اليمن يدشّـنُ العام العاشرَ بالمواجهة المباشرة مع الأمريكيين والبريطانيين
مرحلة جديدة لليمن في مواجهة الأعداء
المسيرة – أيمن قائد – محمد الكامل
نفّذت القواتُ المسلحة اليمنية عملياتٍ عسكرية مغايرة لسابقاتها بالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني باليوم الوطني للصمود ومرور 9 سنوات من العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن.
وأعلنت القوات المسلحة الثلاثاء، عن تنفيذ 6 عمليات عسكرية خلالَ 72 ساعةً بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والطائراتِ الـمسيَّرةِ، حَيثُ نفّذت القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ أربع عملياتٍ مشتركةٍ على أربع سُفُنٍ، منها سفينةُ (MAERSK SARATOGA) الأمريكيةُ في خليجِ عدن، وسفينةُ (APL DETROIT) الأمريكيةُ في البحرِ الأحمر وسفينةُ (HUANG PU) البريطانيةُ في البحرِ الأحمر وسفينةُ (PRETTY LADY) والتي كانتْ متجهةً إلى موانئِ فلسطينَ المحتلّة.
كما نفذَ سلاحُ الجوِّ المسيَّر عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ مدمّـرتينِ حربيتينِ أمريكيتينِ في البحرِ الأحمر.
ونفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ من خلالِها عدداً من الأهداف الإسرائيليةِ في منطقةِ أم الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلّة، وقدْ حقّقتِ العملياتُ العسكريةُ أهدافها بنجاحٍ بعونِ اللهِ تعالى.
وكان لافتاً خلال هذه العمليات ما ورد في أعلى البيان بأنها تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وتدشيناً للعام العاشر من الصمود في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، حَيثُ خلا البيان من اسم السعوديّ والإماراتي، وهما أدواتُ للعدوان؛ لتؤكّـد اليمن أنها تتجهُ في عامها العاشر للمواجهة المباشرة مع ثلاثي الشر: أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، وهو ما ألمح إليه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه بمناسبة اليوم الوطني للصمود ومرور 9 سنوات من العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن.
وتأتي هذه العمليات لتؤكّـد انتقال اليمن بالفعل إلى مرحلة جديدة من المواجهة، لتكون وجهاً لوجه مع ثلاثي الشر: أمريكا، وبريطانيا، و”إسرائيل”، بعد أن كانت خلال السنوات الماضية مع الأدوات السعوديّ والإماراتي وأدواتهما من المرتزِقة اليمنيين بمختلف تشكيلاتهم وتوجّـهاتهم.
عمليةٌ نوعيةٌ تحملُ رسائلَ كثيرة:
ويرى الكثير من المتابعين للشأن اليمني أن هذه العمليات تحملُ الكثيرَ من الرسائل والدلالات، وأن ما بعدها ليس كما قبلها.
ويصف الخبير العسكري العميد محمد هاشم الخالد، ما حدث بأنها “عملياتٌ نوعية وذات دلالات ورسائل مهمة جِـدًّا للعدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، وأنها تأتي في إطار الرد الذي تبنته اليمن على جرائم الإبادة الجماعية في غزة”، موضحًا أن “العملية جاءت كذلك بعد تطوير نوعية السلاح الذي تستهدف به البوارج الأمريكية والبريطانية، وذلك من حيثُ أنواع الصواريخ الباليستية البحرية ومَدَيَاتها”.
ويشير في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن “اللافت والمهم في هذه العملية هو التنسيق بين الطيران المسيَّر والقوة الصاروخية وعملية الرصد والعملية الاستخباراتية التي نتج عنها هذه المعلومات، حول التحَرّكات لهذه السفن وأماكن تواجدها في النقاط البحرية على مسرح العمليات”.
ويضيف: “وكذلك إبطال مفعول السفن ذات الرادارات والتقنيات العسكرية التي تراقب المسار للصواريخ اليمنية في البحر وسعيها في عدم وصولها إلى “أم الرشراش”، مؤكّـداً أن “إبطال هذه القدرات العسكرية الأمريكية في بوارج العدوّ يعني النجاح والسماح لهذه الصواريخ بالوصول بأمان إلى أم الرشراش في فلسطين المحتلّة”.
