قادمون في العام العاشر: بين خطّة العدوان والنتيجة العكسية
محاولةُ تمكين “إسرائيل” من خلال ضرب اليمن ارتدت خلال 9 سنوات بتحول تأريخي يعزز انتصار القضية الفلسطينية
المسيرة | خاص:
قدَّمَ خطابُ قائد الثورة، السيد عبدِ الملك بدر الدين الحوثي، بمناسبةِ الذكرى التاسعة ليومِ الصمود الوطني، إيجازاً شاملاً وواضحاً ودقيقاً لطبيعة المعركة التي يخوضُها الشعبُ اليمني منذ تسعة أعوام، وللموقف الوطني الذي يستند إلى المبادئ الثابتة لهذه المعركة المقدسة، سواء فيما يتعلق بمِلف السلام مع تحالف العدوان الذي وجَّه إليه قائد الثورة نصيحةً هامة بإنهاء المماطلة، أَو فيما يتعلق بالدور المسؤول تجاه قضايا الأُمَّــة وفي مقدمتها قضية فلسطين، التي كانت حاضرة منذ بداية المعركة في عقيدة الصمود الوطنية، وَأَيْـضاً في أهداف الأعداء التي فشلوا في تحقيقها؛ ليضعَ الخطابُ بذلك معسكر الأعداء بكل أطرافه أمام جملة من الحقائق التي تتلخص في أن كُـلّ أوهام كسر اليمن وإخضاعه والالتفاف على استحقاقات شعبه أَو تحجيم دوره، لن تكون في صالحهم.
القائد أكّـد في بداية كلمته على أن العدوان على اليمن جاء ضمن خطة أمريكية بريطانية صهيونية تهدف إلى إخضاع المنطقة كلها للعدو الإسرائيلي في إطار مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وهو توضيح بالغ الأهميّة يمثل مرجعاً أَسَاسياً لقراءة وتقييم كافة تفاصيل المعركة، بما في ذلك المعاناة التي واجهها الشعب اليمني طيلة السنوات التسع الماضية؛ نتيجة اعتداءات وانتهاكات تحالف العدوان، والتي حرص قائد الثورة على استعراض أبرز إحصائياتها، بالإضافة إلى تفاصيل معركة الصمود وما تضمنته من إنجازات عسكرية هامة، وُصُـولاً إلى الموقف الاستثنائي والمتقدم لليمن في إسناد الشعب الفلسطيني، ليؤكّـد بذلك على أن الشعب اليمني اليوم لم ينتقل من معركة إلى معركة، بل إن المواجهة كانت ومنذ البداية بكل تفاصيلها تتعلق بالصراع الأوسع الذي تشهده المنطقة، وأن الشعب اليمني من خلال تحَرّكه اليوم يتوج صموده في وجه المشروع الصهيوني الذي ولد العدوان من رحمه.
وبناء على هذه الحقيقة، تطرق قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى مِلف السلام مع تحالف العدوان؛ باعتبار أن السلام أن هو مطلبٌ ثابت للشعب اليمني، ينطلق من الحرص على مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يعمل على إطالة أمد الصراعات في المنطقة؛ ولذا وجّه القائد نصيحة للنظامَينِ السعوديّ والإماراتي بإنهاء المماطلة في تنفيذ التزامات السلام الواضحة والمتمثلة بإنهاء الحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى ودفع التعويضات، والانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى اتّفاق سلام واضح، وأرفق هذه النصيحة بدعوة واضحة للتحرّر من “التبعية العمياء” لتحقيق مصلحة الجميع المتمثلة في إنهاء المشكلة تماماً والوصول إلى حَـلّ منصف.
وقد أكّـد القائد في هذا السياق على أنه “لا يوجد مبرّر لاستمرار المماطلة” وهي رسالة واضحة تضع دول تحالف العدوان أمام ضرورة تغليب مصلحتها؛ لأَنَّ مواصلة الوضع الحالي لا يخدم سوى العدوّ الأمريكي والصهيوني؛ وهو ما يترتب عليه “خسارة” حتمية.
ومن هذا المنطلق أَيْـضاً أكّـد القائد في كلمته على أن موقف اليمن تجاه جميع الدول العربية والإسلامية هو الحرص على التفاهم والسلام وإقامة العلاقات الأخوية الإيجابية، مقدماً في سبيل ذلك دليلًا واضِحًا يتمثل في الموقف العملي المشرف والمتقدم والمتكامل الذي يتخذه الشعب اليمني تجاه الصراع الرئيسي في المنطقة، حَيثُ وجّه اليمن كُـلّ طاقاته لمواجهة ثلاثي الشر (أمريكا وبريطانيا والعدوّ الإسرائيلي) وهو الأمر الذي يجب أن يلتقي عليه الجميع.
وبخصوص المرحلة القادمة، اختتم قائد الثورة خطابه بجملة رسائل تحت عنوان “قادمون في العام العاشر” أكّـد فيها على استمرار تمسك اليمن بموقفه فيما يخص المعركة العسكرية تطويراً للقدرات وتنظيماً للقوات المسلحة “لحماية الشعب اليمني ومساندة الشعب الفلسطيني” وهو الموقف الذي يؤكّـد أن الهدف الأَسَاسي للعدوان على اليمن والمتمثل في إخضاع المنطقة للعدو الإسرائيلي، لم يسقط فحسب، بل إن النتيجة أصبحت عكسية وأصبح اليمن يقود تحولاً تاريخيًّا عمليًّا من خلال مساندته الاستثنائية للقضية الفلسطينية، الذي يشهد الجميع اليوم بأنه أحدث أَيْـضاً ثورة في وعي الجماهير على مستوى المنطقة والعالم.