قراءةٌ مختلفةٌ للمحاضرة الرمضانية الثانية عشرة
مراد راجح شلي
– كانت أسرة معلم الرياضيات الأُستاذ سيد، متجمعة في غرفة المعيشة وعيونهم شاخصة على قناة المسيرة، ينتظرون بدء المحاضرة الرمضانية.
أسرة الأُستاذ سيد المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة مريم وفاطمة وطه.
الأُستاذ سيد يتابع مع أسرته المحاضرات الرمضانية منذ العام الماضي..
“الشيطان عندما يستهدف الإنسان، هو لا يعلم الغيب بالنسبة للإنسان، ولا يعلم ما يسره الإنسان، ولكنه في وسوسته للإنسان يركز أولاً على ما هو معروفٌ عن الإنسان في غرائزه وشهواته، ورغباته الغريزية المعروفة عن الإنسان، وَأَيْـضاً يركز على واقع الإنسان، الشيطان يحاول أن يبحث عن ما هي الطريقة التي يؤثِّر بها على الإنسان، فقد يشتغل على جوانب معينة فلا يجد أنها مثَّلت ثغرةً على الإنسان، ويجد أنه لم يستطع التأثير عليه من خلالها، فيبحث عن وسيلة أُخرى، عن طريقة أُخرى”.
– سمعتِ يا أم مريم كيف يعمل الشيطان بكل الطرق للتأثير على الإنسان وإيجاد ثغرة يدخل له منها.. هكذا عقب الأُستاذ سيد على هذه الجزئية.
“لا صحة أبداً لما هو عند اليهود من مزاعم وتحريفات أن حواء -عليها السلام- هي التي قامت بالدور المباشر في الإغواء لآدم، والإقناع له بالمخالفة، وأن الشيطان عندما عجز عن التأثير على آدم تحوَّل إليها، فأثَّر عليها وأقنعها، ثم قامت هي بإقناع آدم، والإيقاع به في المخالفة، ليس ذلك صحيحاً، اليهود قدموا في فلسفتهم، وفي رؤيتهم، وفي ثقافتهم، نظرة ورؤية عن المرأة غير مناسبة أبداً، نظرة مسيئة للغاية إلى المرأة وإلى دورها، واشتغلوا بناءً على ذلك، حتى في مساعيهم الدائمة لإغواء المرأة، والاستغلال لها لإغواء المجتمعات الأُخرى”.
– ينصر دينك، جايب كلام عميق دحض بيه مزاعم اليهــود وفلسفتهم بأن حواء -عليها السلام- هي سبب الإغواء.. هكذا وجه حديثه لأسرته، الأُستاذ سيد.
“الوجود على هذه الحياة هو لفترة معينة، والأرض هي ميدان هذا المعترك بين الإنسان والشيطان، وبين الخير والشر، في واقع الإنسان نفسه، {مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ}، إلى زمن معيَّن ينتهي ثم تنتهي هذه الحياة”.
“{وَفِيهَا تَمُوتُونَ} فالإنسان يحيا في هذه الأرض، ويموت فيها، {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} يوم القيامة تُخرَجُون من تربتها للحساب والجزاء، ثم تخرجون منها إلى دار الجزاء، فهي لحياتكم، ولمماتكم، ولحسابكم، ولبعثكم ونشوركم”.
– يا الله كيف صور وجودنا في الحياة مستدلاً بآيات القرآن الكريم… هكذا حدث نفسه الأُستاذ سيد..
“{إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أولياء لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} الشياطين يعتمدون على الوسوسة للإنسان، والإنسان لا يراهم، وقد يتصور أنه صاحب توجّـه خالص، لم يخضع فيه لتأثير الشياطين؛ لأَنَّه لم يرهم، والواقع مختلفٌ تماماً، هناك نقطة هامة جِـدًّا، مهما كانت طريقة الشياطين وإمْكَاناتهم في الوسوسة بالنسبة للإنسان، والتأثير على الإنسان، فلا تصل إلى درجة أن تسلبك قدرة اتِّخاذ القرار الصحيح، والتماسك في الاتّجاه الصحيح، الله سبحانه وتعالى قدَّم ختامًا مهماً لهذا الدرس، هو قوله: {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أولياء لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}”.
– تحدث بصوت مسموع الأُستاذ سيد:
سمعتم قال إيه “مهما كانت طريقة الشياطين وإمْكَاناتهم في الوسوسة بالنسبة للإنسان، والتأثير على الإنسان، فلا تصل إلى درجة أن تسلبك قدرة اتِّخاذ القرار الصحيح، والتماسك في الاتّجاه الصحيح”.
– التقوى هي توجد عند الإنسان حالة توازن، وحالة ضبط للشهوات والغرائز، توازن في الشهوات والغرائز، وحالة انضباط؛ وبالتالي تساعد الإنسان على الاستقامة.
– الاستقامة في واقع الحياة، تجعلك بعيدًا عن الكثير من المزالق؛ لأَنَّ مما يؤثر على الناس، هي: الأجواء التي توجد فيها خطوات للشيطان، توجد فيها مفاسد، معاصٍ، توجد فيها دواعٍ أكثر، تؤجج لدى الإنسان الميول إلى المعاصي أَو المفاسد.
– الجانب الإيماني فيه أشياء كثيرة تساعد الإنسان على الاستقامة، من رعاية الله سبحانه وتعالى، إلى الأثر العظيم في رشد الإنسان ووعيه وزكاء نفسه، إلى الأعمال الصالحة، إلى تجنب الكثير من الأعمال السيئة التي تؤثِّر على الإنسان.
الإنسان يكتسب في إطار البرامج الإيمانية -ومنها الصيام- قوة العزم، قوة الإرادَة، والتوازن في مسألة الغرائز والشهوات، التوازن والانضباط، بدلاً من أن يكون الإنسان متهوراً في ذلك، وبدون ضوابط، ومنفلتاً في ذلك، يكون متوازناً عند مستوى معين.
– انتهت المحاضرة وأعاد الأُستاذ سيد بطريقته المنهجية في التدريس النقاط الأخيرة من المحاضرة لترسيخها في أذهان أسرته (التقوى -الاستقامة -الجانب الإيماني) بطريقة السيد القائد المتفردة والروحية لتترسخ كذلك في أذهان المستمع.