الذكرى التاسعة للعدوان.. الصمود اليمني الأُسطوري والصعود على المستوى العالمي

 

عبدالجبار الغراب

مثل اليوم المشؤوم في التأريخ العالمي الإنساني ككل والموصوف بهمجيته الوحشية والخبيثة عندما أعلنت قوى تحالف العدوان من داخل العاصمة الأمريكية واشنطن شنها لحربٍ كبيرة على اليمن وشعبها صباح 26 مارس 2015 مرتكبين بذلك جرائمهم الفظيعة بحق اليمنيين، مخلفين عشرات الآلاف من القتلى، مدمّـرين أكثر من نصف مليون وحدة سكنية؛ ليلحقوا بالإنسان اليمني أكبر كارثة إنسانية باعتراف الأمم المتحدة، فارضين الحصار الجائر في كُـلّ ما يتصل باليمنيين من وسائل وأدوات تساعدهم على الاستمرار على قيد الحياة، فكان للصمود اليمني والمواجهة تشكيلها لكل الانتصارات المتواصلة، لتتعاظم وتتصاعد البطولات اليمنية في رسمها لأيقونات عديدة حقّقت نجاحاتها القوية والتي كانت لها انعكاساتها الكبيرة على قوى تحالف العدوان لتؤثر في كافة مستوياتها لصالح اليمن واليمنيين ليمتلكوا القرار ويستعيدوا سيادة البلاد بعد مشوار طويل من الصراع والتصدي والصمود والتحدي.

اليوم الوطني للصمود وفي عامه التاسع هو تاريخ شامخ تصاعدي باستمرار يعتز به كُـلّ اليمنيين، ومنذ بدايات العدوان والشعب في صمود وتصد مُستمرّ ومتواصل، وما زال حَـاليًّا في جهاده الديني مساند للقضية الفلسطينية بشكله الفعال، ضارب كيان العدوّ الإسرائيلي بالصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة، فارض عليه حصاراً بحرياً بمنعه لسفنه من المرور والعبور من البحرين الأحمر والعربي وُصُـولاً إلى المحيط الهندي، ليفرضوا بذلك أحداث ومتغيرات كبيرة بوقوفهم الإيماني، رافعين رؤوسهم ظاهرين بالأفعال حجم وقوة اليمن العسكرية الحقيقية في نصرتها للمستضعفين، مالكين لاستراتيجيات موضوعة وفق مضامين ورؤى عديدة تحدّدها سير المعارك في قطاع غزة ومراحلها القادمة من تطورات الصراع مع الأمريكان والإنجليز في البحار والمحيطات، وهم بذلك يعطون إضافات لقوة متصاعدة متطورة تخلق الاستمرارية للبناء والحماية والدفاع والنهوض باليمن وشعبها.

الذكرى التاسعة للصمود الوطني الذي سطّره الشعب اليمني وجيشه الباسل هي أمجاد لآفاق واسعة العطاءات العظيمة التي رسمت الإنسان اليمني بشكله الحقيقي الإيماني الواعي والمدرك لكل المؤامرات، الواقف بشموخه صلباً قوياً صامداً متصدياً لقوى الشر والاستكبار، ضارباً أروع الأمثلة التي دونتها فعلياً كتب التاريخ في أنصع الصفحات وأعتز بها المؤرخون والكتاب بإنشائهم للمئات من المجلدات لسرد وتفصيل وشرح ما أحدثه اليمنيون وقيادتهم الثورية من بطولات عظيمة وتاريخية يصعب لشعب آخر تكرار ما قدمه اليمنيون وعلى مدار عقد كامل من الزمان، وما زال مُستمرّ في نضاله الواسع من صموده الأُسطوري الداخلي إلى الخارج وصعوده العالمي لإسناده المستضعفين، واضعين محطاتهم القادمة نحو ما يحقّق نهضة هذه الأُمَّــة والثبات على مواقفهم ومبادئهم وقيمهم والتزامهم الديني الإنساني الأخلاقي الذي لا رجعة ولا بديل عنه إلَّا بإيقاف العدوان على غزة.

الصمود الأُسطوري والاستثنائي للشعب اليمني المؤمن ولسنوات طويلة قاده رجل قرآني حكيم من آل بيت النبي الكريم؛ لتكبر المحطات الخالدة في ذكرها للأحاديث المتداولة لدى كُـلّ الشعوب العالمية بالإنجازات العديدة وبالصعود العالمي الكبير للشعب اليمني في مواجهتهم للعدوان الهمجي الأمريكي البريطاني الهادف لحماية سفن الكيان الإسرائيلي والذي فشل في ردع وإيقاف اليمنيين، بل تطورت وتصاعدت عملياتهم البحرية في إخراجها لمفاجآتها المدوية، والتي حيرت بذلك أكبر القوى العسكرية العالمية، فكان لها تأثيرها القوي والفعال لإجبار العدوان على إيقاف عدوانهم.

شكلت المقاومة الأُسطورية للجيش اليمني الملتحم مع الشعب استبسالها وصمودها القوي والتي أعطت مختلف عناوينها البارزة في تعاظم وتصاعد القوات المسلحة اليمنية وتطورها في الإنتاج والتسليح والمنافسة على المستوى العالمي، وها هم اليوم يدخلون العام العاشر في ظل أحداث ومتغيرات جديدة أشعلتها قوى الشر العالمية بعدوانهم على قطاع غزة، فكان لليمنيين إبرازهم لمتغيرات بمواقفهم الشجاعة الإنسانية الأخلاقية عسكريًّا غيرت مجرى تاريخ الصراعات العالمية لإسنادهم الفعال للشعب الفلسطيني، في وقت انعدمت فيها الإنسانية وتجاهلت كُـلّ المنظمات الحقوقية في عدم قدرتها على إيقافها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

خاض اليمنيون صراعاً طويلاً دفاعاً عن أرضهم وحماية ثرواتهم ومساندتهم للمستضعفين فكانوا مفخرة لكل الشعوب ليشكلوا رقماً صعباً في الخارطة العالمية بلغت مداها في الوصول إلى كُـلّ بقاع الأرض، فأصبح لهم اسم ومعنى ورقم كَبير وصعب أينما وجدوا بعد عقود طويلة من التجاهل والنسيان متقوقعين في قفص ضيق يمنع عليهم الخروج لإظهار مكانة اليمن وأهلها، والتي هكذا أراد لها العملاء والحكام الخاضعين للنصارى واليهود، لكن الآن اليمن وشعبها وبما يمتلكون في تصاعد وسباق مُستمرّ مع الزمن فارضين أنفسهم قوة لها مكانتها على المستوى العالمي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com