نساء غزة تستنجد الشعوب الإسلامية والعربية فهل من مجيب؟!
إبتهال محمد أبوطالب
بلغ إجرام اليهود في فلسطين مداه، وبلغ الفساد ذروته، يشجعهم في كُـلّ ذلك ضوء أحمر من أمريكا وسكوت أحمق من حكام العرب، فالمشاهد المأساوية في غزة تبكي لها الأحجار وتتقطع منها القلوب النابضة بالحياة.
يتلذذ اليهود بقتل المسلمين، فقتلهم لطفل واحد يعد عندهم إنجازا ناهيكم عن آلاف الأطفال والنساء بين جريحٍ وشهيد.
آخر تلك الجرائم جرائم الاغتصاب، تلك الجرائم المستهدفة للإسلام في قيّمه ومبادئه، والمنتهكة لشرف وعِرض نسائه، جرائم أصبحت كمسلسلات تُنفذ سيناريوهاتها بدعم من حكام خلعوا رداء الإسلام، واتخذوا الصهينة والأمركة مثالًا أعلى لهم.
كم نجد من تنديدات لأُولئك الحكام! ولكن لا فائدة منها بلا موقف حاسم وتحَرّك جاد.
أُولئك الحكام يُعد تنصيبهم باسم الإسلام عارٌ على كُـلّ مسلم ماكث تحت لوائهم الشيطاني.
ندعو الشعوب الإسلامية والعربية بدعوة الله، ونناديهم باسم الإسلام، وبلسان حال الثكالى والأرامل واليتامى، نناديهم بوجع وأنين وآهات النساء المنتهكة الأعراض والشرف، نناديهم باتِّخاذ موقف حاسم بلا خوف أَو تردّد، بلا خنوع وذل بأن يثوروا ضد حكامهم بان يقتلعوهم من كراسيهم الأمريكية والإسرائيلية.
إن ثورة الشعوب العربية والإسلامية ضد أُولئك الحكام يعني الانتصار للإسلام، يعني إحباط مؤامرات اليهود وأعوانهم، يعني الاستجابة لكل نداءات النساء المغتصبات، يعني الاستجابة لكل طفل يئن يتمًا ووجعًا في غزة، وبالمعنى المجمل يعني الحياة الكريمة والعزيزة للشعوب، يعني استشعار المسؤولية، ومن أراد الحياة فسيستجيب القدر، وبالتالي ستكسر الشعوب قيودها، وكما قال الشاعر:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أراد الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
وإن لم تتطلع الشعوب لحياة أمثل وأقوم وأكرم، فستكون النهاية التبخر في الجو والاندثار، يقول الشاعر.
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ
الخلاصة من هذا كله: أيتها الشعوب الإسلامية والعربية يجب أن تكوني حرة غير مقيدة، عزيزة غير ذليلة، شامخة غير مستكينة، واعية غير نائمة، متحَرّكة غير جامدة، مستشعرة المسؤولية أمام الله، وبذا تكونين حية القلب.
ولتعلمي أن عدم التحَرّك ضد حكامك يعني التصهين بالمعنى المجمل؛ فالساكت عن عمل قوم هو مشاركٌ معهم.
مَن لم تحَرّك مشاعره ما حدث للنساء في غزة من اغتصابات فليس بمسلم، وأعني بالتحَرّك التحَرّك الفعلي العملي ضد الحكام الذين هم راضين لكل ما يحدث للنساء في غزة.
نساء غزة تنادي وبأعلى صوت: وا إسلاماه، وا عروبتاه، وا ضمائر مؤمنة، وا شعوب نابضة بالحياة، فهل من مجيب أم صُمَّت الآذان وأبكمت الألسن؟!
هل من أُخوَّة أم ماتت الأُخوَّة؟!
هل من نخوة وعصبية، أم تحللت النخوة وجمدت العصبية؟!
هل من عروبة أم تصهينت العروبة؟!
إن كُـلّ ساكت وغير متحَرّك اليوم لكل ما يحدث، سيأتي له الدور نتيجة سكوته، وكما يقال في المثل: ما أصبح عند جارك أصبح في دارك.
ليكن شعب الحكمة والإيمان وقائدها العظيم-سيد القول والفعل- مدرسة لكِ أيتها الشعوب، لتتعلمي منها معنى الإيمان ومعنى الإخوة ومعنى اللا استسلام لليهود وأعوانهم، ومعنى الحياة العزيزة الكريمة التي يرضاها الله لأبناء ونساء الإسلام، فإن لم تتعلمي من هذه المدرسة فستبقين على جهلكِ وخنوعكِ وقيودكِ تحت ظل أُولئك الحكام المقيدين بقيود اليهود وأعوانهم.
ختامًا: نقول لكِ: كما قال زيد بن علي بن الحسين -عليهم السلام-: «البصيرة البصيرة».