الخشيةُ من اليمن.. لماذا؟
محمد أمين عزالدين الحميري*
دخولُ اليمن على الخط في معركة (طُـوفان الأقصى)، بشكل رسمي، واتِّخاذ الموقف المتكامل في النصرة والإسناد، يمثل تحولاً عربياً إسلامياً جريئاً وفاعلاً، ولأول مرة.
أضف إلى أن نقطةَ القوة التي ينطلقُ من خلالها اليمن، في مساره التضامني العملي، هو التسلُّحُ بالوعي الحضاري المتميز، الذي يقدم للأُمَّـة كلها النظرة السليمة لكيان العدوّ الصهيوني المحتلّ ومن يقف وراءه من المجتمع الغربي، ويضعهم أمام ما يجب من خطوات عملية في مسيرة المواجهة معه.
وهذا ما يخشاه العدوّ؛ لما له من تأثير في واقع الشعوب على مستوى الوعي الجمعي، وُصُـولاً إلى كسر حاجز الصمت والخوف، وستتبعه تحولات أُخرى، من شأنها إسقاط كُـلّ الأوراق التي تعتمد عليها أنظمة العمالة، ويراهن عليها العدوّ في استمرار حالة التدجين للشعوب العربية والإسلامية وكبتها ولو بمُجَـرّد التعبير عن الغضب والاستياء، ولن يكون لتلك الأوراق أية فاعلية، والسببُ توسُّعُ دائرة الوعي الذي تقدِّمه القيادة الحرة في اليمن بهذا الخصوص؛ لأَنَّه وعي يتجاوز البيانَ الهادفَ لتوصيل المعرفة وتوضيحها فقط، بل وعيٌ عمليٌّ يستنهض الشعوب للتحَرّك وعمل شيءٍ مشرِّفٍ، وقد زاد من قيمته أنه يلامسُ النفوس، ويَهُزُّ الوجدان والضمائر، ويرشد العقول للخروج من سباتها مهما كانت التحديات والمخاطر.
وهذا الوعيُ زاد من تأثيره أَيْـضاً، أنه ينجح وبشكل مُستمرّ، على توظيف الصورة الإجرامية لـ “إسرائيل”، في السياق الذي تتحقّق من وراءه تنميةُ السخط في نفوس المسلمين وبشكل مُستمرّ، وُصُـولاً إلى إخراج ذلك السخط وتوجيهه لهذا العدوّ، وفي ذات الوقت تنامي الرضا عن كُـلّ الأحرار المتصدرين مشهدَ النُّصرة لفلسطين، ومدَّ يد النصرة لهم، بأي شكل من الأشكال.
* قيادي سلفي