ولما لا يحذو الجميع حذو مديرية الوحدة؟!
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
ما قيمة أن تحضُرَ البرنامج الرمضاني؛ لمُجَـرّد الاستماع فقط دون الاستيعاب..؟
الكثيرون بصراحة يحضرون لمُجَـرّد الحضور، فيخرجون دون أن يستوعبوا شيئاً..!
ما فائدة أن تظل متسمراً أمام الشاشة لما يقارب الساعة، تستمع إلى محاضرة السيد القائد، ولكن بذهنية فارغة أَو غير حاضرة..؟
الكثيرون، مع احترامي الشديد، يبدون كذلك..!
ليس؛ لأَنَّهم لا يفقهون، أَو لا يفهمون -معاذ الله- ولكن؛ لأَنَّه لا يزال هنالك عنصرٌ أَو حلقةٌ مفقودة..
هذا العنصر أَو الحلقة المفقود تتمثل طبعاً في غياب ما يمكن أن نسميه بالمحرك أَو المنشط أَو العصف الذهني الذي يجعل المتلقي أكثر تركيزاً أَو انتباهً أَو استيعاباً لما يتلقى أَو يسمع..
يبدو أن مديرية الوحدة، ممثلةً باللواء الدكتور/ قاسم الحمران قائد كتائب الدعم والإسناد والقاضي/ سامي حميد مدير عام المديرية وكذلك القاضي/ عبدالله الظرافي المشرف العام للمديرية، يبدو أنهم قد تنبهوا لهذا الأمر، فكانوا، وكما عودونا، السباقين لابتكار طريقةٍ تمكّنوا من خلالها من خلق حالة من التركيز لدى المستمعين أَو المتابعين أَو الحاضرين للبرنامج الرمضاني..!
تتلخص هذه الطريقة طبعاً في الدعوة إلى إقامة عملٍ مسابقاتيٍ يوميٍ يتنافس على جوائزه كُـلّ الحاضرين للبرنامج الرمضاني في كُـلّ المساجد والمجالس التابعة للمديرية..
عهد بهذا الأمر، بطبيعة الحال، للأخ الدكتور أنور الشامي والذي قام بتصميم برنامج مسابقاتي أكثر من رائع ينزل على الواتس أب ويُرسل إلى الجميع في كُـلّ الأحياء والحارات عبر المجموعات الخَاصَّة بالمديرية والمجموعة الخَاصَّة بهذه المسابقة أَيْـضاً..
يدور محور هذه المسابقة، والتي يتم إنزالها يوميًّا عقب انتهاء السيد القائد من إلقاء محاضرته، حول أربعة أسئلة فقط وعلى النحو التالي:
السؤال الأول: من محاضرة السيد القائد لذات اليوم.
السؤال الثاني: من دروس الشهيد القائد لذات اليوم.
السؤال الثالث: ثقافة قرآنية وتصحيح ثقافة مغلوطة..
السؤال الرابع: من التاريخ الإسلامي.
فكيف كانت النتيجة..؟
طبعاً لا أحد يتصور كيف جاءت النتائج مبشرة وكيف أنها لاقت تفاعلاً واستجابة منقطعة النظير وفاقت كُـلّ التوقعات..!
يكفي أنها أحدثت، في المساجد والمجالس، حالة من الحراك الفكري والتفاعل الذهني والإثراء المعلوماتي والكثير من النقاشات المستفيضة والمُستمرّة لساعات وساعات بعد انتهاء البرنامج..
فالشكر، صراحةً، كُـلّ الشكر لرعاة هذا العمل والقائمين عليه من قيادات وأبناء مديرية الوحدة على هذه البادرة الطيبة والتي لا تهدف إلى تقديم نشاط مسابقاتي بقدر ما تهدف، في الأول والأخير، إلى تحريك العقل وتحريره من بعض الجمود، وشَدِّهِ أكثر إلى ما قد يعود عليه وعلى المجتمع بالنفع الكثير من خلال هذا البرنامج الرمضاني..
وهنا لا يفوتني، في هذه الأثناء، أن أدعو بقية المديريات في الأمانة وكذلك في المحافظات إلى أن يحذو حذو مديرية الوحدة في هذا الصدد لما لهذا البرنامج الرمضاني من أهميّة بالغة وكبيرة للإنسان والمجتمع والأمة بشكل عام..