الأساليب التي يتخذها اليهود لتضليل الأُمَّــة

 

هياف الهمداني

اليهود كانوا شعباً وأمة من بين الشعوب والأمم، وكان الله يرسل الرسل والأنبياء لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة الأوثان والأصنام إلى عبادة الله وحده؛ اهتدى القليل منهم، ولكن أكثرهم أعرضوا عن اتِّباع الرسل والاهتداء بهدي الله، ولم يكتفوا بإعراضهم، بل تحَرّكوا لتثبيط الناس من خلال نشر الإساءَات، والشائعات، والتكذيب، والاستهزاء، والسخرية من الرسل والأنبياء المرسلين إليهم واتّهامهم بالسحر والجنون.

لهذا، تحدث القرآن الكريم في آيات كثيرة عن اليهود، وعن أساليب التضليل؛ فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) صدق الله العظيم.

أما في عصرنا الحاضر فقد استخدم اليهود أساليب تضليلية تجعل من قاصري الوعي طعماً للوقوع فيها والامتثال لها، والتحَرّك والاتباع لكل ما يقولونه، وكأنها حقيقة، بينما هي شعارات براقة زائفة تستزل الإنسان وتوقعه في مكائد قدمت للناس من جانب النصح.

اليهود! لا يقومون بأي عمل لإفساد الناس وتضليلهم، إلَّا بعد رسم خطة محكمه تمتد لعشرات السنوات.

فمن خلال الاطلاع على التاريخ كان يتحَرّك اليهود في الاستعمار والاحتلال للبلدان بالجانب العسكري، وكان يكلفهم ذلك في أي حرب يخوضونها ضد أي بلد أموالاً كثيرة جِـدًّا، مع سخط كبير من أبناء البلدان التي يحتلونها، ونمو جيل يحمل العداء الكبير لمن يحتلون أرضه، فتظهر حركات، حركات مقاومة ضد الاحتلال، والقيام بأعمال عسكرية بسيطة، ومع الأيّام تزداد تلك الأعمال العظيمة حتى الانتصار، فتخرج تلك القوى الظالمة بعد أن داسها المقاومون وحطموا هيبتهم، وكسروا غرورهم.

تلقوا الانكسارات والهزائم المتتالية، رجعوا إلى بناء خطة جديدة والعمل عليها.

أولاً: خطة (فرّق تسد) وقد عملوا عليها من خلال استقطاب الشخصيات البارزة بين أوساط الناس، مثل، الأمراء، والرؤساء، والمشايخ، واستدعائهم، وبنائهم وتعليمهم الطائفية والعنصرية والمذهبية، والأحزاب التي تنعم بالولاء لليهود.

ثانياً: بناء المنظمات ومنها منظمة الأمم المتحدة، وتم الترويج لها من خلال عملائها.

منظمة الأمم المتحدة التي كان شعارها (الحقوق والحريات) ومن تلك الحقوق، حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وحقوق المرأة.

والحريات التي تدّعي بأنها الراعية لها من خلال شعار يتم رفعه في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، و”إسرائيل”، شعار الديمقراطية والتعبير عن الرأي.

بينما الحقيقة لا حقوق ولا رأي ولا حرية للشعوب؛ لأَنَّ اليهود يرون الناس عبارة عن حيوانات وإنما خلقوا لخدمتهم، وأنهم هم شعب الله المختار.

مخطّطاتهم تم تحقيقها وتجلت في الواقع وصدقها الكثير والكثير من الحكام والشعوب، وما قالته أمريكا و”إسرائيل” قال الحكام “السمع والطاعة”.

بدأت الحقائق تتجلى، بداية من قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الخميني عليه السلام، والإطاحة بحكومة الشاة العميلة لأمريكا، وتحريك الوطن العربي بقيادة العراق لشن حرب ضد الثورة الإسلامية، وتم خلالها ارتكاب الجرائم بحق الأطفال والنساء الإيرانيين، وانتهت بالعدوان على العراق بذريعة خطر الصورايخ، وصوت بهذه الحرب كُـلّ العرب.

