة وبيع الأقصى وقضيته، رغبة في البقاء بأمان، وهروباً من سنارة العقوبات الأمريكية التي تصطاد كُـلّ من وجه بوصلته نحو فلسطين، وجعلها المحور والأَسَاس لكل تحَرّكاته، لكنهم لم يحسبوا حساباً لأُولئك الذين يصرخون بالموت لها، ولا يعيرون قوائم إرهابها أي اهتمام، بل إنهم يقلبون الطاولات عليها، ويسخرون منها، وتلك الشعارات التي يُردّدها الأمريكي لم تعد تنفعه بشيء!
فهيبته اليوم تُمرغ بالتراب على يد المجاهد اليمني في المحيط الهندي، والتي أدخلته في دوامة لم يفق من صدمتها بعد!
واليمن الذي أُعتديَ عليه منذ ما يُقارب سنوات تسع لمنعه من التطور والتقدم؛ هو اليوم يجابه العالم بل وتصل صواريخه للمحيط الهندي، وتخنق الكيان المحتلّ وتنتصر لغزة، اليمن هو ذا يتحمل المسؤولية نيابة عن المسلمين جميعاً وينتصر لغزة، ويبدو القادم أعظم وأعظم، وما النصر إلا من عند الله.