ويكرّر التأكيد على أن “هذه عملية نوعية، وهذا هو وعدُ السيد القائد بأن فعلَنا يسبقُ قولَنا بهذه العمليات، ولقواتنا المسلحة الباسلة في تسجيل هذه الانتصارات، وهذه العمليات النوعية التي لم تكن في حسبان قوى الاستكبار، من حَيثُ نوعية السلاح، والتوقيت، واستهداف هذا الكَمِّ الهائل من البوارج في نفس الوقت”، لافتاً إلى أن “ذلك في الأبجديات العسكرية تعتبر هذه عملية صعبة ومعقدة بشكل كبير”.
ويوضح أن “التنسيق بين هذه الوحدات، وبين راجمات الصواريخ أَو الهجمات الصاروخية، وبين العمليات الاستطلاعية والاستخباراتية، دلالة تثير العزة في النفوس بنجاح القوات اليمنية المسلحة في هذا التوقيت، وفي هذا الزمن، بالرغم من حجم الطلعات الجوية، وحالة مراقبة الأجواء من قبل الطيران التجسسي على طول السواحل اليمنية والمحافظات اليمنية، ولكن نجحت القوات المسلحة في اختراق هذا التجسس وهذه الطائرات التي تحوم في الجو، واستطاعت بالتوقيت المناسب أن تنفذ هذه العمليات بالقدرات الصاروخية اليمنية والطيران المسيَّر، وتمنع مرور حركة السفن بالكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي”.
ويشير إلى أن “هذه العملية هي تدشين للعام العاشر من الصمود في مواجهة العدوان، وكذلك يمكن اعتبارها عملية تقدمية في العمليات العسكرية، واستباق لعمليات أمريكية بريطانية تخطط لمهاجمة القوات البحرية اليمنية أَو القوات المسلحة أَو أماكن انطلاق الصواريخ البالستية التي أثبتت فعاليتها خلال الأشهر الماضية”.
عملياتٌ لها ما بعدها:
وعلى صعيد متصل يرى الناشط السياسي عبد الوهَّـاب الحدي، أن “ما يميز هذه العمليات العسكرية المشتركة أنها تأتي في الوقت الذي يدشّـن فيه اليمن عامه العاشر من الصمود في وجه العدوان، ليثبت ما تحدث عنه السيد القائد -يحفظه الله- من القوة والصمود والتماسك الذي وصل إليه الشعب اليمني وقواته المسلحة وبأنه قادر على الدفاع عن كُـلّ شبر في الأراضي اليمنية الحبيبة وقادر على استعادة حقوقه وكلّ أراضيه”.
ويؤكّـد الناشط الحدي في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن “العمليات العسكرية هي توجيه رسالة واضحة للعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني مفادُها أن اليمن اليوم ليس كما الأمس وأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على قطع اليد التي قد تمتد عليه بأي عدوان، وأنه قادرٌ على حماية سيادته، وعازمٌ على المضي في نصرة وإسناد الشعب والمقاومة الفلسطينية رغم كُـلّ ما تعرضت له اليمن من محاولات دبلوماسية وعسكرية أمريكية بريطانية لثنيه عن هذا الواجب القومي والإسلامي والإنساني”.
ويقول إنه “من خلال إعلان البيانات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في تنفيذ 6 عمليات مشتركة ضد ثلاثي الشر هو تأكيد بأن القوات المسلحة تمتلك القدرة على مباغتة العدوّ والتصعيد أكثر وأكثر وأنها لن تكتفي بمنع السفن فقط، بل هي قادرة على توجيه ضربات موجعة في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة من قبل العدوّ الصهيوني حتى إنهاء العدوان الوحشي والقذر على الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة العزة والكرامة”، معتبرًا أن “سياسة التجويع والحصار على إخواننا في قطاع غزة ستتبعها سياسة الحصار المطبق للعدو الصهيوني عن طريق منع السفن المتجهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة بشكل موسَّع، وكذا بالاستهداف المباشر بالضربات الصاروخية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة”.