وقفةٌ على أبواب العاشرة
سند الصيادي
ونحن نمضي في بدايات عام عاشر من الصمود الوطني، في وجه عدوان سعوديّ إماراتي أمريكي بريطاني على اليمن، لا بُــدَّ من سجدة شُكر وَما تيسر من عبارات الحمد والثناء لله على ما قدَّمَ –سبحانَه- من إسناد ونصرة وعون وَإمدَاد للمجاهدين وَللشعب وقيادته.
وخلالها نتأمل أين نقف اليوم، وكيف تغيرت وَتكشفت المواضع التي بات عليها المعتدون والمعتدى عليهم، كيف هو حال المستكبرين والمترفين المتخمين بالثراء والإمْكَانيات وطابورهم الطويل من المنافقين، وكيف هو واقع المستضعفين الذين راهنوا على الله وحده وانطلقوا من موقف الحق لمواجهة كُـلّ ما سبق من جحافل وأحلاف.
كيف أنصفهم الله بالنصر وأنصفهم التاريخ بالذكر في أنصع الصفحات، وهم من كان يُنظر إليهم بكونهم الحلقة الأضعف وَالأكثر تعرضاً للتشويه والتحريض في سلسلة الصراع، وهي لعَمري مشاهدُ ومواضعُ كانت ستكون من ضروب المستحيلات وَمُجَـرّدَ رواية نسجتها خيالاتُ كاتب، لو لم نَعِشْها بكل تفاصيلها وَمنعطفاتها.
عشنا المعجزات تتوالى بالأسباب، وَوجدنا المقارنات والفوارق المادية والرهانات تُنسَفُ بعد أن بنى عليها الكثيرُ من الضالين مواقفَهم وأوهامَهم بالنصر، وكانت ثنائية عنوانها الإيمَـان بقوته واليمانيون بأركان صمودهم الرهان الأكبر، الذي لم يقف عليه باطمئنان ويقين إلَّا أُولئك الذين بقوا على الصبر الجميل، مستعينين بالله، واثقين بحتمية الوعد الإلهي القطعي، وعد النصر لعباده المؤمنين.
في هذه الذكرى التي نختم بها عقدًا استثنائيًّا من تاريخ اليمن والأمَّة، صار من الواضح أن هذا العقد بأحداثه المتسارعة والمحورية كان بمثابة إعادة الاعتبار لقرون من الزمن عاشت فيها اليمن والأمَّة من حولها الغياب القسري عن التاريخ، قبل أن تستعيد وعيَها وناصيةَ قرارها.
وَلا يفوتُنا أن نستذكرَ قوافلَ العطاء من الأرواح والدماء التي كانت وقودَ هذه الاندفاعة المفصلية في التاريخ، وبعد أن نقف عند الأركان الأربعة لهذا التحول العظيم، وَأولها: اللهُ الذي ليس كمثله شيء لا في الأرض ولا في السماء، وكتابُه المقدَّس المعظَّم، وَثانيها وثالثها ورابعها: الشعبُ وقائدُه والمجاهدون الصادقون من رجال قواته المسلحة وَالأمن، وقادمون في العام العاشر بعون الله المعين.