رابطة علماء اليمن تدعو كُـلَّ علماء الأُمَّــة الإسلامية للقيام بمسؤوليته أمام الله تجاه فلسطين والشعوب المظلومة
خلال فعالية بعنوان “نداء إلى علماء الأُمَّــة للقيام بواجبهم في معركة (طُـوفان الأقصى) والفتح الموعود”
المسيرة: صنعاء
دعت رابطةُ علماء اليمن، كُـلَّ علماء الأُمَّــة إلى تحمُّلِ مسؤوليتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية، تجاه ما يجري في فلسطين، وتحكيم ضمائرهم والخروج من دائرة الصمت والسكوت التي تجلّب غضب الله وسخطه، والصدع بكلمة الحق ومناصرة المظلومين من أبناء الأُمَّــة، والوقوف في وجه الباطل وعدم مجاراة الظالمين.
جاء ذلك في فعالية خطابية نظمتها رابطة علماء اليمن، الاثنين، بعنوان “نداء إلى علماء الأُمَّــة للقيام بواجبهم في معركة (طُـوفان الأقصى) والفتح الموعود”، تزامناً مع ذكرى غزوة بدر وفتح مكة واليوم الوطني للصمود.
رسالة للعلماء:
وفي الفعالية ألقى مفتي الديار اليمنية –رئيس رابطة علماء اليمن– العلامة شمس الدين شرف الدين، كلمةً وجّه من خلالها رسالةً إلى علماء الأُمَّــة في سائر البلاد العربية وخَاصَّة الأزهر الشريف ودول الخليج وبلاد المغرب العربي وتركيا والدول الإسلامية، بالاضطلاع بواجبهم أمام الله تعالى وتحريض الناس على الجهاد في سبيل الله لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة.
ولفت مفتي الديار اليمنية إلى أهميّة إحياء ذكرى غزوة بدر وفتح مكة بالتزامن مع اليوم الوطني للصمود لاستلهام الدروس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، مُشيراً إلى أن ذكرى غزوة بدر وفتح مكة، لهما أثر عظيم في تعزيز صمود المسلمين في مواجهة قوى الكفر والطاغوت والمؤامرات والدسائس.
وقال: “ذكرى غزوة بدر وفتح مكة، ذكرهما الله تعالى في سورتَين عظيمتَين، وكشفت هذه الذكرى، طبيعة الصراع مع الأعداء، وما يتوجب على الأُمَّــة القيام به لتوحيد الكلمة في مواجهة صلف واستكبار وغطرسة قوى الشر والضلال والإفساد العالمي”.
وَأَضَـافَ “هل يتوّجب على أبناء الأُمَّــة تجاه ما يجري من غطرسة أمريكية وأُورُوبية وصهيونية التزامُ الصمت والتوجّـه للسلام، أم تنفيذُ أوامر الله تعالى وسُنة نبيه الكريم وتوجيهاته بالنفير وإعداد العدة ومواجهة الباطل؟”.
ونوّه مفتي الديار اليمنية إلى أن الأُمَّــة اليوم أمام اختبار حقيقي في العمل بما أمر الله تعالى وتوجيهاته لنيل الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
واختتم العلامة شرف الدين كلمته بالقول: “عزتنا وقوتنا في تسليم أمرنا لله تعالى وتنفيذ أوامره واستجابتنا لكل توجيهاته بالطاعات والعبادات ومنها فريضة الجهاد في سبيل الله للنجاة من عذاب الله وسخطه وغضبه، وتشجيع أنفسنا وتحريض الناس وتحشيدهم على قتال الأعداء”.
العلماء ورثة الأنبياء وليس بطانة العملاء:
بدوره شدّد رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، على ضرورة استلهام الدروس والعبر من ذكرى غزوة بدر وفتح مكة في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الذين يشنون عدواناً على اليمن وفلسطين، لافتاً إلى تزامن هذه المناسبات العظيمة مع توجّـه لبعض الأنظمة نحو التسلط على الشعوب وتسليم زمامها لليهود والنصارى.
واعتبر الحوثي معركة (طُـوفان الأقصى) ملحمةً أُسطوريةً قادتها الفصائلُ الفلسطينية لكسر ما يسمى بالجيش الصهيوني الذي لا يُقهر وإثبات أنه جيش ضعيف، معبراً عن أسفه من تخاذل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية عن دعم ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته الباسلة، لافتاً بهذا الصدد إلى دعم قوى الشر والطغيان العالمي بقيادة أمريكا وأُورُوبا للكيان الغاصب.
وبشأن ما حقّقه ويحقّقه الشعب اليمني، قال العلامة الحوثي: “ظنت “إسرائيلُ” كما دول العدوان السعوديّ الإماراتي، أنهم سيعملون على محو غزة واليمن من الخارطة، لكنهم اصطدموا بصخرة صمود وثبات منقطع النظير على مدى تسع سنوات في اليمن وستة أشهر في غزة الإباء والشموخ”.
