الرفعة الحقيقية التي يريدها الله لبني آدم
علي عبد الرحمن الموشكي
لقد كرم الله الإنسان عن بقية المخلوقات، بكثير من المزايا والصفات التي ترفع من مكانته وتجعل منه مكرماً عن بقية المخلوقات ولو تفكرنا في أنفسنا لما أتسعت أوقاتنا وما وصلنا إليه من العلوم والمعارف لنحصي إبداع الخالق سبحانه وتعالى، هذه الرفعة التي منحها الله للإنسان من إبداعاً في خلقة وإيداع فيه الكثير من الأجهزة السمع والبصر والحركة والتذوق والشم والتنفس والدورة الدموية والجهاز العصبي … إلخ من الأجهزة التي يستغرق علماء الطب أوقاتاً كثيرة لتفهم وظائفها وخصصت مراكز دراسات عملاقة لدراسة النفس البشرية التي ليست نسخ بشرية فلكل فرد فصيلة دم وحمض DNA يميزه عن غيره من البشر وبصمة يد وعين مخصصة لكل فرد سبحان الله إبداع يفوق ذوي العقول.
هذه الرفعة التي تميز بها البشر عن بقية المخلوقات وإسجاد الملائكة لهذا المخلوق لما يعلي من مكانته في السماء وَالأرض كُـلّ ذلك لكي يتحَرّك الإنسان وفق توجيهات الله وسننه الكونية؛ مِن أجل عمارة الأرض والسعي في مرضاة الله وليس خلقاً عبثياً كما يتصور البعض ولكن الحكمة الإلهية كرمت الإنسان ورفعة من مكانته في الدنيا والآخرة كُـلّ هذا التمكين أوجد في نفسية الشيطان الرجيم حسد وبغضاء تجاه بني آدم ولقد حذرنا الله من الشيطان الرجيم الذي يسعى لأن يصرفنا عن طريق الهداية التي تجعل من الإنسان متحَرّكاً وفق منهجية الله التي تعمر الأرض بالشكل الذي يريده الله، ولقد تعاقبت توجيهات الله وكتبه ورسله وأنبياءه وكل ذلك موجود بين أيدينا ومتناولنا وما جاء به رسول الله (صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ) في القرآن الكريم كتلوج حياتنا ومنهجيتنا التي ترتقي ببني البشر وتحقّق لهم رضوانُ الله وهذه المنهجية العظيمة التي إن التزمنا بها تحقّق لنا الفوز العظيم بالجنة، وهي المنهجية التي تحفظ للإنسان كرامته وإنسانية وتجعله يستقر في نفسة ويسود العدل والخير وينعم بخير الدنيا.
وكلنا يبحث عن الرفعة والمكانة والاكتساب سواء من الناحية المادية والمعنوية ولكن هنالك طريقة هي التي تحفظ لنا الرفعة الحقيقية والمكانة التي تجعل من الإنسان مستقراً في نفسة هي طريق الخير والفلاح والنجاح والفوز بالدنيا والآخرة، وهذا الوجود البشري الذي ميز الله الخبيث من الطيب في هذه المرحلة وطريق الرفعة الحقيقية واضحًا كوضوح الشمس لم يعد هنالك عمى وإنما ضلال في النفس وزغ من الشيطان يستحوذ على النفس البشرية التي طبع الله على قلبها وذلك؛ بسَببِ عصيان لمنهجية الله وتوجيهاته وكفراً برسله وهذا جعل من الإنسان يتصرف كالحيوانات بمختلف أنواعها منهم المفترس ومنهم الغريزي ومنهم الأناني وسنظلم الحيوانات مع تطور حالة الطغيان التي تملكت بعض البشر وجعلتهم في محط خزي وكبر وطغيان وذلة وهذا انحطاط وليس رفعة وسيكونون بين يد الله في خزي وسينالون وبال الدنيا وخزي وسينحطون في نار جهنم لما اقترفوه من عصيان وظلم وكبر وكفر بابتعادهم عن الله.
إن الرفعة الحقيقية التي يريدها الله لبني آدم هي التمسك بمنهجية الله وطريق الهداية من خلال الإيمان بالله ورسوله والسعي وفق منهجية الله الواضحة والذي يعتبر نعمة عظيمة الذي هو القرآن الكريم، من خلال تنفيذ أوامره وتطبيق منهجية الله واتِّباع أعلام الهدى الذي أخبرنا الله بهم في القرآن الكريم، عترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله).