إعادةُ انبعاث النور الإلهي.. آياتٌ قرآنية تتجلى من عَلَمِ الهدى تجدِّدُ وترسِّخُ المفهوم القرآني
علي عبد الرحمن الموشكي
من أعظم النعم وأقدسها وأفضلها بعد ظلام دامس ساد قرون من الزمن، نعيش اليوم محطات إيمانية مهمة وعظيمة لولا تضحيات الشهداء والمخلصين والأولياء والصالحين الذين بذلوا وجاهدوا لعقود من الزمن، نشنف مسامعنا بالآيات القرآنية ونستذكر دروساً عظيمة من هدى الله للشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، ونشاهد ونستمع لعلم الهدى سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، بأمان وراحة وسكينة كانوا يفتقدونها من انطلقوا في سفينة النجاة المسيرة القرآنية العظيمة، الذين كانوا يعانون أشد المعاناة في الحصول والحضور والاستماع لمحاضرة ولدرس من دروس هدى الله، كما يعاني البعض في الدول الإسلامية الذين ينتهجون النهج القرآني العظيم، يعانون كَثيراً في فتح محاضرة لسيدي عبد الملك أَو مشاهدة درساً من الدروس الرمضانية، الذي نحمد الله اليوم نستمع للدروس العظيمة في أي وقت، وفي الأوقات المخصصة لذلك كما هو في البرنامج الرمضاني.
ما أعظمها من دروس عظيمة، ترتقي بواقعنا وبقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا، وتسلك بنا الطريقة السليمة والمنهجية الراقية التي تنير دروبنا وتسموا بأخلاقنا وتحسن من طريقة عيشنا وَتجنبنا وتحذرنا سيئات الصفات والسلوك الخطير على الإنسان، طريقة مستقيمة نسلكها من خلال هدى الله، تنجينا وتحفظ كرامتنا وتجعلنا أعزاء في الدنيا، وفي الآخرة نجاة وفوز ونعيم دائم لا ينقطع.
فالإنسان الذي لديه أخلاق وقيم ومبادئ، وطاهر وزكي النفس، ويريد تغيير واقعه السيئ أَو الروتيني الذي يجعله يعيش واقعاً سيئاً، وواقع غفلة هو يبحث عن وسائل الهداية والطرق الصحيحة التي تصل به إلى علم ومعرفة وارتباط بالمنهجية القرآنية، وخُصُوصاً ونحن نعيش شهر رمضان، شهر الهداية، شهر تضاعف في الأعمال للأجر والثواب إلى سبعين ضعفاً، وشهر نزول القرآن الكريم وشهر فيه ليلة القدر، خير من ألف شهر، كُـلّ هذه المرغبات وهذه المزايا الإيمانية العظيمة التي تدير العالم كله للإنسان المؤمن، وتجعل رعاية الله قريبة منا، وتزيد في منسوب الإيمان، والذي كلما ازدادت أعمالنا الصالحة كلما زاد الإيمان، والذي يصنع المتغيرات في واقعنا وبالتالي يرتقي واقعنا ونحظى برعاية الله ومنه وفضله.
كل هذا الوعي القرآني والقيم الأخلاقية والمبادئ والأسس والموجهات القرآنية، تجعلنا أُمَّـة قرآنية تحظى بعون الله وتوفيقه ورعايته، وتجعلنا أعزاء كرماء جنداً لله في مواجهة الطغاة والمستكبرين، في كُـلّ شؤون حياتنا وتجعلنا أُمَّـة قرآنية عظيمة، ومصدرنا إلى ذلك وطريق قوتنا وتماسكنا وعزتنا هو من خلال التزود بهدى الله من خلال الالتزام بالتفهم والإصغاء والحرص على الروحية الإيمانية، من خلال الإقبال على هدى بروحية المتفهم وليس الفاهم؛ لأَنَّ مدرسة آل البيت (عليهم السلام)، عظيمة تفتح مداركنا وتطهرنا من الذنوب والمعاصي وطريق هداية مستقيمة لمن أراد النجاة في الدنيا وفي الآخرة.
والمتأمل في الدروس العظيمة التي نشاهدها يوميًّا لسيدي ومولاي عبد الملك (حفظه الله)، يزداد في يقينه ويزداد في إيمانه ووعيه، ويكتسب مفاهيم قرآنية عظيمة وكأننا أمام رسول أَو نبي، لا ينطق إلا بالقرآن ويشرح مفهوم آياته، والمتسائل كيف أن هذا القائد ملم بكل شيء رجل دين ورجل سياسة وقائد عسكري؟ نعم إنه كذلك ونستقي كُـلّ أعمالنا من توجيهاته، ويدرك كُـلّ جانب ورحيم بالأمّة، إنه حفيد رسول الله (صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ)، الناطق بالحق المدافع عن المستضعفين، المقارع للطغاة والمستكبرين، إنه هو من يذيق أمريكا و”إسرائيل” كؤوس الردى.
إنه من يحرص على إلقاء كُـلّ يوم من رمضان درساً إيمانياً يقربنا إلى الله ويرسخ في الأُمَّــة أهميّة العودة إلى الله والى القرآن الكريم، وأهميّة مواجهة الطغاة والمستكبرين، وغايته كغاية كُـلّ رسل الله وأنبيائه هداية الأمّة وشدهم إلى الله والثقة بالله والاعتماد على الله والتوكل على الله.