وأردف بالقول: “إن عملية (طُـوفان الأقصى) أيقظت أحرار العالم وأحيَت روح العزة والكرامة والضمير الإنساني في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار وأفشلت المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، بما فيها مشروع التطبيع مع كيان العدو”.
وفي ختام كلمته، دعا رئيس الهيئة العامة للأوقاف، كُـلّ علماء الأُمَّــة إلى الاضطلاع بواجبهم وتحمل مسؤولياتهم في تبيان الحق والصدع به ومواجهة الباطل، لا سيَّما والعلماء هم ورثة الأنبياء، موجهًا تساؤله: “إلى متى سيظل علماء الأُمَّــة رهينة أنظمة العمالة والخيانة؟، وإلى متى سيصمتون والكيان الصهيوني يرتكب جرائم الإبادة والتجويع والحصار بحق أبناء غزة والأراضي المحتلّة؟”.
المناسبات تعيد للواجهة ضرورةَ المواجهة:
وفي خضم الفعالية بحضور كوكبة من العلماء والشخصيات الدينية والمفكرين والباحثين في الشؤون الإسلامية، ألقى العلامة عبدالله الصافي، من علماء محافظة حضرموت، كلمةً أكّـد فيها أهميّة إحياء ذكرى غزوة بدر وفتح مكة بالتزامن مع اليوم الوطني للصمود.
ونوّه إلى أن الشعب اليمني ينتسب إلى المدرسة النبوية المحمدية، لارتباطه بالإمام علي -كرّم الله وجهه- الذي وصل مبعوثاً لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى صنعاء القديمة، واجتمع حوله اليمنيون وقرأ عليهم رسالة الرسول فأسلموا جميعاً.
وثمّن العلامة الصافي شجاعةَ قائد الثورة وموقفه المناصِر للشعب الفلسطيني، مؤكّـداً أن هذا الموقف “شرّف اليمن والأمّة وكلّ البشرية التي ستظل منذ بدء الخليقة في صراع بين الحق والباطل”.
ودعا كُـلّ المسلمين إلى قراءة التاريخ الإسلامي من منظور شرعي لمعرفة الصراع بين الخير والشر والحق والباطل، مشدّدًا على ضرورة إحياء المناسبات الدينية التي حدثت في تاريخ الأُمَّــة لاستلهام الدروس والعبر منها في مواجهة التحديات الراهنة.
بيان الفعالية: نرفضُ موقف علماء السوء وعلى كُـلّ أبناء الأُمَّــة التحَرّك وحمل المسؤولية
إلى ذلك دعا بيان صادر عن رابطة علماء اليمن، علماء الأُمَّــة الإسلامية إلى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الصدع بكلمة الحق إزاء ما يجري في غزة من مجازر وحرب إبادة وانتهاك للأعراض وحصار وتجويع تسبب في موت الكثير أمام مرأى ومسمع الدول الإسلامية، حاثًّا إياهم على العمل لاستنهاض الشعوب واستنفار النخب العلمية والفكرية والسياسية والإعلامية والتحَرّك الجهادي والخروج من مربع اللا مبالاة ودائرة التخاذل والصمت إزاء ما يرتكبه الكيان الصهيوني من مجازر.
وجدَّدت الرابطة رفضها القاطع واستنكارها الشديد لموقف علماء السوء التابع للسلطات الحاكمة والأنظمة المطبعة المشوهة لموقف حركات الجهاد والمقاومة، والمشكك في جدوائية التحَرّك الجهادي المناهض لقوى الاستكبار العالمي.
وأهابت بكل الشعوب العربية والإسلامية لتحذر من علماء السوء المثبطين والمعوقين عن نصرة غزة وفلسطين والاستجابة للعلماء الذين تنسجم مواقفهم مع محكمات القرآن وتطلعات الشعوب التواقة لتحرير فلسطين من رجس الصهاينة.
وفي ختام البيان، أكّـدت رابطة علماء اليمن، أهميّة استلهام الدروس الإيمانية والجهادية من ذكرى غزوة بدر الكبرى وفتح مكة؛ بما يسهم في إحياء الروح المعنوية وتوجيه بُوصلة العداء لأشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين ووجوب نصرة غزة والقضية الفلسطينية وجوباً عينياً على كافة الأُمَّــة الإسلامية إعلامياً واقتصاديًّا وعسكريًّا وسياسيًّا، وتعزيز وعي الشعوب بجدوائية المقاطعة الاقتصادية للبضائع والسلع والشركات الصهيونية والأمريكية والشركات الداعمة للعدو الغاصب.