تسعةُ أعوام وحتّى نهاية الدنيا
تهاني الشريف
تسعة أعوام مِنذُ قرّرت دول الاستكبار العالمي وأحذيتها خوض أبشع وأكبر حرب إبادة عرفتها المنطقة، حشدوا فيها أكبر وأغنى دول العالم لحرب وحصار وتجويع شعب يُعد من أفقر دول المنطقة، وظنوا بل وجزموا أنَّ من البديهي أمام كُـلّ هذه الوحشية والهمجية وشراء الذمم أنَّ صمود هذا الشعب لن يتجاوز الشهر، إن لم تكن أيامًا، فشنوا عدوانهم بعد أن تأكّـدوا من شراء تأييد العالم لهذه الحرب، فصمت كُـلّ من كان بإمْكَانهُ أن يقول كفى لمثل هذه الوحشية حتى وإن كان هذا الصمت سيكون سبباً في أن تجري عليهم جميعاً سنة الله في الاستبدال.
تسعة أعوام وكان الله معنا وشاهداً علينا وعلى إيماننا، ومؤيداً لنا ولحركتنا، ومعيناً لنا، تسعة أعوام امتلكنا فيها قدرات عظيمة، صنعنا الطائرات بشتى أنواعها وطورنا الصواريخ وأدخلناها عمق أراضي العدوّ وتمّ تفعيلها على أهداف إسرائيلية في مناطق جنوبي فلسطين، حَيثُ بات اليوم الكيان الصهيوني يستشيط غضبًا من غباء حلفائه وفشلهم الذّريع في مواجهة إيمان ووعي من كانوا أبرز دعائم الدِّين المُحمّدي بفضل الله وتوفيقه لهم، تسعة أعوام وظلت أرضهم المباركة الطاهرة كما كانت مقبرةً للغزاة.
تسعة أعوام وحتّى نهاية الدنيا سنستمر لمدى طويل جِـدًّا جدًّا بالتنكيل بهم؛ ردًا على عدوانهم علينا وانتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، والتي ننفذها يوماً بعد يوم في استهداف السفن والمدمّـرات الأمريكية في البحر الأحمر، فو الله لن يظل مشروعهم الدّموي بالاستمرار، والله لن يبرح أَو يمل شعب الإيمان حتّى يستعيد الأرض المُقدسة ويتمّ فناءكم نهائيًّا من الوجود.
تسعة أعوام كانت كفيلة بأن تخبركم باستمرار شعب الإيمان والحكمة في صموده ورفده للجبهات ودعمه للمقاومة الفلسطينية بكل غالٍ ونفيس، ومواجهة كُـلّ عدوان يستهدف الأُمَّــة العربية والإسلامية، سيستمر شعب الإيمان والحكمة في كُـلّ ذلك وأكثر فما زالوا أولي قوةٍ وأولي بأسٍ شديد، أهل إيمان وحكمة، شعب صمود وإباء، سكان الأرض الطّيبة، كُنّا ولا زلنا بثبات موقفنا وبتوكلنا وثقتنا بالله أقوى، وباعتمادنا على الله أعز من تلك الدّول المجتمعة لحربنا.
تسعة أعوام وحتّى نهاية الدنيا، سيواصل شعب الإيمان في صناعة أعظم الانتصارات والمفاجآت، سيواصل في دعم جميع الدول العربية والإسلامية المظلومة، سيواصل في محاربة قوى الكُفر والطغيان حتى يقتلع جذورهم المسمومة من جميع بقاع أراضي المسلمين، سيواصل وسيأتي اليوم التي يصل إليكم وفي هذا اليوم لن يتوقف ولن يرحمكم أَو يرأف بكُم، فالموت الّذي تخشونه أصبح اليوم قريباً منكم أكثر من قبل، وفي نهاية المطاف فإن النّصر سيكون بعون الله حليفنا.