إلى كُـلّ مُنكر ومُكابر.. مُت بغيظك
إقبال جمال صوفان
تسارعت الأحداث واحدة تِلو الأُخرى وغَربلت القضية الفلسطينية كُـلّ عميل ومنافق، ظهر الحق وزهق الباطل فِعلاً وقولاً، والجميع يعرف ويعي جيِّدًا من تصدّر مشهد المقاومة والمقارعة للعدو الأمريكي الصهيو بريطاني من قادة وشعوب معدودين بالأصابع، والمشهد واضح جِـدًّا للطفل الرضيع حتّى، وتظهر لنا مجموعة ناكرين جاحدين همهم الوحيد في الحياة هو كيفية ملء بطونهم وتاريخ استلام رواتبهم! فقط لا غير خُلقوا؛ مِن أجل هذين الهدفين فقط، فيسهبون في المجالس وكل أماكن تواجدهم ويخوضون في تفاصيل عمليات القوات المسلحة اليمنية التي جاءت دعماً وإسناداً لفلسطين فيقولون مسرحية، تمثيلية، اتّفاق مع “إسرائيل”، تمرير سفن بالمال، استفادة، استعطاف شعوب، ماذا فعل استهداف السفن؟ هل أوقف الحرب على غزة؟ ووو إلخ…
استهداف السفن الإسرائيلية أوقف (50 %) من حركة السفن البحرية الإسرائيلية، أحدث ركوداً كبيراً في الاستيراد والتصدير، رفع تكاليف النقل والشحن إلى أسعار خيالية، ضيّق الخناق، استدعى الدعم الأمريكي والبريطاني، وها قد توسعت العمليات ووصلت إلى رأس الرجاء الصالح وخليج عدن، المحيط الهندي وجنوب إفريقيا تحت رحمة القوات المسلحة اليمنية ولا مهرب أَو نفاذ.
ماذا فعلتم أنتم؛ مِن أجل فلسطين؟ هل خرجتم مسيرة؟ هل أنفقتم مالاً؟ هل قطعتم دولاً للسفر إلى هناك والقتال المُباشر؟ هل أرسلتم طائرات المعونة والغذاء؟ هل جعلتم من أجسادكم صواريخَ لدك العدو؟ هل عرّفتم أبناءكم ما هي القضية الفلسطينية؟ هل قاطعتم المنتجات الإسرائيلية؟ هل صمتم لمدة خمسة أشهر؟ هل نمتم على الرصيف؟ هل شعرتم؟ هل بكيتم؟ هل وهل؟ وهل؟ بالتأكيد لم تفعلوا شيئاً من هذا ولن تفعلوا، ما تستطيعون فعله هو وضع حالة في الفيس أَو الواتس، هذه أضخم أعمالكم ومنتجاتكم، هذه أروع بطولاتكم، هذه أرفع انتصاراتكم، ما تستطيعون فعله هو الانتقاص من أعمال الآخرين وأنتم لا تساوون ريالاً واحداً، ما تستطيعون فعله هو التدقيق في أفعال الشرفاء الحقيقية التي رفعتكم إلى السماء وأنتم لا تستحقون إلا تحت الأرض وليس الأرض نفسها، ما تستطيعون فعله هو تقليب قنوات الأخبار حين فراغكم لا تدرون ماذا يدور حولكم، لذا فلتكفوا عن تفاهاتكم التي باتت مُملة للغاية وإن لم يُعجبكم ما تقوم به القوات المسلحة اليمنية فلتفعلوا أكثر مما يفعلون، قالها لكم سيّدنا وقائدنا: “من يُزايد على موقفنا تجاه القضية الفلسطينية فليفعل أكثر” احتفظوا بتحليلاتكم لأنفسكم وموتوا بغيظكم فرداً فرداً.