ومن ثم عدوان شنته “إسرائيل” على لبنان بذريعة ملاحقة مقاتلين تابعين لحركة الجهاد الإسلامي لفلسطين، وقامت “إسرائيل” بارتكاب المجازر الوحشية بحق المواطنين اللبنانيين، وكانت إحدى تلك المجازر “مجزرة صبرا وشاتيلا” التي استشهد فيها آلاف اللبنانيين، معظمهم من النساء والأطفال على مرأى ومسمع العالم والأمم المتحدة، راعية الحقوق والحريات.

الحريات والحقوق التي كان اليهود يسعون إلى تحقيقها هي: إغواء الشباب وإبعادهم عن دينهم وعاداتهم وتقاليدهم المتعارفة، يسعون إلى ضرب النفسية للإنسان المسلم، الحقوق التي يرفعونها هي التبرج، وانتشار الرذيلة، والانحطاط بكل ما تعنيه الكلمة.

وأكثر شيء ثبت أن الحقوق التي تتشدق وتتغنى بها المنظمات هي مُجَـرّد شعارات للانحطاط قضية (مهسى أميني) الإيرانية، فتاة إيرانية تبرجت فاتخذت الإجراءات اللازمة وتحَرّكت الأمم المتحدة لجريمتها.

أما غزة، فقد تبينت الحقائق أكثر فأكثر من خلال العدوان الإسرائيلي على هذا القطاع الصغير الذي يسكن داخله اثنين مليون وست مِئة ألف مواطن، قتل فيه الأطفال والنساء بكل وحشية، وبتأييد من مجلس الأمن والأمم المتحدة، معلنين أن ما تقوم به “إسرائيل” إنما هو دفاع عن النفس، وأن الأطفال والنساء والأبرياء أهداف مشروعة لهم.

وأن من يدافع عن نفسه حقيقةً هو إرهابي، إيراني مجوسي رافضي، وترى التعاطف الدولي مع اليهود، بينما نرى إخوتنا في قطاع غزة يقتلون ويحاصرون ويجوعون وتدمّـر المساكن فوق ساكنيها ويعتبر هذا شيئاً عادياً لدى الأمم المتحدة ودفاعاً عن النفس.

أمريكا العصا الغليظة تحَرّكت بثقلها لتدافع عن حقوق الإنسان بطريقتها سوى طفل، أَو امرأة، أَو رجل في غزة، وذلك عبر إرسال حاملات الطائرات، والبارجات، وإرسال آلاف القنابل ذات التدمير الهائل، والأحزمة النارية، والخبراء والمقاتلين، والقتل بكل أنواعه لأبناء غزة.

هكذا حقوق إخوتنا في فلسطين المحتلّة لدى أمريكا.

ختاماً:

لقد تجلت الحقائق، واتضحت للعالم أساليب التضليل والخداع التي يستخدمها اليهود وعملائهم ممن يسمون أنفسهم علماء وحفظة لكتاب الله الكريم، وعلمهم بحلال الله وحرامه.

صمت الكثير ورأى أنه واجب ديني اتباع العلماء حتى وإن تعلق الأمر بافتتاح مراقص المجون والترفيه وغيرها، ورأوا في الجهاد فتنة والدفاع عن النفس حراماً والسكوت على الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين حكمة، وأن إعلان موقف لما يحصل في فلسطين جريمة يحاسب عليها القانون، واستهداف السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى “إسرائيل” تهديد للملاحة البحرية، والتجارة العالمية ويجب تشكيل تحالف لردع من يقوم بمساندة المظلومين في غزة، وفتح طريق بري يمد الكيان الإسرائيلي بما يحتاج يرونه من أعظم القرب إلى الله.

أمريكا التي روج لها بأنها العصا الغليظة التي لا يمكن كسرها، رآها اليمنيون الأحرار بقيادتهم الحكيمة وبرؤية القرآن الكريم أنما هي قشة، ولا تخيفهم القشة.

اليوم نرى أمريكا تحاول الهروب والتخفي من ضربات القوة الصاروخية والبحرية، وما زلنا مُستمرّين في مساندة إخواننا في قطاع غزة حتى يأذن الله بالنصر.

قال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ) صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com